السبت 2024/11/23 الساعة 08:30 AM

موقع بريطاني: منظمات إغاثية تواجه القتل في اليمن بمناطق سيطرة موالون للإمارات

الخميس, 26 ديسمبر, 2019 - 12:07 مساءً
موقع بريطاني: منظمات إغاثية تواجه القتل في اليمن بمناطق سيطرة موالون للإمارات
المهرة خبور -  متابعات

بعد قرابة خمس سنوات من الحرب، أصبح ملايين من اليمنيين يعتمدون على المساعدات للبقاء على قيد الحياة، ولكنهم يخشون الآن من أنَّ شريان الحياة الحاسم هذا سوف ينقطع عنهم بعد الهجمات على منظمات الإغاثة الدولية العاملة في بلدهم. بحسب ما نقل موقع «Middle East Eye» البريطاني.

 

وقد علقت بعض المنظمات غير الحكومية الدولية عملها في منطقة الضالع، التي يسيطر عليها المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، بعد أن تعرضت مكاتبها لهجوم بقذائف صاروخية في نهاية الأسبوع.

 

تأتي هذه الهجمات بجنوب اليمن في أعقاب حملة شُنَّت ضد جماعات الإغاثة، متهمةً إياهم بـ «معاداة الإسلام» واستخدام عملهم بوصفه واجهةً للعمل التبشيري.

 

قال فهد، وهو معلم فضَّل عدم استخدام اسمه الحقيقي، لموقع «Middle East Eye» إنهم سمعوا انفجارات يومي السبت والأحد 21 و22 ديسمبر/كانون الأول، وفي وقتٍ لاحق اكتشفوا أنّ مكاتب عديد من منظمات الإغاثة قد تعرضت للقصف.

 

إذ هاجم مسلحون مجهولون مكاتب منظمات Oxfam، وMercy Corps، ولجنة الإنقاذ الدولية (IRC)، ووكالة التعاون التقني والتنمية ACTED، ومركز هيا، وهو ما أجبر جميع المنظمات غير الحكومية الدولية في الضالع على تعليق عملياتها.

 

أضاف فهد: «جاءت هذه المنظمات لتخفيف معاناتنا، لكن بعض الناس السخفاء هاجموها، والآن لن يجد المحتاجون أي شخص لمساعدتهم. آمل أن تقوم السلطات في الضالع باعتقال المهاجمين وإنقاذ المحافظة، لمساعدة المنظمات غير الحكومية الدولية على استئناف أنشطتها».

 

إذ يُقدَّر أنّ 80% من سكان اليمن -24 مليون نسمة- يحتاجون شكلاً ما من أشكال المساعدة الإنسانية أو الرعاية، ويعتمد كثير منهم عليها.

 

وفقاً للأمم المتحدة، علّقت 12 منظمة على الأقل عملياتها وأخبرت موظفيها بالبقاء في منازلهم، وهي خطوة تُؤثّر في أكثر من 200 ألف من السكان المحليين.

 

سلمى بن عيسى، نائبة مدير البرامج في اليمن لدى لجنة الإنقاذ الدولية، قالت: «نحن قلقون للغاية على سلامة موظفينا الذين يعيشون ويعملون في هذه المنطقة. إنّ أكثر من سيعانون هم يمنيون أبرياء يستفيدون من أعمال الصحة والرعاية والتعليم، وهي المهمة التي تقوم بها لجنة الإنقاذ في هذه المنطقة».

 

هناك من يحرض عليها

 

رغم أنّ هوية المهاجمين غير معروفة، قال فهد إنّه يعتقد أنّ الهجمات كانت نتيجة للحملة الأخيرة ضد جماعات الإغاثة، والتي اتهمتهم بمعاداة للإسلام.

 

قال إنّ الخطب التي ألقاها المتشددون الدينيون خلال صلاة الجمعة، كانت قد بدأت اتهام الجماعات بمحاولة تحويل المسلمين إلى المسيحية، وتخريب القيم الثقافية والأخلاقية اليمنية.

 

أضاف فهد: «كانت المرة الأولى التي يتحدث فيها الدعاة عن هذه القضية، لكن بعد الصلاة شعرت بأنّ بعض الناس يؤمنون برأي الخطيب. لكن عديدين لم يفعلوا ذلك، لأنّنا شعرنا بتأثير هذه المنظمات خلال السنوات الأربع الماضية».

 

بينما لم تعلن أي جهة عن مسؤوليتها عن هجمات نهاية الأسبوع حتى الآن، ولم تعتقل قوات الأمن أيّ شخص للتحقيق.

 

ونقل موقع «Middle East Eye» عن موظفين في إحدى المنظمات الدولية، والذين لم يرغبوا في ذكر أسمائهم؛ حرصاً على سلامتهم، إنّهم واجهوا أيضاً تحديات من القبائل المهتمة بالحفاظ على التقاليد المحافظة.

 

كما أوضحوا: «بعض القبائل في الضالع تتهم عمال الإغاثة بأنهم مبشرون، ويعتقدون أننا نكسر المحرمات اليمنية في تعاملنا مع النساء وفي قضايا أخرى. لا تستطيع السلطات مواجهة تلك القبائل لإنقاذ عمال الإغاثة، لذا اضطررنا إلى الفرار إلى عدن ولم يبقَ هناك سوى بعض الذين ينتمون إلى الضالع في الأصل».

 

أضافوا أنّ منظمتهم لن تعود إلى الضالع إلى أن تتمكن السلطات من ضمان سلامة عمال الإغاثة.

 

يسيطر المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من دولة الإمارات، على غالبية محافظة الضالع، وقد وقعت الهجمات في المناطق الخاضعة لسيطرته. وقال أحمد مثنى، الضابط الموالي للمجلس الانتقالي الجنوبي "إنهم ضد هذه الهجمات ويُجرون التحقيق فيها".

 

أضاف مثنى: «لا يمكننا إنكار دور هذه المنظمات، وأيضاً الأغلبية في الضالع تدعم عملهم، لكن كان هناك بعض الناس الذين يحاولون خلق الفوضى في المحافظة».

 

هذا ودخل اليمن فترة اضطراب منذ عام 2015، عندما شنت السعودية والإمارات حملة قصف ضد المتمردين الحوثيين في البلاد، الذين اجتاحوا العاصمة صنعاء وخلعوا الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي تدعمه الرياض.

 

إذ تسبَّب الصراع في مقتل عشرات الآلاف من الناس، وفي تفشي أمراض يمكن الوقاية منها، ووضع البلاد على شفا مجاعة. وقالت الأمم المتحدة إنّ الأزمة الإنسانية في اليمن هي «الأسوأ في العالم».

ترجمة: عربي بوست


اقراء ايضاً