الجمعة 2024/03/29 الساعة 02:41 PM

رفض دولي واسع لدعوات انفصال صرب البوسنة

الخميس, 20 فبراير, 2020 - 12:58 صباحاً
رفض دولي واسع لدعوات انفصال صرب البوسنة
المهرة خبور -  وكالات

عبّرت أطراف عديدة في المجتمع الدولي عن رفضها لمساعي تنظيم استفتاء من أجل انفصال جمهورية صرب البوسنة.


وهدد صرب البوسنة مجددا بالانفصال، في محاولة للتخلص من القضاة الأجانب الموجودين ضمن تركيبة المحكمة العليا في دولة البوسنة والهرسك، وهو ما ينذر باندلاع أزمة سياسية جديدة، ويثير قلق المجتمع الدولي.


وكان برلمان جمهورية صرب البوسنة، الذي يشترك في بعض المؤسسات المركزية ضمن نظام فدرالي يضم البوسنيين (البوشناق) والكروات، قد أعلن يوم الاثنين عن منحه مهلة 60 يوما لتغيير المحكمة الدستورية البوسنية.


وقال العضو الصربي في المجلس الرئاسي المشترك للبوسنة ميلوراد دوديك "الوداع أيتها البوسنة، أهلا بخروج جمهورية الصرب، سوف نتقابل مجددا بعد 60 يوما".


- دايتون


يذكر أن ثلاثة قضاة أجانب يضطلعون بعضوية المحكمة، إلى جانب اثنين من الكروات واثنين من البوسنيين واثنين من الصرب، وهذا يندرج ضمن اتفاق دايتون للسلام الذي أنهى حربا دارت بين 1992 و1995، وأدى لتقسيم البوسنة بحسب الخطوط العرقية.


وكانت المحكمة قد قررت في وقت سابق من هذا الشهر أن الأراضي الزراعية التي لا مالك لها تعود ملكيتها بشكل آلي إلى الدولة البوسنية المركزية وليس إلى جمهورية الصرب، وهو ما يتناقض مع قانون صرب البوسنة.


وقالت رئيسة هذه الجمهورية زيكا تسيانوفيتش أمام أعضاء البرلمان إن "الصرب مستاؤون من الجهود المتواصلة الهادفة إلى تدمير هويتهم".


- الدعوات للانفصال


في الأيام الأخيرة، عبّر دوديك بشكل متكرر عن رغبته في تنظيم استفتاء بشأن استقلال جمهورية الصرب من أجل الانفصال عن باقي أجزاء اتحاد البوسنة والهرسك، معتبرا أن صرب البوسنة يجب أن يقرروا مصيرهم بأنفسهم.


لكن العديد من الأطراف في المجتمع الدولي ردت على تصريحات دوديك، معبرة عن دعمها لوحدة البوسنة.


وأعلن حلف شمال الأطلسي (ناتو) في بيان أرسلت نسخة منه إلى الجزيرة، أن مركز عمليات حلف الناتو في سراييفو يساعد على تنفيذ الإصلاحات الهيكلية في الدفاع والأمن في البوسنة والهرسك، كما أعلن عن استمرار التزامه بتقدم البوسنة والهرسك في هذه الإصلاحات التي اختارتها.


كما أن الممثل السامي لتنفيذ اتفاق السلام في البوسنة والهرسك فالنتين إنزكو أعلن أنه مقتنع بأن الاستفتاء حول الانفصال لن يحدث ولن يكون نافذا قانونيا.


- تجاوز للخط الأحمر


وقال إنزكو في تصريح لقناة إخبارية محلية في البوسنة، إنهم لا يزالون مصرين على احترام اتفاق دايتون الذي يضمن سيادة ووحدة البوسنة والهرسك ودستورها. وبحسب هذا الاتفاق فإن الكيانات المكونة لهذه الدولة لا يحق لها الانفصال.


وأضاف إنزكو أن الانفصال سيعني تجاوز الخطوط الحمر، ويجب ألا ننسى أن البوسنة والهرسك تم قبولها في الأمم المتحدة كدولة في 1992 إلى جانب سلوفينيا وكرواتيا. وقد انضمت الدول الثلاث جميعا إلى المنظمة الأممية في اليوم نفسه، وهذا كان أساس قيام البوسنة والهرسك.


ورغم أن التسوية التي أنهت الحرب في البوسنة لا تزال قائمة، فإن البوسنة تعاني من عدم الاستقرار والانقسامات والأزمات السياسية، حيث إن السياسيين استغرقوا أكثر من عام كامل للاتفاق على تشكيل حكومة إثر الانتخابات الأخيرة.


اقراء ايضاً