نساء العالم في يومهن.. نجاحات وإخفاقات
جانبان للصورة، مشرق تمثله مبادرات وإنجازات ترمي لمحو الصورة النمطية الشائعة عنهن وتكريس معنى أنهن شقائق الرجال في الجد والإنتاج، وآخر قاتم تمثله أرقام تؤكد أنهن لا يزلن في ذيل القائمة.
ذلك هو وضع النساء في يومهن العالمي الذي يصادف الثامن من مارس/آذار لكل عام.
ففي تونس، كرّم رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي خلال احتفالية بالمناسبة صاحبات مشاريع، من بينهن سارة نور الدين صاحبة مشروع في مجال الصناعات التقليدية، ونجاة السعيدي حامد، وهي صاحبة مشروع زراعي، وبختة الزعلولي، صاحبة مشروع لمرضى التوحد.
وهنأ الغنوشي المرأة التونسية بعيدها، مشددا على قيمتها ودورها الهام في العالم أجمع.
- تاكسي آمن
وفي موريتانيا، أبرزت وكالات الأنباء دور "ديولي عمر ديالو" في مساعدة النساء في بلادها على أن يصبحن "مسؤولات عن سلامتهن الخاصة"، بعد موجات العنف تعرّضن لها.
وبهدف تحقيق مبتغاها، أطلقت تطبيقا يجعل ركوب سيارة الأجرة أكثر أمانا، وأسست مشروعا لتعليم النساء الفنون القتالية والدفاع عن النفس.
وبعد حصولها في عام 2013 على شهادة في هندسة الاتصالات، وفي ظل أجواء شهدت سلسلة من عمليات الخطف والاغتصاب، أنشأت ديالو في عام 2015 تطبيق "تاكسي سيكيور" يمكن تحميله مجانا على الهواتف الذكية، ويسمح بالتعرف إلى سيارة الأجرة بفضل لوحة الترخيص الخاصة بها.
وتشرح ديالو أن خلال الرحلة في السيارة "يمكن لأي مستخدمة أن ترسل تنبيها إذا شعرت بأن سائق التاكسي يريد أخذها إلى وجهة مختلفة"، وبالتالي تحديد مكان السيارة.
كما أطلقت مشروعا جديدا باسم "ريم سيلف ديفانس"، تقوم فكرته على تزويد النساء والشابات توجيهات مناسبة لمواجهة المعتدين جنسيا عن طريق تقديم تدريب واف في فنون الدفاع عن النفس تقوم به نساء.
وتقول إن غرف التدريب تلك تحولت لأماكن للتوعية بشأن قضايا الزواج المبكر وتشويه الأعضاء التناسلية للفتيات وتوعية النساء بحقوقهن عموما.
وفي أفغانستان، أبرزت وكالة رويترز مبادرة لمريم محمدي (30 عاما) بقيادة عربة تعمل بالطاقة الشمسية في إحدى ضواحي العاصمة كابل لبيع شطائر البرغر للزبائن، في إطار مشروع يوظف عشرات النساء في مهنة يهيمن عليها الرجال.
وتقول الشابة التي ترتدي عباءة سوداء فضفاضة ونقابا يغطي وجهها ورأسها إن ملاحظات حادة كانت تُوجه إليها في بادئ الأمر عندما بدأت العمل. وقالت مريم "كان الناس يسخرون مني ويضحكون قائلين: انظروا إليها، إنها تعمل في الشارع. لكن الوضع الآن يتحسن ويشجعني الناس كثيرا".
- الوجه الآخر
لكن تلك الصورة بألقها لا تعكس واقع المرأة في عمومه، فقد قالت لجنة شعبية فلسطينية إن معدل البطالة في صفوف النساء في قطاع غزة يقترب من 90%.
وقال جمال الخضري، رئيس اللجنة الشعبية لكسر الحصار عن القطاع، بمناسبة يوم المرأة العالمي، إن معدل البطالة بين النساء في غزة ارتفع بشكل ملحوظ، وزاد بنسبة 16% خلال العامين الماضيين، ليقترب اليوم من 90%.
وحتى في أوروبا، فلم تشكل النساء إلا نحو ثلث (%37) الكوادر في شركات الاتحاد الأوروبي في العام 2019، وفقا للأرقام التي نشرها قبل يومين مكتب الإحصاءات الأوروبي "يوروستات".