اعتصام الخرطوم.. قتيل وجرحى وتجمع المهنيين يحذر من مجزرة
[ اعتصام الخرطوم.. قتيل وجرحى وتجمع المهنيين يحذر من مجزرة ]
تجدد العنف في محيط ساحة الاعتصام بالخرطوم مساء اليوم السبت، وسقط قتيل وعدة جرحى بصفوف المعتصمين أثناء محاولة قوات أمنية إغلاق شارع النيل، بينما حذر تجمع المهنيين السودانيين من ارتكاب مجزرة بغرض فض الاعتصام بالقوة.
وقالت لجنة الأطباء في اعتصام القيادة العامة بالسودان إن 11 شخصا أصيبوا إثر إطلاق نار في محيط ساحة الاعتصام، ثم أعلنت أن أحد الجرحى قد فارق الحياة.
وحاولت قوات من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وجهاز الأمن إغلاق شارع النيل لتنفيذ خطة أمنية بمحيط ساحة الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش، لكن المعتصمين اشتبكوا مع تلك القوات ومنعوها من ذلك، وجددوا مطالبتهم بسلطة مدنية.
وفي غضون ذلك خرجت مظاهرات في الخرطوم مؤيدة للمجلس العسكري الانتقالي واستمراره في الإمساك بزمام الأمور في البلاد، ورفع المتظاهرون صور أعضاء المجلس مرددين هتافات مساندة لهم.
تحذير من مجزرة
من جهة أخرى، أصدر تجمع المهنيين بيانا قال فيه إن هناك مخططا للمجلس العسكري بغرض فض اعتصام القيادة العامة بالقوة، معتبرا أن استخدام الرصاص الحي يمهد لارتكاب مجزرة بغرض فض الاعتصام.
واتهم تجمع المهنيين المجلس العسكري بممارسة الإلهاء بالمفاوضات للتغطية على نيته فض الاعتصام، وقال إن إيقاف بث بعض القنوات ومنعها من دخول ميدان الاعتصام يمثل تهديدا للميدان.
وفي مقابلة مع الجزيرة، حذر المتحدث باسم التجمع الاتحادي المعارض والقيادي بقوى الحرية والتغيير جعفر حسن حذر من محاولة فض الاعتصام بالقوة والمساس بالمعتصمين، وطلب من المجلس العسكري أن يتحمل مسؤوليته والابتعاد عن الاعتصام، مشددا على أن قوى الحرية والتغيير ستصعد حراكها لإسقاط المجلس العسكري إذا حاول فض الاعتصام.
كما أصدر تحالف قوى الإجماع الوطني، أحد مكونات قوى إعلان الحرية والتغيير، بيانا قال فيه إن المجلس العسكري يحاول تمرير "خطط مكشوفة" لاتهام ميدان الاعتصام السلمي بأنه أصبح وكرا للجريمة، مضيفا "أن لغة المجلس تشير إلى احتمال اتجاه المجلس نحو فض الاعتصام أو اختلاق أحداث ليمرر عبرها مخططه".
وفي وقت سابق، حذر القيادي في قوى الحرية والتغيير محمد يوسف أحمد المصطفى خلال مؤتمر صحفي من عملية "التراخي المنظم" للأجهزة الأمنية في عدم احتواء المجموعات الخارجة عن القانون، متهما فلول النظام السابق بإثارة المشاكل في شارع النيل لتشويه صورة الثورة، حسب تعبيره.
وجدد القيادي في المعارضة تأكيده أن "العنف مرفوض وثورتنا سلمية، وهو شعارنا الرئيسي خلال الاحتجاجات في الفترة الماضية"، معتبرا أن "هناك جهات لديها مصلحة في اندلاع العنف من أجل إثارة العنف والفتنة".
كما أعلنت قوى الحرية والتغيير في بيان اليوم برنامجها للأسبوع الجاري، الذي تضمن إعلان التعبئة في ميادين الاعتصام بالخرطوم وبقية مدن السودان، والدعوة لإقامة صلاة العيد في الميادين وتنظيم فعاليات للتوعية بالإضراب السياسي والعصيان المدني.
المفاوضات
وأمس الجمعة، أعلن مصدر من قوى الحرية والتغيير أن المفاوضات مع المجلس العسكري الانتقالي المتوقفة منذ أسبوع ستستأنف بين الطرفين في غضون الساعات المقبلة.
وجاء ذلك بعدما قال قائد المنطقة العسكرية المركزية بالخرطوم اللواء بحر أحمد بحر في بيان إن اعتصام الخرطوم يشكل خطرا على تماسك الدولة وأمنها القومي.
وقُتل محتج سوداني وأصيب آخرون بالرصاص الحي الخميس في شارع النيل بالخرطوم، عندما أطلقت قوات أمنية الرصاص الحي على المعتصمين.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس المجلس العسكري وقادة الاحتجاجات في السودان إلى استئناف المفاوضات بهدف التوصل سريعا إلى اتفاق لتسليم السلطة لحكومة يقودها مدنيون.
كما دعا غوتيريش في بيان إلى احترام حقوق الإنسان، بما في ذلك الحق في حرية التجمع والتعبير، وعدم التضييق على وسائل الإعلام. وذلك بعدما أغلقت القوات الأمنية مكتب قناة الجزيرة ومقرات وسائل إعلام أخرى بالخرطوم.