"ثلاثة أسباب وراء مرض زعيم كوريا الشمالية".. واشنطن تتقصى الأخبار فما رد بكين وسول؟
أفاد مسؤولون أميركيون بأن البيت الأبيض يتقصى أخبار مرض زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، بعد تسريبات تقول إنه خضع لعلمية جراحية إثر تدهور صحته.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين إن الولايات المتحدة لا تعلم حالة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، وستنتظر ما تكشف عنه الأحداث.
جاء ذلك في أعقاب تقارير عن مرض كيم وخضوعه لإجراء طبي متعلق بالقلب والأوعية الدموية.
وفي رده على سؤال بشأن هوية الخليفة السياسي في كوريا الشمالية، قال أوبراين "الافتراض الأساسي يشير إلى أنه قد يكون أحد أفراد العائلة. لكن مرة أخرى، من السابق لأوانه الحديث عن هذا، لأننا لا نعلم حالة رئيس الحزب الحاكم كيم، وسننتظر لنرى كيف تسير الأمور".
وفي وقت سابق، نقلت شبكة "سي إن إن" التلفزيونية عن مسؤول أميركي مطّلع قوله إن واشنطن "تتابع معلومات" عن أن كيم في حالة خطرة بعد خضوعه لجراحة".
ونقلت بلومبيرغ عن مسؤول أميركي لم تكشف اسمه، قوله إن البيت الأبيض علم أن حالة كيم ساءت بعد الجراحة.
وكان موقع "ديلي إن كاي" الإلكتروني، ذكر أن كيم نُقل إلى المستشفى في 12 أبريل/نيسان الجاري، قبل ساعات من خضوعه للجراحة بعد تدهور حالته الصحية.
وأوضح الموقع أن أسباب تدهور صحة الزعيم الكوري، هي: الشراهة في التدخين والبدانة وإرهاق العمل.
وأفاد الموقع الإلكتروني بأن كيم يتعافى في فيلا بمنتجع جبل ميوهيانغ إلى الشمال من العاصمة بيونغ يانغ.
ويقع مقر "ديلي إن كاي" في سول، ويديره منشقون من كوريا الشمالية.
ورفض مسؤولان حكوميان في كوريا الجنوبية محتوى تقرير "سي إن إن"، دون التطرق لمزيد من التفاصيل بشأن خضوع كيم لعملية من عدمه.
وقالت وزارة التوحيد الكورية الجنوبية إنها لا تستطيع التعليق حاليا على التقارير.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قنغ شوانغ إن بكين على علم بالتقارير المتداولة بشأن صحة كيم لكنها لا تعرف مصدرها، ولم يكشف ما إذا كانت لديها أي معلومات عن الوضع.
واكتفى المتحدث باسم وزارة الخارجية، بالقول "إن الصين وكوريا الشمالية دولتان مجاورتان وصديقتان تربطهما الجبال والأنهار".
لكن مسؤولا في إدارة الاتصال الدولي بالحزب الشيوعي الصيني، قال إنه لا يُعتقد أن كيم في حالة حرجة.
وكيم هو الزعيم المطاع في كوريا الشمالية والمتحكم في ترسانتها النووية، ولا يوجد خليفة محدد له، وقد يشكل عدم الاستقرار في البلاد خطرا دوليا كبيرا.
وأثيرت التكهنات حول صحة كيم بعدما تغيب عن مراسم الاحتفال بالذكرى السنوية لعيد ميلاد جده مؤسس كوريا الشمالية كيم إيل سونغ، يوم 15 أبريل/نيسان الجاري.
الأسرة والأسرار
ولكن هذه ليست المرة الأولى التي يغيب فيها كيم عن الأنظار، ففي عام 2014 لوحظ غيابه لستة أسابيع قبل أن يظهر وهو يسير متكئا على عصا. وأكدت حينها وكالة يونهاب أن كيم خضع لعملية إزالة التهاب من الكاحل، وفق معلومات نقلتها عن المخابرات الكورية الجنوبية.
وأشار الباحث في مركز "38 نورث" مارتن وليامز إلى أن "لا أحد يعلم ما يجري داخل كوريا الشمالية".
وقال في تغريدة "كان كيم جونغ إيل متوفيا لعدة أيام قبل الإعلان عن الخبر الذي شكل مفاجأة في العالم"، مضيفا "كيم جونغ أون اختفى من قبل، لكنه دائما يعاود الظهور. إلا أن غيابه هذا الأسبوع كان ملحوظا أكثر".
وتعدّ تغطية الأحداث في كوريا الشمالية إجمالا مهمة صعبة، خصوصا في ما يتعلق بحياة كيم الخاصة، نظرا لأنها من الأسرار الأكثر أهمية بالنسبة للنظام.
وقال الدبلوماسي والبرلماني الكوري الجنوبي تاي يونغ "إن السرية الكبيرة تحيط بالقضايا المتعلقة بتنقل وخصوصية الأسرة، فلا يعلم بها الأفراد العاديون ولا حتى كبار المسؤولين"، في كوريا الشمالية.
أما "أهن شان إيل" الهارب من كوريا الشمالية، فلفت إلى أنه "لا توجد أي معلومة مؤكدة في هذه المرحلة، ومن المبكر جدا الخروج بنتائج حول حالته الصحية".
وأشار إلى أن عمليات القلب في كوريا الشمالية تتطلب معدات غير موجودة "إلا في المؤسسات الطبية في بيونغ يانغ"، لذلك من "غير المنطقي" أن يكون كيم قد نقل إلى مكان آخر لإجراء العملية.