رئيس هيئة حماية البيئة الأسبق: الناقلة "صافر" نفسها أصبحت خطراً على البيئة وليس فقط النفط الموجود فيها
أكد خبير في قضايا البيئة أن المخاطر البيئية المتوقعة للباخرة "صافر" العائمة قبالة سواحل رأس عيسى بالحديدة، لا تقتصر فقط على تسرب النفط الموجود فيها بل إن السفينة نفسها والترسبات المتراكمة داخلها أصبحت خطراً إضافياً.
وقال د. عبد القادر الخراز، رئيس هيئة حماية البيئة الأسبق باليمن، إن العمر الافتراضي لعمل السفينة قد انتهى، حيث تعمل منذ نحو 30 عاماً كخزان لتصدير النفط فضلاً عن كونها كانت مستخدمة سابقاً قبل دخولها الخدمة في اليمن.
وأضاف "نتيجة تخزين النفط، فهناك دائماً أوحال نفطية تترسب بقعر السفينة وتتراكم مع السنين وتكون هذه الأوحال ذات تركيز عال من المعادن الثقيلة السمية مثل الزرنيخ والرصاص والكوبالت".
وأوضح أنه من الواضح أن شركة صافر لم تقم بأي عملية صيانة أو تنظيف لهذه الأحوال منذ سنين وسيكون لها خطورة إضافية أكبر، إلى جانب خطورة النفط السائل الموجود بالباخرة على التنوع الحيوي بالساحل للبحر الأحمر والبيئة البحرية والموارد الطبيعية.
وبين أن العمل يجب ألا يقتصر فقط على تفريغ الحمولة وإنما أيضاً تنظيف الباخرة من الأوحال ومعالجتها، لافتا إلى أهمية الالتزام بالمعايير البيئية في كل العمليات التي تتعلق بتفريغ وصيانة الباخرة والتخلص من الترسبات.
وقال الخراز "يجب التفكير في عملية التخلص من الباخرة كونها منتهية الصالحية وانتهى عمرها الافتراضي للعمل، إلى جانب الأضرار التي يتسبب بها بقاؤها في الموقع وبالتالي يجب سحبها لتتم عملية الصيانة في موقع آخر كون منطقة راس عيسى والبحر الأحمر ذات حساسية عالية".
وأضاف أن منطقة راس عيسى حيث موقع الباخرة صافر منطقة غنية بالتنوع الحيوي من شعاب مرجانية وأشجار منغروف، إلى جانب تنوع كبير في بيئات الثروة البحرية.
يذكر أن ناقلة النفط التابعة لصافر ترسو منذ سنوات قبالة ساحل راس عيسى وبداخلها أكثر من مليون برميل من النفط الخام وهي معرضة لخطر التمزق أو الانفجار.
ويرفض الحوثيون السماح لفريق تابع للأمم المتحدة لصيانتها واتخاذ التدابير للحيلولة دون حدوث كارثة بيئية للحياة البحرية في البحر الأحمر، ومصانع تحلية المياه وطرق الشحن الدولية.
ويستخدم الحوثيون السفينة ورقة ضغط على المجتمع الدولي، ونقلت وكالة أسوشيتدبرس عن دبلوماسي أوروبي قوله إن المتمردين يتعاملون مع السفينة على أنها "رادع مثل امتلاك سلاح نووي".
وقال الدبلوماسي "إنهم يقولون ذلك صراحة للأمم المتحدة: نود أن يكون هذا الأمر شيئًا يمكن أن نتصدى به ضد المجتمع الدولي إذا تعرضنا للهجوم".