توماس فريدمان: أقيلوا ترامب.. أنقذوا أميركا
قال الكاتب توماس فريدمان إن أهم عمل يمكن أن يقوم به الكونغرس، بعد إعلان الحرب، هو عزل الرئيس دونالد ترامب، إذا كان للديمقراطية الأميركية ألا تتشوه.
وأوضح -في مقال له بصحيفة نيويورك تايمز- أنه يؤمن بأن الرئيس يجب ألا يتم عزله إلا بتصويت عام، لكنه عندما سمع مؤيدي ترامب يصرخون بأن التحقيق معه من قبل الكونغرس بهدف عزله ينتهك إرادة الشعب، يتساءل بينه وبين نفسه: ألا ينتهك ما فعله ترامب مع الرئيس الأوكراني إرادة الشعب الأميركي؟ فقد تآمر ترامب لاستخدام أموال دافعي الضرائب الأميركيين لإبعاد أكثر منافسيه قوة في الانتخابات الرئاسية المقبلة جو بايدن من منافسته بدلا من ترك الشعب يقرر ذلك؟
وأضاف أن مؤسسي أميركا أرادوا الاحتفاظ بحق الشعب في عزل الرئيس، لكنهم استدركوا أنه قد تكون هناك مواقف تستوجب حماية إطار العمل ذاته لإجراء انتخابات حرة ونزيهة، وهذا الإطار هو الدستور وسيادة القانون، والحالة التي تمر بها أميركا حاليا واحدة من تلك الحالات.
- الفوضى السياسية
واستمر يقول إنه إذا تردد -كما يقول الجمهوريون- أن ما فعله ترامب تجنيد قوة أجنبية لإمالة الانتخابات لصالحه ليس جريمة يمكن أن تعزله، فهذا يعني التناقض المباشر لما كتبه المؤسسون في الدستور.
وتساءل: هل يمكنك أن تتخيل مقدار الأموال التي يمكن للمرشحين جمعها من السعودية أو الصين لإمالة الانتخابات المقبلة لصالحهم؟ أو كم من محرري الإنترنت المحاربين يمكن تجنيدهم من روسيا أو إيران لنشر الأخبار المزيفة أو قمع التصويت وإثارة الغضب.
نزاهة الانتخابات -يقول فريدمان- سيُقضى عليها، ولن يكون لأميركا رئيس شرعي أبدا، وستحل فيها الفوضى السياسية لأن أي سلطة لأي رئيس في المستقبل لن تُحترم نظرا إلى أن انتخابه سيتم بمساعدة التدخل الأجنبي.
- تهكم بوتين
وقال الكاتب إنه يتخيل أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول لنفسه اليوم "لا أستطيع أن أصدق حظي! لم يردد ترامب وحده نظريات المؤامرة التي أطلقتها، بل رددها الحزب الجمهوري بأكمله، دون أن أدفع فلسا واحدا! من كان يظن أن الأميركيين سيبيعون دستورهم بهذه السهولة؟ يا إلهي أميركا لا تختلف عن روسيا".
وأشار إلى أنه إذا كان على الكونغرس أن يفعل ما يطلبه الجمهوريون -التخلي عن عزل ترامب- بعد أن رفض تسليم أي من الوثائق التي طلبها الكونغرس ومنعه جميع مساعديه الرئيسيين الذين عرفوا ما حدث من الإدلاء بشهادتهم، فمن الممكن القول إن الرئيس فوق القانون، ولم يعد بأميركا ثلاث سلطات متكافئة ولا فصل بين هذه السلطات، والرئيس الأميركي ليس أقل من ملك بصلاحيات واسعة، وأميركا التي درسها الطلاب في صف التاريخ، وأعجب بها بقية العالم كمنارة للديمقراطية والعدالة، لن يكون لها وجود.
- أيها الغبي
ومع ذلك، قال فريدمان: في العادة يرتفع معدل تأييد الرئيس في استطلاعات الرأي عندما يتحسن الاقتصاد، لكن ما يجري في أميركا حاليا أن الاقتصاد يتحسن والتأييد الشعبي لترامب يتناقص، مشيرا إلى أن الرئيس غرّد الجمعة الماضية مبتهجا "إنه الاقتصاد أيها الغبي".
ورد الكاتب على تلك التغريدة بالقول "نعم إنه الاقتصاد أيها الغبي عندما لا يكون لديك رئيس ينتهك الدستور، لكنك إذا اطلعت على الاستطلاعات اليوم مع تحسن الاقتصاد فستعلم أن الأميركيين يقولون لك حاليا إنه الدستور أيها الغبي، نحن لسنا مثلك أيها السيد ترامب، إننا نحترم القيم أكثر من المال".