ناطق التحالف الوطني يدعو القوى السياسية إلى وقف "التناحر العبثي"
[ عدنان العديني ]
دعا عدنان العديني، رئيس الهيئة التنفيذية للتحالف الوطني للأحزاب، والناطق الرسمي، القوى السياسية والحزبية إلى وقف ما أسماه بـ"التناحر العبثي والتوقف عن تمزيق بعضنا البعض".
ووجه العديني نداءً هاماً إلى شركاء العمل السياسي والحزبي، وإلى أبناء الوطن بمختلف فئاتهم.
وقال العديني في منشور له على صفحته في "الفيس بوك"، مخاطبا الشعب اليمني: "أطرح بين أيديكم هذه المناشدة، من قاعدة المشتركات السياسية الرامية لتعزيز العمل الجماعي المُؤسس لحالة وطنية تبدأ من تحويل الفرد الى مواطن، والسلطة العمياء الى دولة تبصر بعيون الشعب وتتحرك من أجل خدمته".
ودعا العديني القوى السياسية والحزبية إلى "التوقف عن تمزيق بعضه البعض، والشغل ضد نفسه". مؤكداً أنه "لا يوجد مبرر لكل هذه المعارك المشتعلة بيننا دونما غاية، كون هذه الأمور تعد تيهاً وشتات".
وأضاف: "لدينا قضية شعب موزع في الصحاري والجبال والسواحل، يخوض معركته ضد الكهنوت، وبقايا إرث الماضي الرجعيّ". مؤكدا على ضرورة "أن نعيد ضبط إهتماماتنا؛ للتركيز على هذا الهدف الذي انطلقت منه مسيرة الكفاح أول مرة".
وخاطب من وصفهم بـ"رفقاء الحلم الواحد، وزملاء النضال والكفاح، وأنصار الدولة المنتظرة، "بالتوقف عن التصرف كأبناء تعرّض منزلهم للهدم، وبدلًا من أن يحتشدوا لإعادة بنائه إذْ بهم يخرجون للقعود على الأرصفة، والتراشق بالحجارة على الطرقات".
وأضاف: "منذ فترة، أتابع بوصلة المزاج العام، وكيف يتم تناول القضايا الوطنية، وأشعر بالأسى، حالة من النزق المُعمم يجتاح الكثيرين، ولا أجدُ تفسيرًا لكل هذا سوى أننا فقدنا البوصلة، أو كدنا، وصرنا فريسة سهلة لكل شاردة وواردة".
وأشار إلى أن هذه التقلبات في المزاج العام، يكشف وكأننا قد نذرنا حياتنا للتحرك خارج الإطار المركزي لمعركتنا الأصلية محور اليمن الكبير بشعبه وامكاناته، والدولة التي يستحقها دوله تعكس إرثه وتاريخه ومكانته بين شعوب العالم، وتخضع لإرادته وتنحني لقراره".
وأكد أنه "ليس بيننا وبين هذا الحلم؛ إلا أن نكون معاً في معركة تثبيت الوطنية اليمنية راياً وشعبا ودولة".
وتابع: "خمس سنوات من الكفاح الوطني في دروب الحرية هي فترة بقدر قسوتها يجب أن تكون دروسنا المستخلصة منها كافية لنبلغ الرشد في خطابنا الوطني، ونستوعب قدسية الوطن، وتتعزز فينا أشواق الخلاص والرغبة الملحة بفجر يولد من رحم الحرية المُصَادرة وآمال الثورات الموؤودة وجناح الجمهورية المَهِيض بفعل الجماعات الخارجة من أغابر التأريخ والمفارقة لحلمنا ومشروعنا بدولة".
وعبر عن أسفه، عن حدوث ما وصفها بـ"المفارقات الصادمة للعقل والمحبطة للأحلام"، والمتمثلة بالصراع العدمي الذي يخوضه أبناء المشروع الوطني ضد بعضهم، مقابل توحد الكيانات العنصرية والطائفية، والتي تجهد نفسها لتوجيه طاقاتها في خدمة مشروعها بصورة تعزز صمودها وتضاعف خطرها".
وأشار إلى أن هذا الصراع العدمي من شأنه أن "يحشر أصحاب المشروع الوطني في صراعات غوغائية، ومعارك بلا وجهة ولا هدف سوى النقمة والثأر، والنقمة هنا ليست مكسبًا كما أن الثأر ليس مشروعًا، ولا يمكن أن ننتظر وطنًا يخرجُ من بين الركام ونحن مدفونون أسفل أحقادنا وحلمنا المفقود بدولة".
وقال العديني: "الحرية للإنسان والسيادة للشعب والتداول السلمي للسلطة والتوزيع العادل للثروة". مشيرا إلى أن "هذه هي المطالب التي دارت لأجلها عجلة الكفاح والنضال بالسلاح والكلمة سلماً وحرباً، تاريخ كفاح وبطولات صارت هتاف الجنود وأغنية وزامل وملالة وَدَان وحكاية تحكيها الجدّات على مسامع جيل هو الآن يبذل دمه في الجبهات بحثًا عن دولة تحرس وجوده المكشوف وتؤثث مستقبل أحفاده كما يجب".
وأكد أن "المخيب للآمال أن نخذلهم بصراعاتنا، فأمام مشاهد البطولات التي يقدمونها لا ينقصنا الا أن نرتقي نحن جميعا إلى مستوى نبل القضية وجسامة التضحيات وفجور العدو وخطورته".
وتساءل العديني: "ألا يمكن لنبل الغاية، وعبثية المليشيا التي قوضت الدولة وأحرقت المجتمع بنار الخوف والمرَض والفقر أن توحدنا وترفع درجة استشعارنا الوطني لندرك حاجتنا الجماعية لموقف وخطاب مسؤول يعزز من ترابطنا المجتمعي، ويحشد الجمهور خلف القضايا المركزية، ويمنع أي شرود عام عن الهدف الأصلي للمعركة".
وجدد عدنان العديني التأكيد على أنه "ما لم يوحدنا هذا؛ فلن يوحدنا شيء بعده ولسوف يطول شتاتنا ولن ينجلي الأفق الوطني على المدى المنظور".
واستدرك: "أن حديثه هذا لا يعني المساومة على الخطأ تحت ذريعة الحفاظ على اللُحمة، إنما الهدف أن نردم الفجوة، ونصحح الانحراف كي نتجاوزه، دون خسارتنا بعضنا والدوران في حلبة عبثية أشبه بحركة التدمير الذاتي للحلم والقضية ومشروع الدولة بكامله".
وقال العديني في ختام رسالته الموجهة إلى الأحزاب والقوى اليمنية: "أعلم أن الصورة ليست قاتمة تمامًا فهناك من بواعث الأمل الكثير، وكل يوم ترتفع دعوات التخطي والتآزر ويزداد المؤمنون بضرورة الجبهة الواحدة".
وأشار إلى أن هذه الإشارات تؤكد على "ضرورة تكثيف العمل كل من موقعه والتقاط الإشارات والبناء عليها والالتفاف حول راية الجمهورية، وإن كرِهت الإمامة".
وأكد أنه "مهما يكن؛ فما من عصابة تمكنت من هزيمة شعب مُتحد، إذْ لا تُهزم الشعوب إلا حين تُلهيها نٌخبُها وقياداتها بكل شيء إلا معركتها الحقيقية".
وكان المجلس الأعلى للتحالف الوطني للقوى والأحزاب السياسية، قد أعلن الاثنين الماضي، عن تشكيل الهيئة التنفيذية للتحالف، المكون من 16 حزباً ومكوناً سياسياً من القوى الوطنية المؤيدة للشرعية، وتسلم حزب الاصلاح، رئاسة الهيئة التنفيذية.
وترأس نائب رئيس الدائرة الإعلامية للإصلاح، عدنان العديني، الهيئة التنفيذية في الدورة التي تسلمها الإصلاح، كما تم تعيينه ناطقاً رسمياً للتحالف.