السبت 2024/05/18 الساعة 08:38 AM

بنس يجتمع مع أردوغان لدعوته لوقف هجوم تركيا

الخميس, 17 أكتوبر, 2019 - 11:36 مساءً
بنس يجتمع مع أردوغان لدعوته لوقف هجوم تركيا
المهرة خبور -  رويترز

التقى مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي بالرئيس رجب طيب أردوغان في تركيا يوم الخميس في مهمة لإقناع أنقرة بوقف هجومها على المقاتلين الأكراد في شمال شرق سوريا لكن مسؤولين أتراكا قالوا إن الهجوم سيستمر بغض النظر عن أي شيء.


وواجه ترامب اتهامات بالتخلي عن المقاتلين الأكراد الذين كانوا شركاء واشنطن الرئيسيين في معركة إنهاء دولة الخلافة التي أعلنها تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا حين سحب القوات الأمريكية من على الحدود بينما بدأت تركيا هجومها في التاسع من أكتوبر تشرين الأول.


ودافع ترامب عن الخطوة يوم الأربعاء ووصفها بأنها ”عبقرية من الناحية الاستراتيجية“. وعبر عن اعتقاده بأن اجتماع بنس وأردوغان سيكون ناجحا لكنه حذر من عقوبات ورسوم جمركية ”ستكون مدمرة للاقتصاد التركي“ في حال فشله.


ونشر البيت الأبيض رسالة من ترامب إلى أردوغان بتاريخ 9 أكتوبر تشرين الأول جاء فيها ”لا تكن متصلبا“ و ”لا تكن أحمق“. وذكرت شبكة (سي.إن.إن ترك) أن تركيا رفضت مناشدة ترامب بالتوصل لاتفاق لتفادي الصراع وأن الرسالة ”ألقي بها في سلة المهملات“.


وقال مسؤول تركي لرويترز ”الرسالة التي بعث بها ترامب لم تحدث التأثير الذي كان يتوقعه في تركيا لأنها لم تحو ما يمكن أخذه على محمل الجد“.


وأضاف ”الأمر الواضح هو أن تركيا لا تريد منظمة إرهابية على حدودها والعملية لن تتوقف بسبب رد الفعل عليها“.


ولم يتحدث بنس ووزير الخارجية مايك بومبيو مع الصحفيين قبل بداية الاجتماع مع أردوغان لكن المسؤول قال إن من المرجح أن ينقلا المطالب الأمريكية ذاتها.


وتابع قوله ”لكن التفاوض مع منظمة إرهابية أو العدول عن العملية الجارية ليسا على جدول الأعمال“.


ويوم الاثنين، قال المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض لاري كودلو لشبكة (سي.إن.بي.سي) إن الولايات المتحدة مستعدة لفرض عقوبات اقتصادية إضافية إذا تطلب الأمر ”لتحجيم تركيا“.


وقال إبراهيم كالين، وهو من كبار مساعدي أردوغان، إن وزارة الخارجية التركية تعد ردا على العقوبات الأمريكية.


إلى أن تتحقق الأهداف
استنكر أردوغان العقوبات ورفض دعوات دولية لوقف الهجوم الذي تقول تركيا إنه سيؤدي إلى إنشاء ”منطقة آمنة“ تمتد لعمق 32 كيلومترا في شمال شرق سوريا لضمان عودة ملايين اللاجئين السوريين وإخلاء المنطقة من المقاتلين الأكراد الذين تعتبرهم أنقرة إرهابيين.


وقال أردوغان إن تركيا ستنهي عمليتها حين تنسحب القوات الكردية من ”المنطقة الآمنة“ مضيفا أنه ”ما من قوة“ يمكنها ردع أنقرة عن مواصلة عمليتها إلى أن تحقق أهدافها.


ودافع ترامب عن خطوة سحب القوات الأمريكية من سوريا في إطار جهود أوسع لإعادة جنود بلاده ”من حروب بلا نهاية“ إلى ديارهم على الرغم من مواجهته انتقادات لاذعة من أعضاء في حزبه الجمهوري.


وأتاحت العملية التركية أيضا للرئيس السوري بشار الأسد إعادة نشر قواته في منطقة ظلت خارج نطاق سلطته لسنوات خلال الحرب السورية التي تفجرت قبل ثمانية أعوام.


كما أنها دفعت قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية العنصر الأساسي فيها، لعقد اتفاق مع دمشق لمعاونتها في التصدي للقوات التركية.


وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) يوم الخميس إن روسيا وعدت تركيا بألا يكون لوحدات حماية الشعب الكردية التي تستهدفها العملية التركية وجود في الأراضي السورية على الجانب الآخر من الحدود.


وفي وقت سابق يوم الخميس، قالت متحدثة باسم الخارجية الروسية إنه ينبغي أن تسيطر سوريا على حدودها مع تركيا في إطار أي تسوية للصراع بالمنطقة.


وأوردت وسائل إعلام رسمية سورية يوم الخميس تعهد الأسد بأن سوريا سترد على الهجوم التركي ”بكل أشكاله في أي منطقة من الأرض السورية عبر كل الوسائل المشروعة المتاحة“.


وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب المدعومة من الولايات المتحدة تنظيما إرهابيا نظرا لصلاتها بالمسلحين الأكراد الذين يشنون تمردا داخل تركيا، وكانت غاضبة من دعم واشنطن لها.


وقال مصور لرويترز على الحدود التركية مع سوريا إن الاشتباكات مستمرة عند بلدة رأس العين الحدودية وإنه سمع أصداء تحليق طائرات حربية تركية في الأجواء بعد أن هدأ القتال أثناء الليل.


كانت أنقرة قد قالت فيما سبق إنها سيطرت على رأس العين وتل أبيض، وهما البلدتان الرئيسيتان على الحدود.


ودعت الإدارة التي يقودها الأكراد في المنطقة إلى فتح ممر آمن لإجلاء القتلى والجرحى المدنيين من رأس العين. وقالت إن الناس محاصرون في البلدة وحثت القوى الأجنبية بما في ذلك التحالف الذي تقوده واشنطن وروسيا على التدخل لإخراجهم.


في الوقت نفسه قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات سورية ترافقها قوات روسية دخلت كوباني، وهي مدينة حدودية استراتيجية ونقطة ساخنة يحتمل أن يتفجر فيها صراع أوسع.


وقال تلفزيون الميادين اللبناني إن القوات السورية المدعومة من روسيا أقامت مواقع أيضا في الرقة التي كانت ذات يوم عاصمة لدولة الخلافة التي أعلنها تنظيم الدولة الإسلامية وسيطر عليها الأكراد عام 2017 في أوج حملتهم على التنظيم بدعم من الولايات المتحدة.


وقال تلفزيون المنار التابع لجماعة حزب الله اللبنانية من قاعدة الطبقة الجوية العسكرية قرب الرقة إن قوات الحكومة السورية تقدمت في تلك المنطقة.


وقال ضابط بالجيش للقناة من القاعدة، حيث أعدم مقاتلو الدولة الإسلامية عشرات الجنود السوريين ونشروا مقطع فيديو لجثثهم في عام 2014 إن القوات السورية دخلت مطار الطبقة العسكري بسهولة ولم تواجه أي صعوبات هناك.


وذكرت وسائل الإعلام الحكومية أن الجنود دخلوا الطبقة وقرى مجاورة يوم الاثنين، وهو انتشار أعاد للحكومة التواجد في ذلك الجزء من سوريا لأول مرة منذ سنوات.


وبدعم من القوة الجوية الأمريكية والقوات الخاصة، قاتلت قوات سوريا الديمقراطية لأسابيع في عام 2017 لانتزاع السيطرة على الطبقة وسد قريب للطاقة الكهرومائية، هو الأكبر في البلاد، من الدولة الإسلامية.


- خسائر بين المدنيين

قالت الإدارة التي يقودها الأكراد في المنطقة إن الهجوم التركي أسفر عن مقتل 218 مدنيا، بينهم 18 طفلا منذ أن بدأ قبل أسبوع. كما أسفر القتال عن إصابة أكثر من 650 شخصا.


وقالت السلطات التركية إن 20 شخصا قتلوا في تركيا بسبب قصف من سوريا، بينهم ثمانية قتلوا خلال هجوم بقذائف المورتر على بلدة نصيبين نفذه مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية يوم الجمعة حسبما أفاد مكتب الحاكم المحلي.


وفي جنيف، قالت وكالات إغاثة إنها تواجه صعوبة لتلبية احتياجات ما يصل إلى 200 ألف مدني هربوا من القتال وأفادت بوجود نقص في المياه بمدينة الحسكة السورية.


كما فجرت العملية صراعا بين تركيا وروسيا، القوتين الأجنبيتين الموجودتين الآن بالمنطقة بلا منازع، لتقسيم المناطق الكردية التي كانت تخضع للحماية الأمريكية.


ووصفت روسيا، أقوى حلفاء الأسد، الهجوم بأنه ”غير مقبول“ وقالت إنه يجب أن يكون محدودا من حيث الوقت والنطاق.


اقراء ايضاً