الأحد 2025/04/27 الساعة 07:35 PM

الإخوان .. والعسكر. .. والديمقراطية !!

الأحد, 23 يونيو, 2019

تعد حركة الإخوان المسلمون التي تأسست في عشرينيات القرن الماضي من أكبر المكونات السياسية والإجتماعية في العالم وليس فقط العالم العربي ..


هذه الحركة التي انتشرت في الشرق والغرب بسبب عدم تعصبها المذهبي لمذهب معين واختلاف تعاطيها السياسي مقارنة بالسلفيين والصوفيين ولذا تجد فيها منتمين من مذاهب متعددة .. حصلت في بعض الدول على فرص الممارسة السياسية وشاركت في الحكم في دول مثل تركيا وتونس والمغرب والأردن ومصر واليمن وغيرها وحققت نجاحات وإخفاقات كغيرها من التيارات .. في أثناء الربيع العربي كانت من الفاعلين فيه بل ووصلت للسلطة في أكبر دولة عربية وهي مصر .. 


لاشك أن لديها رصيد جماهيري كبير .. ولكن هل استفادت منه سياسية على قدر حجمه ؟


وهل تطور عقلها السياسي من حركة دعوية إلى تيار يميني منفتح على العصر والآخرين ؟


وهل استفادت مما حدث ويحدث لها ،، حيث تتعرض للإلغاء والإقصاء والتهشيم !! 


لنأخذ مثالا معقلها الرئيسي مصر .. دخلت منذ الخمسينات وقبلها في نزال لا يتوقف مع العسكر تعرض جل قادتها للحبس والقتل والتنكيل ،،، ولكنها تعود ثم يتم سلخها وتعود !! 


السؤال الكبير : هل أدمنت قيادة الجماعة دور المظلوم واستمتعت بالمظلومية !!


وهل لديها عجز مزمن في إنتاج خطط استراتيجية تقيها كل هذه المصائب وذلك عبر تجديد نفسها ..


ليس لديها أي رؤية استراتيجية للخروج من مأزقها الحالي على ما يبدو غير الصبر والإستمتاع بالشعور بالمظلومية ! قد يكون لها خطط .. ولكن كل المؤشرات حتى اللحظة تقول أن قيادة الجماعة عاجزة عن التخلص من مرحلة التكلس وإنتاج قيادات جديدة بوعي سياسي أفضل والتحول لحركة سياسية محافظة وليبرالية بنفس الوقت تماما كما فعل المحافظون في أوربا مثلا .


العسكر والمستبدون بدورهم لا يَرَوْن عدوا محدقا بهم ينازعهم الحكم أشد من الإخوان ولذا فهم يسخرون كل أمكانباتهم لتهشيم الإخوان ، والإخوان خاصة في مصر بدورهم يعجزون أن يتعلموا من تجارب أخرى ! 


لا ندري كم ستستمر هذه اللعبة وكم جيل سيدفع ثمنها ؟ 


لا حل قريب يلوح في الأفق .. وستبقى المعادلة الصفرية سيدة الموقف لفترة لا يعلمها إلا الله ..


ولن تتحقق الديمقراطية والحريات إلا بتأسيس دول تحترم الرأي والرأي الآخر وتستوعب الجميع ويتوقف الجميع عن استخدام الدين كأفيون والسلاح كعصا لمن نختلف معه ! 


لا حل إلا بمزيد من الديمقراطية والحريات وتحسين التعليم ،، بعدها سنجد فضاءً يتسع للجميع.


*من صفحة الكاتب على الفيس بوك..
 

المزيد من د. أحمد الدبعي