توجيهات حكومية باتخاذ الإجراءات الضرورية لحماية الطلاب والجالية اليمنية في الصين
وجهت الحكومة اليمنية الوزارات والجهات المختصة باتخاذ الإجراءات الضرورية لحماية الطلاب والجالية اليمنية في الصين من المخاطر المحتملة جراء تفشي فيروس كورونا، بما في ذلك إخلاؤهم إذا استدعت الحاجة.
وشدد رئيس الحكومة معين عبد الملك، خلال اجتماعه بالسلطات المعنية في مدينة عدن، على سرعة صرف المساعدات المالية الإضافية للطلاب اليمنيين في مدينة ووهان الصينية، وكذا الانتهاء من تحويل مستحقات الربع الثالث للطلاب المبتعثين في الصين وصرف مستحقاتهم للربع الرابع بصورة استثنائية وعاجلة.
وأكد عبد الملك على ضرورة تدارس الإجراءات الاحترازية والوقائية اللازمة لمنع وصول الفيروس إلى البلاد، كما شدد على تخصيص موازنة عاجلة لمواجهة تداعيات كورونا، وبالتنسيق مع الدول والمنظمات المانحة.
جاء ذلك خلال ترؤس رئيس الوزراء، في العاصمة المؤقتة عدن، اجتماعاً طارئاً لمناقشة تداعيات انتشار فيروس كورونا، وأثره على الطلاب والجالية اليمنية في الصين، وتدارس الإجراءات والترتيبات اللازمة لإجلاء الطلاب وعوائلهم العالقين في منطقة ووهان.
وأكد عبد الملك أن الحكومة وعبر الجهات المختصة وبتوجيهات ومتابعة مباشرة من فخامة رئيس الجمهورية، تتابع منذ اليوم الأول لانتشار الفيروس في الصين تداعيات ذلك وعلى اتصال مباشر ومستمر مع الطلاب والجالية اليمنية هناك، انطلاقًا من مسؤولياتها الوطنية والأخلاقية والإنسانية، لافتاً إلى وجود تنسيق عالي المستوى مع السلطات الصينية المعنية وسفارة اليمن في بكين لتوفير الاحتياجات اللازمة للطلاب والجالية وبحث ترتيبات إجلائهم إذا استدعت الضرورة.
وحسب وكالة "سبأ" الرسمية، فقد تدارس الاجتماع الإجراءات الاحترازية والوقائية اللازمة لمنع وصول الفيروس إلى بلادنا، وما اتخذته الوزارات والجهات المختصة من إجراءات خاصة في المنافذ وتقوية قدرات القطاع الصحي، بما في ذلك جوانب التثقيف والتوعية.
وشدد رئيس الوزراء على وزارة المالية بالتنسيق مع وزارة الصحة العامة والسكان لتخصيص موازنة عاجلة لمواجهة تداعيات الفيروس الوبائي، كورونا، وتسخير جميع الإمكانات المتوفرة لذلك، وبالتنسيق مع الدول والمنظمات المانحة، مؤكدا على ضرورة توفير أطقم طبية متدربة في المنافذ وبناء القدرات المخبرية للتعرف واكتشاف المرض والحيلولة دون وصول الوباء إلى اليمن.
ووجه رئيس الوزراء بتشكيل لجنة طوارئ برئاسة نائب رئيس الوزراء سالم الخنبشي، وعضوية وزراء الصحة العامة والسكان، والمالية، والخارجية، والتعليم العالي، بالتنسيق مع السفارة اليمنية في الصين ومنظمة الصحة العالمية ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لمتابعة الطلاب والجالية اليمنية العالقين في مدينة ووهان، وسبل إجلائهم وتوفير كامل الرعاية الصحية، إضافة إلى اتخاذ سياسية علاجية عاجلة وتوفير مراكز حجز صحية وتدريب كوادر متخصصة.
كما تم التأكيد على تقديم التسهيلات المطلوبة لنقل الطلاب والجالية اليمنية في مدينة ووهان وتامين سلامتهم، وإجراء الفحوصات الطبية للإطمئنان عليهم، وإخراجهم في أقرب وقت ممكن.
واستمع الاجتماع إلى تقرير وزارة الخارجية حول جوانب التنسيق والتواصل مع السلطات الصينية المعنية والبعثة الدبلوماسية اليمنية في بكين، للاطمئنان على الطلاب والجالية اليمنية، بما في ذلك ترتيبات إجلائهم وتوفير الرعاية اللازمة لهم.
واطلع الاجتماع على تقرير وزارة الصحة العامة والسكان حول إجراءات التقصي الوبائي والإجراءات التي تقوم بها الوزارة والمتابعة المستمرة لفيروس كورونا، وكيفية الحماية من العدوى بالالتزام بإجراءات الصحة العامة، لافتا إلى أنه تم تشكيل لجنه فنية من الإدارات المختصة بالوزارة ومنظمة الصحة العالمية وهي في اجتماعات يومية لمتابعة الوضع أولا بأول، ومهمتها أيضا دراسة الاحتياجات والتمويلات المطلوبة من المانحين لاتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لمنع دخول الفيروس إلى بلادنا.
وفي السياق، أجرى رئيس الوزراء اتصالًا هاتفيا مع القائم بأعمال السفارة اليمنية لدى الصين الصديقة أحمد جابر للاطمئنان على الطلاب والجالية اليمنية في جمهورية الصين الشعبية، بعد انتشار فيروس "كورونا" في عدد من المناطق هناك.
وقالت وكالة "سبأ" إن السفير جابر طمأن رئيس الوزراء على حالة جميع اليمنيين في الصين، مؤكدًا أن السفارة على تواصل مستمر معهم، وأنه لا توجد إصابات حتى الآن بينها بفيروس "كورونا"، مشيراً إلى أن فريق عمل السفارة ببكين وبالتنسيق مع السلطات الصينية المعنية متواجد لتقديم المساعدة لأي من الطلاب وأفراد الجالية وبشكل دائم ومستمر.
وأشار إلى أن عدد الطلاب اليمنيين المتواجدين في مدينة ووهان الصينية 115 طالبا، ومع عوائلهم 178 فردا، وإجمالي عدد الجالية اليمنية بشكل عام في جمهورية الصين الصديقة حوالي 20 ألفا، وأن السفارة على تواصل مستمر معهم ولم تسجل أي إصابة في أوساطهم، معربا عن تقديره لتوجيهات رئيس الوزراء بصرف مساعدات مالية إضافية لهم، وتحويل مستحقات الطلاب المبتعثين للصين للربعين الثالث والرابع بصورة استثنائية وعاجلة.
وأثنى رئيس الوزراء على جهود البعثة الدبلوماسية اليمنية في الصين، ومتابعتها المستمرة والاستثنائية في هذه الظروف للطلاب والجاليات اليمنية والاطمئنان عليهم أولا بأول جراء انتشار فيروس كورونا المستجد، مؤكدا استعداد الحكومة لتقديم كل الدعم اللازم وبالتنسيق مع السلطات الصينية المختصة للحفاظ على سلامة الطلاب والجالية اليمنية بشكل عام.