صحيفة أمريكية: استهداف اليمن مسمار آخر في نعش بايدن أمام الناخبين المسلمين
نشرت صحيفة نيوزويك الأمريكية، اليوم الاثنين، تقريراً للباحثة ريتشل دوبكين، قالت فيه إن الغارات الجوية في اليمن التي شُنت بناء على أوامر من الرئيس جو بايدن هي مسمار آخر في نعشه أمام حصد اصوات الناخبين العرب والمسلمين.
وأوردت الصحيفة المتخصصة في الشؤون السياسية، تلك الرؤية نقلاً عن مقابلات أعدتها الباحثة دوبكين مع النشطاء وأفراد المجتمع العرب والمسلمين في أمريكا.
ونفذت الولايات المتحدة بالاشتراك مع دول أخرى، عدوانها على اليمن في وقت متأخر من مساء الخميس 11 يناير الجاري، واستهدفت عدداً من المحافظات اليمنية بعشرات الغارات، بقرار من بايدن بحجة حماية الملاحة في البحر الأحمر.
وجاء العدوان رغم تأكيدات من الحوثيين بالالتزام بسلامة الممرات البحرية، والسفن التي تمر عبر البحرين الأحمر والعربي، باستثناء السفن التابعة للاحتلال الإسرائيلي أو المتجهة إليه، ضمن موقفها في دعم الشعب الفلسطيني والمدنيين في قطاع غزة؛ الذي يتعرضون لجرائم مستمرة منذ 7 أكتوبر 2023م.
ونقلت صحيفة نيوزويك عن إدوارد أحمد ميتشل، نائب المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية قوله: إن مجموعة الحقوق المدنية "منزعجة للغاية" من الغارات الجوية "غير القانونية" في اليمن.
وأضاف: "نحن منزعجون للغاية لرؤية إدارة بايدن تصعيد هذه الأزمة بقصف اليمن دون موافقة الكونغرس، بدلاً من معالجة جذور الأزمة، وهو إنهاء الإبادة الجماعية المستمرة في غزة. إذا انتهت الإبادة الجماعية، فإن درجة التصعيد في المنطقة ستنخفض".
وتابع ميتشل: "من وجهة نظرنا، هذه الضربة التي تتم دون موافقة الكونغرس غير قانونية، إنها خطيرة للغاية، وفي النهاية لن تجلب السلام، بل ستؤدي فقط إلى تصعيد خطير وتوسيع نطاق الحرب".
واعتبر بايدن في بيان أن الحوثيين "عرّضوا حرية الملاحة للخطر في أحد أكثر الممرات المائية حيوية في العالم" وإن الضربات كانت "رسالة واضحة مفادها أن الولايات المتحدة وشركاءنا لن يتسامحوا مع الهجمات على موظفينا ..."؛ وفق الصحيفة.
ورداً على بيان بايدن، قال ميتشل للصحيفة: "أعتقد أن الكثير من الناس مستاؤون من أن حكومتنا تهرع في حماية الشحن التجاري، ولكن ليس بنفس الدرجة في حماية آلاف الأطفال الذين يُقتلون في غزة، سيكون من الرائع رؤيتنا نهتم بكليهما".
انتقادات ميتشل لفشل إدارة بايدن في الحصول على موافقة الكونغرس قبل شن الضربات في اليمن رددت ما كتبته عضو الكونجرس رشيدة طليب على موقع اكس (X) تويتر سابقاً يوم الخميس.
ونقلت الصحيفة عن عضوة الكونغرس: "تم انتهاك المادة الأولى من الدستور من خلال تنفيذ غارات جوية في اليمن دون موافقة الكونغرس. مضيفةً لقد سئم الشعب الأمريكي من الحرب التي لا نهاية لها".
وترى الصحيفة أن بايدن يقف أمام معضلة مع الناخبين العرب والمسلمين، فقد ذهب ائتلاف من المسلمين الأمريكيين في الولايات المتأرجحة، إلى حد بدء حملة لمقاطعة بايدن، بحثهم للمصوتين بعدم إعادة انتخابه، بسبب ردوده فيما يتعلق بالصراع الاسرائيلي الفلسطيني.
وتابعت: يضيف الإئتلاف أن الغالبية العظمى من المسلمين ممن شاركونا في مساجدنا ونشاطنا، لا يستطيعون أبداً رؤية أنفسهم يصوتون للرئيس في الانتخابات المقبلة"؛ كما قال جيلاني حسين، مدير فرع مينيسوتا في مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية للصحيفة.
وقال الدكتور حسن عبد السلام من حملة "قاطعوا بايدن" للصحيفة: "أثبت الوضع في اليمن أن حملة التخلي عن بايدن كانت صائبة في التنبؤ بالكارثة المتمثلة بسياسة الرئيس تجاه غزة، مضيفاً: "لا يمكن للولايات المتحدة ببساطة استخدام القوة بهذه الطريقة غير الخاضعة للرقابة... ربما تكون فلسطين أهم قضية في السياسة الخارجية للمسلمين الأمريكيين والمسلمين في جميع أنحاء العالم".
وأضاف عبد السلام: "فيما يتعلق بالناخبين، لا توجد طريقة للمسلمين والعرب الأمريكيين للتصويت لبايدن".
وتابعت الصحيفة اعتماداً على عدد من الآراء: "كتب آدم أبو طه، وهو ناخب مسلم في فرجينيا، على منصة (X) يوم الجمعة، "بايدن لن يفوز بولاية ميشيغان. لن ينسى الناخبون المسلمون الإبادة الجماعية التي يضاعف الرئيس بايدن دعمها، خاصة مع قصفه لليمن".
وخلص التقرير، بتتبع استطلاعات الرأي بخصوص حملة بايدن الانتخابية، ومقاطعة العرب والمسلمين الامريكيين لإعادة انتخابه، مفضلين في البداية السيناتور ساندرز للرئاسة في الجولة التمهيدية السابقة، بسبب اختلاف وحيد في سياسته وهو أنه أبدى استعداده لحجب المساعدات عن إسرائيل، مضيفاً أنهم مستدعون لإعطاء أصواتهم لأي طرف آخر يبدى نفس التوجه.