غزة.. مستشفيات تحت الاستهداف وقصف مكثف في الشمال والجنوب
جدد جيش الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، هجماته على مستشفيات تقع في الجزء الشمالي من قطاع غزة، حيث حوّل واحدة في "جباليا" إلى ثكنة عسكرية، بينما أخرج آخر مستشفيات مدينة غزة عن الخدمة، مهددا حياة المرضى والجرحى للخطر الجسيم.
وشنت المقاتلات الحربية والآليات المدفعية ضربات جوية وبرية مكثفة وعنيفة على مناطق مختلفة من القطاع، استهدف بعضها مربعات سكنية كاملة، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من الفلسطينيين.
وبالتزامن، اندلعت اشتباكات ضارية بين مقاتلي الفصائل الفلسطينية المسلحة وقوات الجيش الإسرائيلي في محاور القتال المختلفة شمالي وجنوبي القطاع، تخللها استهداف آليات ومركبات تتبع للجيش ومواقع تجمعات للجنود، فضلا عن قصف مدن إسرائيلية أبرزها تل أبيب برشقات صاروخية.
ويعيش سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، أوضاعا إنسانية وصفها المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع بـ"الكارثية والخطيرة وغير المسبوقة"، وذلك جراء استمرار "حرب الإبادة الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي"، وفق بيان وصل الأناضول.
** تجدد مهاجمة المستشفيات
منذ بداية الحرب الإسرائيلية على القطاع، يشن الجيش "حملة ممنهجة وشرسة" ضد مستشفيات القطاع خاصة في المناطق الشمالية.
هذه الحملة تدرجت بين الاستهداف الجوي والمدفعي والمحاصرة والاقتحام والاعتقال والقصف، الأمر الذي هدد حياة آلاف المرضى والجرحى في مناطق عمل هذه المستشفيات.
وفي وقت سابق الثلاثاء، حوّل الجيش مستشفى "العودة"، شمالي القطاع، إلى "ثكنة عسكرية"، تحتجز بداخلها العشرات من كوادره الطبية والمرضى والنازحين.
وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة، في بيان، إن "قوات الجيش تحتجز داخل مستشفى العودة، 240 شخصا منهم 80 من الكادر الطبي و40 مريضا و120 نازحا، بلا ماء ولا طعام ولا دواء، كما منعت الحركة بين الأقسام".
وأضاف أن القوات الإسرائيلية "اعتقلت 6 من كوادر المستشفى، على رأسهم مديرها أحمد مهنا، بالإضافة إلى مريض ومرافق".
وفي مدينة غزة، أخرج الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، آخر المستشفيات العاملة بها وهي "المعمداني"، عن الخدمة.
وقال القدرة، في بيان: "خروج المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) بغزة عن الخدمة؛ نتيجة الاستهداف والحصار، واعتقال عدد من الكوادر الطبية والجرحى والنازحين".
والثلاثاء، جدد الجيش استهداف مجمع الشفاء الطبي وسيارة مدنية أمام بوابته كانت تنقل أحد الجرحى، ما أدى إلى "استشهاد 28 شخصا وإصابة العشرات خلال مدة قدرها 6 ساعات"، بحسب بيان للوزارة.
وإلى جانب اقتحام وتدمير مستشفيات شمالي القطاع، استهدفت المدفعية والطائرات الإسرائيلية مستشفيات في جنوبي القطاع، كان آخرها "مجمع ناصر الطبي" في خان يونس.
ويدعي مسؤولون إسرائيليون، أن مستشفيات القطاع تضم مراكز لإدارة عمليات حركة "حماس"، وهو الأمر الذي تنفيه دائما الوزارة والحركة.
** قصف مكثف
كثف الجيش الإسرائيلي، منذ ساعات صباح الثلاثاء، قصفه للمناطق والأحياء السكنية في محافظات القطاع المختلفة.
ففي مدينة رفح، أقصى جنوب القطاع، شنت المقاتلات الحربية غارات على عدد من المنازل راح ضحيتها، وفق مصادر طبية وشهود عيان، عشرات القتلى والجرحى، علاوة على دمار كبير في المنازل المحيطة والبنى التحتية.
وكما شهدت مدينة خان يونس (جنوب) قصفا بريا وجويا، بينما أطلقت طائرة مسيرة النيران باتجاه مدرسة تؤوي نازحين، حيث أسفر إجمالي العمليات الإسرائيلية في المدينة عن سقوط قتلى وجرحى.
وأما المنطقة الوسطى من القطاع، فشهدت قصفا جويا وبريا وبحريا لمنازل مواطنين ما أوقع عددا من القتلى والجرحى في صفوفهم.
إلى جانب ذلك، كثف الجيش الإسرائيلي غاراته على مدن وبلدات في القاطع الشمالي أبرزها، حي الرمال غرب غزة وحي الشجاعية شرق المدينة، وبلدة جباليا شمالي القطاع.
ودمر الجيش في حي الرمال مبنى سكنيا أوقع عشرات القتلى والجرحى، وفق مصادر طبية، بينما أفاد شهود عيان بأن مفقودين ما زالوا تحت أنقاض المبنى المدمر.
وفي بلدة جباليا، استهدف الجيش مربعا سكنيا ومبنى جمعية السلامة الخيرية لرعاية الجرحى وذوي الإعاقة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى فضلا عن الدمار الواسع الذي خلف القصف في المنطقة.
وأفاد شهود عيان بأن البلدة والمخيم تعرضا، مساء الثلاثاء، لأحزمة نارية عنيفة ومكثفة ومتواصلة، من المقاتلات الحربية، فضلا عن القصف المدفعي الذي تعرضت له المنطقة.
وتزامن هذا القصف المكثف، مع إطلاق كتائب "القسام"، الجناح المسلح لحركة "حماس"، دفعة صاروخية باتجاه مدن وبلدات إسرائيلية أبرزها تل أبيب.
وقالت "القسام"، في بيان، إنها "قصفت تل أبيب برشقة صاروخية ردا على المجازر الصهيونية بحق المدنيين".
وأضافت في بيان آخر أنها "أطلقت رشقة صاروخية تجاه المدن الإسرائيلية تم تجهيزها مسبقا، إهداء لأرواح شهداء الضفة الغربية".
** اشتباكات الشمال
شهدت محاور القتال شمالي وجنوبي القطاع، اشتباكات محتدمة بين مقاتلي الفصائل المسلحة وقوات الجيش الإسرائيلي.
وفي شمال القطاع، أفاد شهود عيان ومصادر محلية بأن اشتباكات قوية اندلعت في المناطق الشرقية من مخيم جباليا ومنطقة تل الزعتر، بين مقاتلي الفصائل وقوات الجيش.
كما شهدت بلدة بيت حانون (شمال) اشتباكات مسلحة، في حين أنه قالت "سرايا القدس" الجناح المسلح لحركة "الجهاد الإسلامي"، إنها قصفت "تجمعات عسكرية لجنود وآليات العدو بقذائف الهاون في محيط أبراج الشيخ زايد شمال القطاع".
وكان الجيش الإسرائيلي، أعلن الثلاثاء، مقتل ضابط وجنديين في معارك بشمال القطاع، ما رفع حصيلة قتلاه منذ بداية الحرب في أكتوبر الماضي إلى 464 قتيلا.
وأما مدينة غزة، فشهدت هي الأخرى اشتباكات عنيفة بين المقاتلين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي تركزت في حي الشجاعية (شرق) وحي الشيخ رضوان (غرب).
وقالت فصائل فلسطينية، بحسب بيانات صدرت عنها، إنها نفذت هجمات ضد قوات الجيش الموجودة في مدينة غزة.
وقالت "القسام"، في بيان على منصة "تلغرام" إنها استهدفت "جيبا إسرائيليا من نوع همر في حي الشيخ رضوان غرب مدينة غزة ومقتل من فيه بعد احتراقه بالكامل".
كما قالت إن عناصرها بعد عودتهم من خطوط القتال في حي الشيخ رضوان، اشتبكت "مع قوة صهيونية خاصة مكونة من 12 جنديا، بالأسلحة الرشاشة ومن ثم استهداف القوة التي جاءت لإنقاذهم بقذيفة مضادة للأفراد وإيقاعهم جميعًا بين قتيل وجريح".
كما أوضحت في بيان آخر أنها "دمرت آلية صهيونية بقذيفة الياسين 105 بحي الشيخ رضوان، واستهداف جرافة بشكل مباشر ومقتل سائقها".
من جانبها، قالت "سرايا القدس"، إن "عناصرها أوقعت 7 من جنود العدو بين قتيل وجريح بعد اشتباكات ضارية بالأسلحة الرشاشة في محور التقدم في حي الشجاعية".
** اشتباكات الجنوب
وفي القاطع الجنوبي، امتدت الاشتباكات من الحدود الشرقية للمنطقة الوسطى مرورا بمدينة خان يونس ووصلا إلى شرق مدينة رفح.
وقالت كتائب "القسام"، في بيان لها، إن عناصرها استهدفوا "قوة صهيونية متحصنة داخل مبنى في منطقة المغراقة (وسط القطاع) بقذيفة TBG وقذيفتي RPG والاشتباك معها، وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح".
كما أوضحت في بيان ثان، إنها "استهدفت برج جرافة عسكرية في منطقة المغراقة بقذيفة الياسين 105، ومقتل طاقمها".
وأما "سرايا القدس"، فقد قالت في بيان منفصل، إنها "قصفت تجمعا للجنود، شرق مخيم المغازي (وسط)، بقذائف الهاون".
كما أوقعت "القسام" و"سرايا القدس"، خسائر مادية وبشرية بالقوات الإسرائيلية المتوغلة في شرق ووسط مدينة خان يونس (جنوب).
وقالت "القسام"، في بيان لها، إنها "استهدفت دبابة ميركافا بعبوة وأخرى بقذيفة الياسين 105، وجرافة بقذيفة الياسين 105، وذلك شرق خان يونس".
كما أوضحت، في بيان منفصل، إنها استهدفت "ناقلة جند صهيونية بقذيفتي ياسين 105 في خانيونس"، وأضافت في بيان ثان إنها "قصفت تجمعات لجنود العدو بقذائف الهاون شرق المدينة".
وذكرت "القسام"، في بيان آخر، أن عناصرها تمكنوا "من تفجير عبوة مضادة للأفراد في قوة لجيش الاحتلال، تحصنت في أحد المنازل فيما عاودوا استهدافها بقذيفة TBG شرق خان يونس، موقعين أفرادها بين قتيل وجريح".
بدورها، قالت "سرايا القدس"، إنها "قصفت آليات ومرابض مدفعية بقذائف الهاون، وذلك في محور التقدم شرق خان يونس".
وفي شرق مدينة رفح، أقصى جنوبي القطاع، قالت "القسام" في إنها "قصفت تجمعات للعدو بقذائف الهاون من العيار الثقيل".
ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة ضد قطاع غزة، خلفت حتى الثلاثاء، 19 ألفا و667 شهيدا، إضافة إلى 52 ألفا و586 جريحا معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر فلسطينية وأممية