وزارة الصحة: ارتفاع الوفيات في عدن بسبب كورونا وعجز المؤسسات الصحية
كشف تقرير صادر عن وزارة الصحة العامة والسكان عن مدى ارتباط زيادة حالات الوفيات في العاصمة المؤقتة عدن خلال 17 يوما من شهر مايو 2020 بتفشي فيروس كورونا في المدينة عن طريق مقارنة عدد حالات بالأعوام السابقة.
وأكد التقرير أن الإجابة على تساؤلات المواطنين وكذا المسؤولين عن الأمراض التي تقف خلف تزايد حالات الوفيات تتطلب بيانات تفصيلية متاحة عن ظروف كل حالة وفاة، وقد تكون سجلات وملفات المرضى الذين توفوا داخل المستشفيات مصدراً مهماً للحصول على البيانات.
وتوقع أن أغلب الوفيات تحدث في البيوت ويتطابق هذا التوقع مع إجابات القائمين على إصدار تراخيص الدفن بإدارات الأحوال المدنية عند سؤاله لهم ميدانياً.
وقال "لذلك أصبحت مهمة تحليل أسباب الوفيات التي حدثت في عدن خصوصا في شهر مايو 2020 معقدة نوعا ما، لأنها تتطلب مسحا مجتمعيا والحصول على بيانات ملابسات الوفيات من عائلات المتوفين وهو ما نخطط له في الأسابيع المقبلة إذا توفرت متطلبات المسح المجتمعي".
وأوضح أن ما يحويه التقرير يمثل مؤشرات تقريبية يُبنى عليها صياغة استنتاج أولي عن أسباب الوفيات في عدن خصوصا خلال شهر مايو من خلال البيانات المتاحة من السجل المدني.
واعتمدت وزارة الصحة العامة والسكان مجموعة من الخطوات في سبيل إعداد التقرير لجمع وتحليل البيانات واستخلاص المؤشرات لهذه الدراسة من خلال جمع وتحليل البيانات المتاحة من السجل المدني المعتمدة على بيانات تصاريح الدفن اليومية الصادرة من إدارات الأحوال المدنية بحسب المديريات، كما تم الاستعانة بتقارير الترصد الوبائي اليومية وبيانات السجل المدني لحالات الوفيات المسجلة حسب تاريخ التسجيل وليس بتاريخ حدوث الوفاة.
وأظهر التقرير أن الوفيات خلال شهر مايو من بداية الشهر وحتى 17 من ذات الشهر بلغت 950 حالة وفاة بحسب تصاريح الدفن المصروفة من مصلحة الأحوال والسجل المدني بمتوسط يومي يعادل 55 حالة وفاة لكل يوم وهو معدل يفوق عدد الوفيات المتوقعة في محافظة عدن لشهر كامل حيث تتراوح ما بين 600 إلى 800 حالة وفاة أي بمتوسط 22 حالة وفاة لكل يوم.
وأشار إلى أن ذلك التوقع تم استنتاجه من معدل الوفيات الخام لليمن وهو 10/1000 في السنة، بمعنى أن متوسط عدد الوفيات اليومي لشهر مايو 2020 يزيد عن متوسط عدد الوفيات اليومي المتوقع في الظروف الطبيعية لمحافظة عدن بـ250% وهي زيادة متزامنة مع انتشار جائحة كوفيد-19 في المدينة.
وعن مدى ارتباط عدد الوفيات بجائحة كوفيد-19 في عدن، أفاد التقرير أنه تم تحليل بيانات الوفيات لعينة من بيانات المتوفين المتاحة من تاريخ 9 مايو إلى 17 مايو والبالغة 647 وفاة منها 89 وفاة حدثت في المستشفيات أي بنسبة 15% وهي نسبة ضئيلة تبين حجم البيانات المفقودة عن الوفيات، نظراً لحدوث الوفيات في المنازل وعدم استطاعة المستشفيات استيعاب العدد الكبير من الحالات الحرجة وبالتالي نفقد مصدرا مهما للبيانات.
وأوضح أن بيانات المستشفيات تشمل طيفاً واسعاً من أسباب الوفيات، ومن المعروف أن 30% من الوفيات في المستشفيات سببها أمراض القلب وأمراض أخرى لكن ذلك لن يعطينا الصورة الكاملة ما دام 85% من الوفيات تحدث في البيوت.
وبيَّن أن بيانات عدد الحالات المتوفاة في مراكز العزل التي خُصصت لرعاية مرضى كوفيد-19 والحالات المحتملة بالإصابة يمكن أن يُعطي مؤشرا تقريبيا عن ارتباط جائحة كوفيد-19 بالوفيات في المستشفيات ومراكز العزل.
وتابع "فمن بين 89 حالة وفاة حدثت في المستشفيات خلال الفترة من 9–17 مايو 2020 هناك 48 وفاة مرتبطة بكوفيد-19 حدثت في مراكز العزل وهذا يعني أن 54% على الأقل من الوفيات في مستشفيات عدن كان سببها كوفيد-19".
وتوقع أن تكون النسبة أكبر إذا تمت دراسة أنماط الوفيات التي حدثت في المنازل ولم تتلقَ رعاية في المستشفيات ومراكز العزل.
وذكر التقرير الأولي الذي أعدته وزارة الصحة استنتاجاً آخر عن ارتباط زيادة عدد وفيات شهر مايو 2020 بجائحة كوفيد-19 عن طريق مقارنة عدد الوفيات التي حصلت خلال النصف الأول من شهر مايو 2020 (من 1 إلى 17مايو 2020 بعدد الوفيات التي حدثت في شهر مايو للأعوام 2017، 2018، 2019).
وأظهرت المقارنة التي تمت وفق تقرير البرفسور بن غوث تضاعف عدد حالات الوفيات من 306 وفاة في شهر مايو 2019 إلى 950 حالة وفاة في النصف الأول فقط من شهر مايو 2020 أي بزيادة قدرها 310% وهي زيادة تتزامن مع انتشار وباء كوفيد-19 في عدن.
وأشار إلى أنه ومن زاوية أخرى فإن عدد الوفيات خلال النصف الأول من شهر مايو 2020 التي بلغت 950 حالة وفاة يزيد عن عدد الوفيات لشهر ابريل 2020 بـ302 حالة وفاة، ويزيد عن عدد الوفيات في شهر مارس من ذات العام بـ378 حالة، وعن شهر فبراير بـ364 حالة.
كما أظهر التقرير أن أكثر من نصف الوفيات التي سجلت بالمستشفيات في عدن لها ارتباط بكوفيد-19، وأن حوالي 46%من الوفيات في المستشفيات هي لأسباب متعددة أخرى كالحميات و الأمراض المزمنة والحوادث.
وأوصى التقرير باستكمال الدراسة المجتمعية لمعرفة أنماط الوفيات المسجلة من المجتمع خلال شهر مايو 2020 في عدن، لافتاً إلى استمرار فريق العمل في تحديث البيانات والتحليل والتحضير للمسح المجتمعي.