اتهامات متبادلة بخرق وقف إطلاق النار مع بدء سريانه
[ اتهامات متبادلة بخرق وقف إطلاق النار مع بدء سريانه ]
بعد بدء سريان وقف إطلاق النار المعلن من جانب "التحالف العربي" تبادلت كل من الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً والمدعومة من السعودية وجماعة الحوثيين المدعومة من إيران الاتهامات بالخرق.
تبادلت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً وجماعة أنصار الله الحوثية، الاتهامات بشأن خرق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه بعد ظهر اليوم الخميس. وقال المركز الإعلامي للجيش اليمني الوطني، مساء اليوم (التاسع من نيسان/أبريل 2020)، إن جماعة الحوثي خرقت وقف إطلاق النار واستهدفت مواقع الجيش في جبهتي المشجح وهيلان غربي محافظة مأرب بأربعة صواريخ. وأضاف أن "مسلحي الجماعة يواصلون حشد التعزيزات إلى هذه المناطق".
من جانبه، قال ربيع القرشي المتحدث باسم الجيش اليمني بمحافظة الجوف في تغريدة عبر حسابه على موقع تويتر، مساء الخميس، إنه مع إعلان الهدنة، شنت قوات المليشيات الحوثية عدة هجمات على معسكر الخنجر في المحافظة، ولا زالت المواجهات مستمرة.
وفي المقابل، قال يحيى سريع، المتحدث العسكري لجماعة الحوثيين، إن ما وصفها بقوى العدوان (القوات الحكومية المسنودة من التحالف) شنت أكثر من خمسة عمليات زحف على كل من مديرية حرض بمحافظة حجة، ومناطق أخرى محاذية للحدود السعودية. وأضاف أن "محاولات العدو لا زالت مستمرة منذ الفجر حتى مساء الخميس بغطاء جوي بأكثر من 10 غارات". وتابع "قواتنا لديها الجاهزية التامة لمواجهة أي تصعيد على مختلف الجبهات، وأن مصير أي تصعيد هو الفشل والهزيمة".
من جانبه، قال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام في مداخلة مع قناة "الجزيرة" إنّ "هذا العدوان لم يتوقف (...) منذ إعلانه وحتى اللحظة هناك عشرات الغارات المستمرة". وأضاف "نعتبر أن وقف إطلاق النار المعلن هو مناورة سياسية واعلامية هدفها تلميع الموقف السعودي الملطّخ بالدم خاصة في هذه اللحظة الحرجة التي يعيشها العالم في مواجهة وباء كورونا" المستجد.
وكان التحالف العربي بقيادة السعودية قد أعلن مساء الأربعاء، وقف إطلاق النار في اليمن لمدة أسبوعين قابلة للتمديد بعد دعوات أممية متكررة بشأن وقف المواجهات العسكرية. وبدأ وقف إطلاق النار المعلن من قبل التحالف عند الساعة 09,00 بتوقيت غرينتش.
وحضت الولايات المتحدة الخميس الحوثيين في اليمن على الاستجابة بالمثل لوقف إطلاق النار الذي أعلنته السعودية. وقال وزير الخارجية مايك بومبيو في بيان إن "الإعلان ردٌّ بناء على دعوة الأمين العام للأمم المتحدة للأطراف للتركيز على مكافحة جائحة كوفيد-19". وقال "نحض الحوثيين على الاستجابة بالمثل لمبادرة التحالف" العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن، مشيدا بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وأشاد بومبيو بدعوة مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث إلى مفاوضات عاجلة بين الطرفين، ودعا وزير الخارجية الأميركي "كل الأطراف إلى التعاون الكامل مع جهوده".
ولم تُسجّل في اليمن، الذي يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم، أي إصابة بكوفيد-19 الذي أصاب أكثر من 10 آلاف شخص في دول الخليج القريبة الست، وفقاً لمنظّمة الصحة العالمية، لكن هناك خشية كبرى من أن يتسبّب الوباء في حال بلوغه هذا البلد الفقير، بكارثة إنسانية.
وقُتل في أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية منذ بدء عمليات التحالف آلاف المدنيين، فيما انهار قطاعها الصحي، وسط معاناة من نقص حاد في الأدوية، ومن انتشار أمراض وأوبئة كالكوليرا الذي تسبّب بوفاة المئات، في وقت يعيش فيه ملايين السكان على حافّة المجاعة.
ويعيش أكثر من 3,3 ملايين نازح في مدارس ومخيّمات تتفشى فيها الأمراض بفعل شحّ المياه النظيفة.