الخميس 2024/05/02 الساعة 08:51 PM

كيف تفاعل اليمنيون مع رحيل سلطان عُمان قابوس بن سعيد

السبت, 11 يناير, 2020 - 09:39 مساءً
كيف تفاعل اليمنيون مع رحيل سلطان عُمان قابوس بن سعيد
المهرة خبور -  متابعات

رحل في ساعات متأخرة من ليل الجمعة، السلطان قابوس بن سعيد (1940- 2020) سلطان عُمان الثامن، بعد خمسة عقود قضاها في السلطة (1970- 2020). خلال هذه المدة الطويلة؛ نقل شعبه من حالات الفقر والعوز إلى مصاف الدول الغنية، وحقق إنجازات تنموية كبيرة وذات أهمية بالغة، ينظر لها العمانيون بفخار واعتزاز كبير.

 

فور وفاته وحسب النظام المتبع، توج جلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور سلطانًا جديدًا لـ لدولة عُمان حسب الوصية المتبعة في المادة السادسة من النظام الأساسي للبلاد، وبعد أداء اليمنين القانونية يكون السلطان طارق هو السلطان التاسع لعمان.

 

ركز قابوس بن سعيد بصورة أساسية على التنمية، وكانت هذه القضية تشغل باله، وبقيت محور كل اهتماماته. بدأ أيامه الأولى في الحكم من تعليم الأطفال ليقفز عددهم من 909 عام 1970 إلى 24481 تلميذا وتلميذة موزعين على 68 مدرسة.

 

انطلق بعد ذلك لمحو أمية الكبار على غرار ما كان قد بدأ به حكام إقليم ظفار الذي كان ثائرا على السلطة المركزية منذ عام 1965، حسب ما نشر تقرير للجزيرة. وتفيد الصحفية السويسرية ليزل غراس، بأن نسبة الأمية بين السكان كانت تصل إلى 80% في إحصائية عام 1970. وتضيف أيضًا أن الحكومة بذلت جهودا استثنائيا لمحو أمية الكبار من خلال تعليمهم المهارات الأساسية على الأقل، وموضوع التعليم كمثال فقط، فقد سار على هذا الطراز، نحو تنمية شاملة في كل مناحي الحياة.

 

اليمنيون ورحيل قابوس

 

تفاعل اليمنيون سريعًا مع الحدث، وخاصة أن عُمان دولة جارة ومؤثرة في اليمن، ومثل هذا الرحيل لا يمكن أن يمر بهدوء أو دون تعليق.

 

الرئيس اليمني عبده ربه منصور هادي، بعث برسالة مواساة إلى جلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور سلطان عُمان، حسب ما نشرت وكالة سبأ، فقد عزاه والشعب العُماني الشقيق بوفاة المغفور له جلالة السلطان قابوس بن سعيد.

 

وعلى المستوى الشعبي، اتسمت غالبية التعليقات والردود للناشطين اليمنيين على وسائل التواصل الاجتماعي بالترحم على قابوس والإشادة بمآثره، وبعض هذه التعليقات انحصرت للمقارنة من شقين:

 

الأول: موقف عُمان المحايد تجاه اليمن، واتخاذ سياسة الحياد والنأي بالنفس عن أي تكتلات أو تدخلات هنا أو هناك، على عكس دول الخليج الأخرى وعلى الأقل السعودية والإمارات، كما أن هناك للإمارات دور مريح إلى حد ما في التعامل مع اليمنيين وخاصة خلال لحظات الحرب مقارنة بباقي الدول التي شاركت في الحصار والتضييق عليه. والثاني تركزت تعليقاتهم حول: رحيل سلطان عمان قابوس بن سعيد ورحيل الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، وهنا كان لهذا الشق النصيب الأبرز من التعليقات والمقارنة.

 

يعلق الصحفي والحقوقي موسى النمراني بقولة: التعبير الجماعي عن الحزن في اليمن لوفاة السلطان قابوس يعطي رسالة مهمة لحكام دول الخليج، ولذلك لم نكن لنهتم بوفاة السلطان لو حدثت ونحن في ظروف طبيعية" في إشارة إلى الحرب التي تمر بها البلاد منذ خمس سنوات.

 

ويضيف النمراني: وفاته اليوم تأتي بعد اتخاذه القرار الشجاع بعدم الدخول في تحالف عاصفة الحزم، واتخاذ السلطنة موقف وسط من كل الأطراف، واستمرار سياسة النأي بالنفس عن تجاذبات المنطقة، في حين وصلنا أذى بعض دول الخليج وليس بيننا وبينهم حدود" في إشارة إلى الإمارات.

 

يعقب الصحفي صالح الحقب على رحيل قابوس بقوله: لقد ترك السلطان قيمة طيبة في ضمير مجتمعة ومن حوله من دول الجوار، فقد كان قابوس الطريق للحياة الجديدة، والممر الآمن للعابرين، من البنية التحتية إلى مد جسور، إلى التعليم والصحة. لقد أوجد حياة تليق ببلدة.

 

في صفحته على التوتير يعلق الإعلامي محمد الربع، لقد مات "قابوس" ولم يشعل أي حرب لا داخلية ولا خارجية، فقد تولى السلطة وبلده فقير يبحث أبناء شعبه عن عمل بالدول الأخرى، وتوفي وعملة بلاده أقوى عملة في المنطقة. ويضيف: توفي وليس له أرصده ومليارات مخزنه في البنوك الخارجية.

 

الناشطة ذكرى المصفري، تعلق على صورة جمعت السلطان قابوس بن سعيد والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في ثمانيات القرن الماضي، فرق كبير بين عين ترى وتقرأ وجوه الناس وعين لا ترى إلا المال والجاه، فرق كبير بين حاكم جاء من بيت عز وسلطان وحاكم من بيت جوع وفقر.


صور
اقراء ايضاً