الإثنين 2025/04/28 الساعة 03:53 AM

الانهيار الاستراتيجي للكيان الغاصب .

الأحد, 16 مايو, 2021



على مدار عقود طويلة عملت القوى الدولية المتبنية للكيان الإسرائيلي تطبيع وجوده في ذهنية المسلم والعربي تمهيدا لقبوله كدولة أمر واقع والتنازل عن الحقوق والقبول ببقائه في الأرض المغصوبة. وبدأت مشاريع فرض وجوده الطبيعي بمشروع الشرق الأوسط الجديد، ثم صفقة القرن التي جرى العمل على تطبيقها عبر تبني الفوضى الخلاقة وإدخال بلدان العالم العربي في دوامة من الصراعات والحروب بهدف تهيئة المنطقة لتشكلها من جديد لترتكز على محور مصلحة الكيان الغاصب الذي يلبي بدوره مصالح القوى الدولية في قلب منطقة التأثير العالمي.
تقوم رؤية إسرائيل على السيطرة والهيمنة على المنطقة الواقعة ما بين النيل والفرات، وقد خدم التدخل الأمريكي لاحتلال العراق بمعاونة إيران في العام 2003 على تحقيق الطرف الأول من الحلم الإسرائيلي (الفرات) وبعد نحو عشرين سنة جرى إثارة المشاكل في الطرف الثاني من الحلم (النيل) بمعاونة إثيوبيا وبعض الدول المطلة عليه التي جرى استهداف دولها بمحاولات التطبيع كالسودان بعد أن حققت إنجازات سابقة مع مصر؛ فتشكلت أزمة سد النهضة.
وبعد أن أيقن الكيان الغاصب والقوى التي تقف خلفه من أن نتائج الفوضى خلال العقود الأخيرة في المنطقة واندفاع دول عربية للتطبيع من فوق الطاولة ومن تحتها؛ بعد أن ايقنوا أنها باتت مواتية للتقدم خطوة في ترسيم دولة الكيان جاء استفزاز مشاعر العرب والمسلمين بمنع الصلاة في القدس وتصفية الحي المحيط به (حي الشيخ جراح) من عوامل التهديد، وكانت بمثابة جس نبض قابلية الشعوب؛ فكانت اليقضة التي لم تكن في الحسبان على مستوى التضامن الشعبي العربي والإسلامي وعلى مستوى مواقف الدول المحيطة بفلسطين، وعلى مستوى قدرة فصائل المقاومة على الرد العسكري المتطور، فنتجت ثورة جديدة من الوعي والمقاومة لتعيد الكيان الغاصب إلى المربع الأول للصراع، وهو متغير لا يستهان به في رسم صورة المستقبل القريب للمنطقة، ولله الأمر من قبل ومن بعد.

المزيد من د عمر ردمان