السبت 2024/11/23 الساعة 03:55 AM

اختراقات جديدة لجدار الأزمة اليمنية.. ضغوط دولية أم تنازلات سياسية؟

الاربعاء, 27 نوفمبر, 2019 - 10:10 مساءً
اختراقات جديدة لجدار الأزمة اليمنية.. ضغوط دولية أم تنازلات سياسية؟
المهرة خبور -  الجزيرة نت

اختراقات جديدة في جدار الأزمة اليمنية، وتحركات مكثفة بدأها مؤخرا خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع السعودي بزيارة غير معلنة إلى مسقط، ثم تبعه مستشار الأمن الوطني للإمارات طحنون بن زايد، تلاهما لقاء وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بنظيره العماني يوسف بن علوي في واشنطن للتباحث حول حل سياسي للحرب الدائرة منذ خمسة أعوام.


هذه التطورات أثارت أسئلة عما إذا كانت محاولات وقف الحرب ناتجة عن ضغوط تفرضها الولايات المتحدة على التحالف السعودي الإماراتي، أم أنها تأتي في سياق التنازلات وإبداء حسن النية من الجميع للمضي قدما في مفاوضات التهدئة التي تجري بين السعودية والحوثيين؟


ولعل أبرز دوافع تحركات السعوديين والإماراتيين وزياراتهم لمسقط مؤخرا هي الضغوط التي تفرضها بريطانيا والولايات المتحدة من أجل وقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية شاملة للصراع، حسب ما أفاد به مستشار في الرئاسة اليمنية تواصلت معه الجزيرة نت.


ووفقا لحديث المستشار الرئاسي، فإن هناك نوعا من التهميش للحكومة اليمنية وعدم إشراكها في تفاصيل المباحثات، وهناك أطراف في التحالف لديها رغبة في تمكين الحوثيين وإضعاف دور الحكومة.


- تحركات حثيثة

ورغم التكتم الإعلامي الذي أحيطت به تلك التحركات، تحدث الباحث العماني في الشؤون الدولية سالم الجهوري للجزيرة نت عن الهدف الرئيسي للقاءات التي تأتي -حسب حديثه- كتتويج للجهود التي قادتها سلطنة عمان ودولة الكويت والولايات المتحدة، لإيجاد حل شامل للأزمة اليمنية وإنهاء الخلاف الخليجي وترسيخ التهدئة.


وحسب الجهوري، فإن تلك الجهود تمثلت في لقاءات أميركية مباشرة في مسقط مع ممثلي جماعة الحوثي والحكومة الشرعية والتحالف، نتيجة لتواجد معظم ممثلي أطراف الأزمة اليمنية في سلطنة عمان، ومن المتوقع أن يتم الإعلان رسميا عن النتائج خلال الأيام المقبلة.


وحول النقاط الرئيسية التي تم الاتفاق عليها، قال الجهوري إنه تم اشتراط تحييد وسائل الإعلام عن الحديث بشأنها من أجل إنجاحها، ولكنه رجح أن الحوثيين سيكونون جزءا من مستقبل اليمن.


كما توقع الباحث العماني حلحلة الأزمة الخليجية عبر اجتماع مسؤولي الدول المعنية في القمة الخليجية القادمة، بحيث تكون بطولة كأس الخليج هي البداية، يليها فتح الحدود بين قطر والسعودية، حسب قوله.


- موقف الحوثيين 

وفي الاتجاه ذاته، أكد عضو المكتب السياسي الأعلى لجماعة الحوثي محمد البخيتي أنهم على تواصل دائم مع السلطات العمانية.


وفي ما يتعلق بأسباب تغير الموقف السعودي والإماراتي، قال البخيتي للجزيرة نت إن سبب ذلك يعود إلى صمود الشعب اليمني، وليس الاستجابة للرغبة الأميركية في تحقيق السلام.


وأضاف أن أي توجه للتحالف نحو السلام يشكل حالة إزعاج لواشنطن، لأن استمرار الحرب ما زال في صالحها، وتابع "قد يأتي اليوم الذي نثق فيه بتوجه (ولي العهد السعودي) محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي (محمد بن زايد) نحو السلام، ولكننا لن نثق في أميركا".


- دور مسقط 

من ناحيته، رأى الباحث في الشؤون الإستراتيجية عبد الله الغيلاني أن التحالف مُني خلال العام الحالي بجملة من انكسارات على الجبهة اليمنية، أفضت إلى تحولات جذرية في المقاربات المتصلة بإدارة الصراع، ولعل أبرزها الضربة الصاروخية التي تعرضت لها معامل النفط السعودية، مما أدى إلى انخفاض درجات التصعيد العسكري وطلب الحوار مع إيران والاستعداد للتفاوض مع الحوثيين.


وحول دخول مسقط في خط الأزمة، قال الغيلاني للجزيرة نت إن "هندسة التحولات تجري في مسقط التي اختارت لنفسها تموضعا أهّلها للعب أدوار فارقة في إدارة الصراع اليمني، حتى غدت قبلة لكافة الفرقاء".


وأضاف أن هناك شكلا من أشكال التوافق السياسي يتم التحضير له تحت رعاية المؤسسة الأمنية العمانية، وأن زيارة خالد بن سلمان وطحنون بن زايد إلى مسقط وما حفّ بهما من استقبالات يرهصان إلى أن حراكا استثنائيا يوشك أن يتمخض عن توافق سياسي مبدئي.


وبخصوص ما قد تنتهي إليه نتائج هذه المحاولات، رأى الباحث العماني أن أي اتفاق سياسي بين السعودية والحوثيين سيحتاج جهدا استثنائيا وزمنا طويلا كي يبلغ أشدّه ويؤتي ثماره.


اقراء ايضاً