كورونا يفتك بأطباء اليمن ويصل السجون.. والسلطات الصحية والأممية تعجز عن مواجهة الوباء
أكدت مصادر طبية وفاة 36 من الفرق الطبية في اليمن نتيجة إصابتهم بفيروس كورونا الذي يواصل الانتشار في البلاد بسرعة كبيرة، وسط عجز كامل للسلطات الصحية ومنظمات الأمم المتحدة عن مواجهة الوباء.
وبحسب الإحصائية التي كشفتها نقابة الأطباء اليمنيين، فإن النسبة الأكبر لعدد وفيات الفرق الطبية تركزت في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي مع تسجيل 18 حالة وفاة، ثم جاءت بعدها مدينة عدن، التي يسيطر عليها المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، بمعدل عشر وفيات من الفرق الطبية، وتوزعت بقية الأرقام على المدن الأخرى.
وقال رئيس نقابة الصيادلة اليمنيين فضل حراب للجزيرة نت إن هذه الأرقام تقريبية، مشيرا إلى وفيات في صفوف الصيادلة والممرضين في محافظتي حضرموت وإب.
ووجهت نقابة الأطباء والصيادلة اليمنيين نداء استغاثة لمنظمات الأمم المتحدة العاملة في اليمن والمعنية بالوضع الصحي والإنساني لإنقاذ أعضائها من الموت اليومي الذي بدأ يحصد أرواح العشرات منهم، وطالبتها بتزويدها بأدوات الوقاية اللازمة حتى يتسنى للعاملين متابعة الحالات المشتبه في إصابتها بفيروس كورونا قبل أن ينهار القطاع الصحي.
- كورونا بالسجون
وفي تطور جديد، كشفت رابطة أمهات المختطفين عن أول حالة إصابة بفيروس كورونا وسط المعتقلين في السجن المركزي بالعاصمة صنعاء.
وأفادت الرابطة في بيان لها بأن المصابين موجودون في حجر صحي داخل السجن، وأن جماعة الحوثي "لا تسمح بإدخال الأدوية والطعام إليهم، وهو الأمر الذي يضاعف من معاناتهم ويجعلهم عرضة للموت المحقق".
وفي مدينة عدن، أفادت رابطة أمهات المختطفين في العاصمة المؤقتة بأن المعتقلين والمخفيين قسرا في سجن بئر أحمد الخاضع لإدارة قوات المجلس الانتقالي يواجهون موتا بطيئا داخل زنازينهم مع مواصلة إدارة السجن تخفيض وجبات الطعام عنهم وقطع التيار الكهربائي، بالإضافة إلى انتشار واسع للأوبئة والأمراض داخل المعتقل.
- عجز كبير
وفي آخر التحذيرات التي أطلقتها الأمم المتحدة، قالت منسقة الشؤون الإنسانية ليزا غراندي إن حصيلة الضحايا بسبب كورونا في اليمن قد تتجاوز حصيلة القتلى جراء الحرب والأمراض والجوع مجتمعة خلال السنوات الخمس الماضية.
وقال منسق مشروع "أطباء بلا حدود" في عدن تييري دوراند، إن حالات المرضى تتفاقم بسرعة كبيرة، وإن جميع من يفارقون الحياة لا يمضون أكثر من 48 ساعة في مركز الأمل الذي أنشأته المنظمة واستقبل منذ مطلع مايو/أيار الماضي وحتى 23 من الشهر نفسه، 228 مصابا بفيروس كورونا، توفي منهم 99.
وأضاف دوراند أنهم يشعرون بالعجز عند رؤيتهم المرضى يفارقون الحياة واحدا تلو الآخر كل يوم بسبب نقص المعدات الطبية، وتابع أن جميع العاملين في القطاع الصحي باليمن باتوا يعيشون أوضاعا صعبة ولا يمتلكون من وسائل لعلاج المرضى سوى منحهم الأكسجين الذي لا يتوفر أحيانا بالقدر المطلوب.
وأعلنت السلطات الصحية أمس السبت تسجيل 13 إصابة جديدة بفيروس كورونا ليرتفع الإجمالي إلى 482 إصابة بينها 111 حالة وفاة و23 حالة تعاف، ولا تشمل هذه الإحصائية المناطق الخاضعة للحوثيين الذين لم يكشفوا عن عدد الحالات المصابة في المدن التي يسيطرون عليها.
وفي السياق، قالت الحكومة اليمنية إنها تعتزم إنشاء مستشفى بسعة 100 سرير لاستقبال حالات الإصابة بفيروس كورونا، فيما تداول ناشطون يمنيون وصحفيون معلومات تتحدث عن نهب مسؤولين بالحكومة اليمنية شحنة تضم ثلاثين ألف شريحة فحص خاصة بفيروس كورونا.