بعد أشهر من سيطرة "الانتقالي" عليها.. عدن تغرق بمياه الصرف الصحي والمشافي مليئة بالمرضى
[ انتشرت الحميات والأوبئة في عدن جراء طفح المجاري وتردي الخدمات العامة ]
انتشرت الأوبئة والحميات بشكل كثيف في العاصمة المؤقتة عدن، التي باتت تغرق العديد من شوارعها في مياه المجاري، بعد بضعة أشهر من سيطرة مليشيات ما يسمى الانتقالي الجنوبي عليها، بدعم إماراتي وتواطؤ سعودي.
وقالت مصادر طبية إن مدينة عدن باءت موبوءة، وإن المشافي ممتلئة بمئات المرضى على مستوى كل مديرية بأمراض الحميات والأوبئة التي ينقلها البعوض.
وأكدت المصادر أن ما يصل للمشافي من أعداد مهولة وبشكل يومي لا يُمثل النسبة الحقيقية للمرضى والمصابين، فهناك أضعافهم في المنازل، منعهم العوز والفقر من الذهاب للمشافي، وهو ما يُعرضهم لمضاعفات تلك الأمراض كالملاريا والتيفوئيد وحمى الضنك والمكرفس، وهي أمراض تضرب الجهاز المناعي للمُصاب.
وتفيد المصادر بأنه لا توجد إحصاءات دقيقة لحصيلة تلك الأوبئة، فالوفيات مستمرة وبشكل شبه يومي على مستوى المديريات الثمان، في ظل طفح مياه الصرف الصحي في الشوارع، مما شكل بيئة خصبة لتكاثر البعوض الناقل للمرض.
وأشارت إلى أن تلك الأمراض يتم علاجها بواسطة المهدئات والمغذيات، فضلاً عن الفواكه التي يُطلب من المريض أكلها لأجل أن تساعده على الشفاء، وهي بحد ذاتها تكلفة إضافية لا يقدر عليها كثير من الناس.
ولفتت المصادر إلى أن خطورة تلك الأمراض المنتشرة في كونها تنتقل عبر البعوض، وهو ما يُعرض حياة آلاف المواطنين للإصابة.
الجدير بالذكر أن الخدمات الأساسية في العاصمة المؤقتة عدن شهدت ترديا بالغا منذ خمس سنوات بالتوازي مع موجة نزوح وانتقال لآلاف المواطنين للعيش في المدينة هرباً من محافظات أكثر سوءاً، فضلاً عن التوسع العمراني الذي جاء على حساب الخدمات التي لم تشهد أي تطوير.