الشرطة ومسعفون: مقتل 3 محتجين برصاص قوات الأمن في الناصرية بجنوب العراق
قالت الشرطة ومسعفون إن قوات الأمن فتحت النار على محتجين في مدينة الناصرية بجنوب العراق يوم الأحد مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل.
وأضافت المصادر أن المحتجين احتشدوا عند جسر في المدينة وأن قوات الأمن استخدمت الذخيرة الحية لتفريقهم.
وتابعت قائلة إن ما يزيد على مئة آخرين أصيبوا في اشتباكات بالمدينة.
وكانت قوات الأمن العراقية أطلقت الغاز المسيل للدموع على محتجين في بغداد يوم الأحد مما أدى إلى إصابة ما يزيد على 20 شخصا حسبما قالت الشرطة ومصادر طبية وذلك بعد يوم واحد من إجبار المتظاهرين على التراجع صوب ساحة رئيسية في العاصمة العراقية.
وقالت المصادر إن شخصا لفظ أنفاسه الأخيرة في المستشفى متأثرا بجروح أصيب بها خلال اشتباكات في اليوم السابق. وأجبرت قوات الأمن يوم السبت المحتجين على التراجع عن جسور حاولوا السيطرة عليها خلال الأيام القليلة الماضية.
وقالت الشرطة في ساعة متأخرة من مساء يوم الأحد إن سيارة انفجرت في منطقة خاضعة لسيطرة قوات الأمن مما تسبب في إضرام النيران في عدد من المركبات التي كانت بموقف للانتظار دون وقوع أي خسائر بشرية.
ويخشى المحتجون من أن يسعى مخربون إلى استغلال الاضطراب في شن هجمات مما يدفع قوات الأمن لتشديد حملتها على المحتجين. وكانت الحكومة حذرت من مغبة تخريب ممتلكات الدولة أو اللجوء للعنف ضد الأفراد.
وقال حيدر غريب وهو مسعف متطوع في مستشفى مؤقت في ساحة التحرير التي تمثل الآن نقطة التجمع الرئيسية للمتظاهرين في بغداد إن الوضع ما زال كما هو وما زالوا يطلقون النار على الناس ويجري نقل الجرحى للمستشفى.
وقالت مصادر طبية إن بعض المصابين نقلوا إلى المستشفى بسبب استنشاق الغاز المسيل للدموع.
وطبقا لإحصائية لرويترز اعتمدت على مصادر طبية وشرطية فقد استخدمت قوات الأمن الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت ضد محتجين أغلبهم شبان وعزل مما أدى إلى سقوط أكثر من 280 قتيلا.
واتخذت حكومة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بعض الإجراءات في محاولة لتهدئة الاضطراب تضمنت تقديم إعانات للفقراء وتوفير فرص عمل للخريجين، لكن لم تنجح في مواصلة الوفاء بالمطالب المتصاعدة للمتظاهرين الذين يطالبون حاليا بتعديل النظام السياسي الطائفي ورحيل كل النخبة الحاكمة.
وتحت ضغوط من المرجعيات الدينية الشيعية تعهدت الحكومة في الآونة الأخيرة باتخاذ مزيد من الإجراءات الجادة للتغيير والتي تضمنت إصلاحا للنظام الانتخابي والاعتراف بشرعية الاحتجاج السلمي.
وذكرت وسائل إعلام أن زعماء العراق اتفقوا خلال اجتماع بالعاصمة بغداد يوم الأحد على ضرورة أن يمنح الإصلاح الانتخابي الوشيك فرصة أكبر لمشاركة الشباب في الشأن السياسي وكسر احتكار الأحزاب السياسية للسلطة وهيمنتها على مؤسسات الدولة منذ عام 2003.
والاحتجاجات هي الأكبر وتعد أيضا من أكثر التحديات تعقيدا للنظام السياسي الذي أسس بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2003 وأطاح بصدام حسين.
وعاني العراق من حروب امتدت لعقود وعقوبات وعنف طائفي في الآونة الأخيرة. وكان آخر صراع بين السنة والشيعة في عهد تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر على معظم شمال وغرب العراق. لكن هذا البلد حظي بهدوء نادر بعد هزيمة هذا التنظيم المتشدد في 2017.
وتخلو الاحتجاجات الحالية من الخطاب الطائفي ويقودها محتجون أغلبهم من الشيعة في مواجهة حكومة يسيطر عليها ساسة شيعيون وحلفاء لإيران يحظون بنفوذ كبير.
ويأمل كثير من العراقيين في تغيير سياسي حقيقي لكنهم في الوقت ذاته يخشون من تبعات أو استمرار عدم الاستقرار لفترة طويلة في وقت تتنافس فيه جماعات مسلحة على السلطة وتواصل فيه القوات المسلحة بدعم غربي قتال تنظيم الدولة الإسلامية في أنحاء بشمال العراق.
وقال الجيش الإيطالي إن عبوة ناسفة انفجرت يوم الأحد لدى مرور مركبة تقل قوات إيطالية خاصة قرب مدينة كركوك في شمال العراق مما أسفر عن إصابة خمسة جنود.