ترامب يتحرك لتخفيف التوتر بشأن الصين وإيران في ختام قمة مجموعة السبع
عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الاثنين غصن الزيتون على الصين بعد أيام من الخلافات المريرة بشأن التجارة كما فتح الباب أمام الدبلوماسية بشأن إيران، ليخفف التوتر في آخر يوم من قمة مجموعة الدول الصناعية السبع.
ويبدو أن زعماء دول المجموعة، الذين يجتمعون في منتجع بياريتس الساحلي في فرنسا، بصدد التوصل لاتفاق بشأن كيفية المساعدة في مكافحة حرائق غابات الأمازون ومحاولة إصلاح الضرر الناجم عنها.
ورغم أنه من غير المتوقع أن يغادر الزعماء القمة بحزمة أشمل من الاتفاقات أو حتى بإصدار بيان ختامي مشترك، فقد اتفق ترامب وحلفاؤه الغربيون بود فيما يبدو على ألا يتفقوا بشأن قضايا مثيرة للانقسام بينهم.
من بين هذه القضايا حرب واشنطن التجارية المتصاعدة مع الصين، والتي يخشى كثيرون أن تدفع اقتصاد العالم المتباطئ إلى حالة ركود، وكيفية التعامل مع طموحات إيران وكوريا الشمالية النووية، وهل ينبغي إعادة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى المجموعة.
وخلال اجتماعات هذا العام أصر ترامب، الذي أثار بلبلة خلال قمة المجموعة العام الماضي، على أن العلاقات طيبة مع الزعماء الآخرين في المجموعة التي تضم أيضا بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان.
وتصاعدت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، أكبر اقتصادين في العالم، يوم الجمعة بعدما فرض كل بلد مزيدا من الرسوم على صادرات الآخر، الأمر الذي أحدث مزيدا من الصدمات في الأسواق المالية.
وفي حديث على هامش القمة اليوم الاثنين، عبر ترامب عن اعتقاده بأن الصين تريد إبرام اتفاق تجاري بعد أن تواصلت مع مسؤولين تجاريين أمريكيين ليل الأحد لتقول إنها تريد العودة إلى طاولة المفاوضات.
وقال كبير مفاوضي الصين في المحادثات التجارية مع واشنطن في وقت سابق يوم الاثنين إن بكين مستعدة لحل نزاعها التجاري مع الولايات المتحدة عبر ”مفاوضات هادئة“ وتعارض بشدة تصعيد الصراع.
وأشاد ترامب بالرئيس الصيني شي جين بينغ ووصفه بأنه زعيم عظيم وقال إن احتمال إجراء محادثات تطور إيجابي للغاية.
وقال ”إنه يفهم (الوضع)، وسيكون ذلك رائعا للصين وللولايات المتحدة. سيكون ذلك رائعا للعالم“.
- فلينعموا بالثراء
خفف ترامب كذلك موقفه فيما يتعلق بالمواجهة مع إيران يوم الاثنين، بعد يوم من مفاجأة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زعماء المجموعة بدعوته وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى بياريتس لإجراء محادثات بشأن الأزمة بين واشنطن وطهران.
وأبلغ ترامب الصحفيين بأنهم أخطأوا في قولهم إنه فوجئ بزيارة ظريف التي استمرت خمس ساعات على هامش القمة، وقال إنه رغم اعتقاده بأن عقد اجتماع كان سابقا لأوانه، فإنه لم يعترض على ذلك.
ويكافح زعماء أوروبا لتهدئة المواجهة بين إيران والولايات المتحدة منذ أن انسحب ترامب العام الماضي من اتفاق إيران النووي الذي أبرم عام 2015 وأعاد فرض العقوبات على اقتصاد الجمهورية الإسلامية.
وقاد ماكرون المساعي لنزع فتيل الأزمة، خشية أن يؤدي انهيار الاتفاق إلى إشعال الوضع في الشرق الأوسط.
وأبدى ترامب استعداده لفتح مناقشات مع إيران بشان اتفاق نووي وقال إنه لا يسعى لتغيير النظام.
وقال ”لا نسعى لتغيير النظام.. ونتطلع لجعل إيران ثرية مرة أخرى. فلينعموا بالثراء“.