الاربعاء 2024/05/08 الساعة 08:07 PM

جري الوحوش.. التماسيح تستطيع الركض أيضا

السبت, 28 ديسمبر, 2019 - 11:52 مساءً
جري الوحوش.. التماسيح تستطيع الركض أيضا
المهرة خبور -  الجزيرة نت

تزخر الكثير من أساطير الشعوب بالمسوخ التي تجتمع فيها صفات متفرقة من وحوش حقيقية، ليصير الناتج كابوسا مخيفا، من أسود تطير بأجنحة كأجنحة النسور إلى وطاويط عملاقة لها ذيول كالأفاعي.


لكن الواقع يقول إن أشد المفترسات الحقيقية فتكا لها حدود لا تتخطاها، فالقروش لن تطارد فرائسها أبدا على اليابسة، والنمور تثب لكنها لا تطير في السماء، والتماسيح ليس بإمكانها أن تعدو مثل الخيل، أو هكذا يتصور معظم الناس.


- استثناءات محدودة مرعبة


لكن المتخصصين في دراسة الزواحف سيخبرونك أن هناك استثناءات محدودة ومرعبة لهذه القاعدة الأخيرة، منها تمساح المياه العذبة الأسترالي الذي يستطيع الركض على الأرض بسرعات مدهشة.


ويركض هذا التمساح بحركات مماثلة للخيول، من الوثب (وهو أن تهبط ذراعاه معا إلى الأرض أثناء الجري ثم تتبعهما الرجلان بقفزات دافعة)، والخَبَب (وهو تبادل الأدوار بين الأطراف الأربعة في لمس الأرض).


لكن بحثا نشر قبل أيام في دورية ساينتفك ريبورتس، يخبرنا أن قدرة التماسيح بأنواعها المختلفة على الركض أوسع انتشارا مما كنا نظن.


فقد استخدم فريق البحث كاميرات فيديو في مزرعة سانت أوغستين للتماسيح بفلوريدا لمراقبة حركات 42 تمساحا من 15 نوعا مختلفا من رتبة التمساحيات (التماسيح والقواطير والكيامن).


ويعتمد اختلاف التصنيف بين التماسيح وأقربائها من القواطير والكيامن على فروق بسيطة، مثل شكل الخطم، والطريقة التي تظهر بها الأسنان عند انطباق الفكين.


فبينما لم تظهر القواطير والكيامن سوى القدرة المألوفة على الهرولة الزاحفة، فوجئ فريق البحث بأن ثمانية أنواع مختلفة من التماسيح تستطيع العدو على اليابسة بالوثب والخبب.


ويقول الفريق إن هذه هي السابقة الأولى لرصد هذا السلوك عند التمساح الكوبي والتمساح الأميركي وتمساح الفلبين والتمساح القزم وتمساح غرب أفريقيا المستدق الخطم.


يقول البروفيسور جون هتشنسون -الباحث الرئيس في الدراسة والمتخصص في الميكانيكا الحيوية بالكلية الملكية البيطرية بلندن- إن السرعات القصوى لأنواع التماسيح المختلفة قد أدهشتهم، والتي وصلت في معظم عينات الدراسة -على اختلاف أنواعها وأحجامها- إلى 18 كيلومترا في الساعة (متوسط سرعة الجري عند البشر 24 كيلومترا في الساعة تقريبا).


وأضاف "نعتقد أن الوثب والخبب يساعد أنواع التماسيح الأصغر حجما على الفرار من المخاطر، بينما لاحظنا أن القواطير والكيامن تميل أكثر إلى الثبات في أماكنها والهسهسة والمقاومة عند الشعور بالخطر بدلا من الهروب".


وأوضح أن أكبر أنواع التماسيح التي استطاعت الوثب أثناء الجري، كان التمساح الكوبي الذي يتجاوز طوله المترين في المعتاد، وهو تمساح مشهور بضراوته ودهائه ونشاطه اللافت على اليابسة مما منحه لياقة في العدو لا تكاد تصدق.


- كيف "جرت" التجربة؟


من أجل إجراء التجربة، ثبت فريق البحث الكاميرات على مضمار بطول خمسة أمتار تقريبا، ثم أضاف نوعا من الدهان الأبيض على مواضع محددة من أجساد التماسيح، قبل أن تأتي المهمة الأصعب وهي دفعها للجري.


تقول الدراسة "تم تشجيع التماسيح على الركض بطول الممر باستخدام إشارات بصرية أو سمعية معينة، أو باللجوء إلى الهمز برفق، أو بالإغراء بوضع ما يصلح كمأوى في نهاية الممر، كالشجيرات الكثيفة أو مسطحات الماء".


وبالطبع سيفتح هذا البحث الأبواب لدراسة المزيد عن التماسيح وحركتها وسلوكها، وسنكتشف -على الأرجح- المزيد من الأنواع التي تستطيع الركض.


لكن تبقى النصيحة الذهبية إذا قابلت تمساحا ولم تكن خبيرا بأنواعها ومطلعا على أحدث الأبحاث عنها، فلك أن تعرف جيدا أن الجري حينها ستكون فيه كل الشجاعة، لا نصفها فقط.


اقراء ايضاً