لماذا تخلت الإمارات عن السعودية في اليمن؟ "فورين بوليسي" تجيب
[ معدات عسكرية إماراتية في مطار عدن جنوبي اليمن ]
قالت مجلة الخارجية الأمريكية "فورين بوليسي" إن الإمارات تواجه تحديات داخلية وخارجية دفعتها إلى الانسحاب من اليمن، مشيرة إلى أن السعودية تواجه مأزقا هناك بعد انسحاب أهم شركائها.
وذكرت المجلة، وفق مقال كتبه الخبير في المركز العربي في واشنطن عماد حرب، أن الإمارات تعاني من تباطؤ اقتصادي في الداخل، وأن المعركة في اليمن وصلت إلى طريق مسدود بعد مرور أكثر من أربع سنوات من التدخل العسكري للتحالف الذي تقوده السعودية.
وقال الخبير عماد حرب إن الإمارات تدرك أن المليشيات المتحالفة معها ستواصل السيطرة على الجزء الجنوبي من البلاد، وإن السعودية، رغم غضبها من الانسحاب الإماراتي، لن تحرم أبو ظبي من الوصول إلى المرافق البحرية في المنطقة، التي تحتاجها الإمارات لتحقيق هدفها الإستراتيجي المتمثل في السيطرة على قواعد بحرية من المحيط الهندي إلى البحر المتوسط.
ورغم غضب صانعي القرار السعودي من رحيل الإمارات، يقول حرب إنه من غير المرجح أن يمنعوا أبو ظبي من استخدام المنشآت اليمنية، لأنهم مازالوا يحتاجون الدعم الإماراتي في مواجهة إيران وفي الخلاف مع قطر، وإذا أدى هذا المأزق المستمر إلى تقسيم اليمن، فإن مصالح الإمارات ستظل قائمة.
ويستدرك الكاتب بالقول إنه إذا نجح الحوثيون في السيطرة على أجزاء من شمال اليمن، وبالتالي توفير موطئ قدم لإيران، فسيكون التهديد محدودا بالنسبة للإمارات لكونها بعيدة جغرافيا.
أما إذا استقل جنوب اليمن، الذي يسيطر عليه سياسيون وقوات موالية للإمارات، وفقا لفورين بوليسي، فإن هذا الجنوب سيعتمد على الدعم المقدم من أبو ظبي، ولهذا فإنه سيمنح الإمارات إمكانية الوصول إلى منشآته وأراضيه دون قيود.
وأفادت المجلة بأن الإمارات تواجه أيضا ضغوطا أكبر من أي وقت مضى لحماية الجبهة الداخلية، وأنها تشعر بقلق عميق إزاء التحدي الإيراني في الخليج العربي، مما يجعلها تحت ضغوط أكبر من أي وقت مضى لحماية الجبهة الداخلية.
ويقول حرب في مقاله: في السابق، كانت الإمارات تعتقد أن بإمكانها الاعتماد على الولايات المتحدة للمساعدة في احتواء إيران، لكن مع تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن ضرب إيران بعد أن أسقطت طائرة تجسس أمريكية، فإن الإمارات تفضل الآن تجميع جنودها بالقرب من أراضيها.
وأشارت المجلة إلى أن القادة الإماراتيين يشعرون بعدم ارتياح كبير بسبب مستوى النقد الموجه ضد الإمارات والسعودية في الكونغرس الأمريكي بسبب الأعمال الوحشية ضد المدنيين في اليمن.
وذكر الخبير عماد حرب أن مجلسي النواب والشيوخ أقرا تشريعا يحد من إمداد الولايات المتحدة للبلدين بالسلاح، وأن حق النقض الذي استخدمه ترمب ضد القانون هو فقط الذي ضمن استمرار مبيعات الأسلحة إلى أبو ظبي والرياض حتى الآن.
وأشار إلى أن الإمارات ترغب في المحافظة على علاقة جيدة مع الكونغرس على المدى الطويل، كي تحافظ على العلاقات الأمريكية الإماراتية، مؤكدا أن كل هذه الأسباب توضح خلفيات الانسحاب الإماراتي.
وبغض النظر عن الدوافع الإماراتية، يقول الكاتب إن هناك شيئا واحدا واضحا وهو أن السعودية في مأزق، ولا يمكن للرياض أن تستمر في حرب لا نهاية لها في اليمن من دون أن يكون لها شركاء لديهم قدرات عسكرية مثل الإمارات.
وأوضح مقال فورين بوليسي أن السعودية لا يمكن أن ترحل من اليمن هكذا، لأن هذا سيشكل هزيمة إستراتيجية لها تفسح الطريق أمام استقرار الحوثيين، المتحالفين مع إيران، في شمال اليمن، وبالتالي ليس من الصعب تصور أن السعودية يمكن أن تعيد النظر في علاقتها مع جارتها الأصغر، وهو أمر قد يضر كثيرا بمصالح الإمارات.
وختم الخبير عماد حرب مقاله بمجلة فورين بوليسي بقوله: "الإمارات، كدولة صغيرة، تحتاج إلى دعم السعودية على جبهتين على الأقل، وهما مواجهة منافسيها داخل مجلس التعاون الخليجي مثل قطر وعمان، ومعارضة أنشطة إيران في الخليج العربي".