الأحد 2024/05/19 الساعة 02:09 AM

هلع كورونا.. هكذا تسبب ترامب في اختفاء أدوية

الخميس, 26 مارس, 2020 - 02:13 صباحاً
هلع كورونا.. هكذا تسبب ترامب في اختفاء أدوية
المهرة خبور -  الجزيرة نت

في ظل تزايد معدلات الإصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في الولايات المتحدة، والتوقعات بأن تكون إحدى بؤر تفشي الوباء، ذكرت تقارير إخبارية نقلا عن صيادلة ومراقبي أدوية في عدد من الولايات، أن الأدوية التي يعتقد أنها قد تعالج الفيروس شهدت نقصا كبيرا في الأسواق بعدما وصفها أطباء لأقربائهم وأصدقائهم دون أن تكون هناك حاجة لذلك. 


وكان الرئيس دونالد ترامب قد صرح بأن دواء "كلوروكين" و"هيدروكسي كلوروكين"(Hydroxychloroquine)، الذي يستخدم في علاج الملاريا وأحيانا تصلب المفاصل ويباع تجاريا باسم "بلاكونيل"، حقق نتائج واعدة في علاج فيروس كورونا.


وأضاف أن إدارة الدواء والغذاء ستجيزه قريبا، ليكون متوفرا في السوق الأميركية، ويؤمن ترامب بأن تلك الأدوية تمثل في الوقت الراهن الأمل الوحيد لمعالجة المصابين بكورونا. 


- كميات محدودة


وحاولت الجزيرة نت تحري هذه القضية من خلال زيارة أحد فروع صيدلية "سي في أس" بمنطقة تانلي تاون بالعاصمة واشنطن، وتعد "سي في أس" أكبر سلسلة صيدليات أميركية وتنتشر في ولاياتها الخمسين.  


ذكرت أحد العاملات بالصيدلية للجزيرة نت أنه "في العادة لم يكن لدينا كميات كبيرة من هذا العقار لأن مرض الملاريا لم يعد ينتشر في الولايات المتحدة، فقط بعض العاملين في الحكومة والمنظمات الدولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد كانوا يطلبون جرعات قليلة منه قبل سفرهم لدول أفريقية ينتشر فيها المرض".


ووفقا للصيدلانية، فإن الكميات من عقار "هيدروكسي كلوروكين" على قلتها بالصيدليات الأميركية غير موجودة الآن، "كنا نطلب من موزعين كميات محدودة وكانت عادة تصل إلينا خلال يوم أو يومين". 


و"تغير الأمر خلال الأيام القليلة الماضية، فلم يعد ممكنا توفير دواء كلوروكين خلال يوم أو يومين كما جرت العادة"، طبقا لما ذكرته العاملة بالصيدلية. 


واضطرت بعض الولايات لفرض قيود تمنع الصيدليات من صرف كلوروكين وهيدروكسي كلوروكين إلا إذا بعد التأكد من حالة المريض، وصرف كميات تكفي 14 يوما كحد أقصى، بحسب الصيدلانية. 


- إجراء وقائي


وبداية لم يكن مسموحا إعطاء مثل هذا العقار دون وصفة من طبيب معتمد.


وذكر أحد الأطباء المتخصصين في الصحة العامة في فرع المستشفى الجامعي لجون هوبكينز في واشنطن للجزيرة نت "من النادر أن نصف هذا الدواء للمرضى هنا في الولايات المتحدة، لم يكن هناك أمراض معروفة تحتاج لعقار كلوروكين، كنا نصفه للبعض كإجراء وقائي إذا كان الشخص يعتزم السفر لأفريقيا أو للعائدين منها". 


واستغرب الطبيب الذي رفض أن يذكر اسمه، إقدام بعض الأطباء على وصف العلاج دونما حاجة لذلك، وأكد للجزيرة نت "ليس هناك يقين في أي جدوى لهذا العقار لمواجهة انتشار فيروس كورونا، كما أن هيئة الدواء الأميركية لم تؤكد جدواه الطبية لعلاج الإصابة بالفيروس، ما يحدث هو نتيجة فقط للهلع الذي يضاعف منه مواقف الرئيس ترامب غير المدروسة".


ولا تعرف الولايات المتحدة عادة أي نقص في الدواء، بل تصدر شركاتها الكثير من الأدوية لمختلف دول العالم.


اقراء ايضاً