السبت 2024/11/23 الساعة 05:04 AM

تدافع وهروب جماعي تسبب بسرقات وسطو وضياع ممتلكات شخصية

مصادر مطلعة تكشف عن كواليس فشل المليشيا الحوثية بتنظيم فعاليتها بمدينة إب بذكرى المولد

الخميس, 14 نوفمبر, 2019 - 12:06 مساءً
مصادر مطلعة تكشف عن كواليس فشل المليشيا الحوثية بتنظيم فعاليتها بمدينة إب بذكرى المولد

[ الأستاد الرياضي أثناء فعالية حوثية ]

المهرة خبور -  خاص

فوضى عارمة شهدها "الأستاد الرياضي" ميدان 22 مايو بمدينة إب، حيث أقامت المليشيا الإنقلابية فعاليتها بذكرى المولد النبوي، رافقها سقوط جرحى وأنباء عن سقوط قتلى بالتزامن مع عمليات سرقات وسطو على ممتلكات شخصية لمن حضر الفعالية نفذتها عناصر حوثية محسوبة على قوات ما يسمى بـ"الأمن الوقائي" التابعة لمليشيا الإنقلاب.

 

وأكد عدد من المشاركين في الفعالية أن خلافات حادة بين قيادات حوثية عليا انعكست سلبا على فعالية المليشيا وفشلها الذريع الذي ظهر جليا على برامج الفعالية وخروج المواطنين بشكل مبكر، فضلا عن الخسائر المادية التي تعرض لها المشاركون في الفعالية.

 

وبحسب المصادر فقد شهدت حالة من الإرتباك والفوضى العارمة بعد حدوث إطلاق نار ناجم عن اندلاع مشادات كلامية بين قيادات حوثية ومسلحين من مليشيا الإنقلاب في الأستاد الرياضي أدت إلى هروب جماعي للحاضرين وسط زحام كبير وتدافع أثناء عملية الهروب تسببت بسقوط عدد من الجرحى وسرقات عدة وضياع ممتلكات شخصية.

 

واشتكت اللجان المنظمة لفعاليات مليشيا الحوثي بمدينة إب عدم الإهتمام بهم ونهب مستحقاتهم المالية من قبل قيادات حوثية ونهب مأكولاتهم ومشروباتهم المقررة صرفها من لجنة الفعالية.

 

وقالت مصادر تربوية إن عدد كبير من موجهي الأنشطة والرقابة والماليين في مكتب التربية بالمحافظة والمديريات، ممن أجبرتهم المليشيا للحضور في فعاليتها وقعوا على كشوفات مالية كتكلفة نقلياتهم وأجور المواصلات، فيما لم يستلموا أي فلس جراء نهبها من قبل قيادات حوثية عليا خدعتهم بالتوقيع أولا ثم امتنعت عن الصرف بعد توقيعهم على الكشوفات في الوقت الذي ترك العديد منهم مواقعهم بالفعالية نتيجة عدم إعطائهم وجبة الغداء ونهب مستحقاتهم المالية.

 

وقال عدد من طلاب مجمع الصالح بمديرية جبلة الذين أجبرتهم المليشيا للمشاركة بعملية تنظيم فعاليتها بالأستاد الرياضي أنها تركتهم دون إعطائهم وجبة غداء أو شربة ماء الأمر الذي دفع مدير المجمع لتحمل تبعات تلك التكاليف وترك عدد منهم مواقعهم في عملية التنظيم.

 

وشكا عمال النظافة مصادرة حقوقهم من المكافآت المالية التي وعودوا بها من قبل إدارة صندوق النظافة الخاضعة لسيطرة المليشيا، جراء عملهم الإضافي والمكثف جراء فعاليات المليشيا الحوثية بذكرى المولد النبوي.

 

وفي ذات الفعالية غادر الكثير من المشاركين في الفعالية بعد توقيع حافظة الدوام، وتوثيقهم للحضور وعدم البقاء في الميدان وسماع برامج الفعالية كون حضورهم جرى تحت التهديدات والإجبار.

 

وتحدث شهود عيان أن المليشيا الحوثية أجبرت مدراء المكاتب والمؤسسات الحكومية والمدارس على إحضار حافظة الدوام وتوقيع المنتسبين إليها مهددة بعدم صرف نصف الراتب الذي وعدت به المليشيا إلا بناء على تلك الكشوفات.

 

وقالت مصادر مطلعة إن أفراد اللجان المنظمة للفعالية أجبروا للحضور باكرا صباح السبت وظلوا في الشمس ومواقعهم حتى بعد الظهر، وجاء وقت الغداء ، ولكن كانت وجبات الغداء في طريقها لقيادات حوثية عليا ولم تصل للجان المنظمة، فذهب قادة المجموعات المنخرطة في عملية التنظيم للفعالية الى المطبخ لكي يأخذوا نصيب زملاءهم ويذهبوا به اليهم ، ولكن تم منعهم من الدخول الى المطبخ حتى يكمل القادة الحوثيون الغداء ، وهو ما حدث بالفعل حيث التهمت تلك القيادات ومرافقيهم غداء اللجان المنظمة، في الوقت الذي كان قادة تلك اللجان ينظر إليهم من قبل القيادات الحوثية ومرافقيهم على أنهم "شحاتين" في الوقت الذي كانت أصواتهم ترتفع مطالبة بوجبات الغداء والماء وكلما رأوا مسؤول من القيادات الحوثية ينظر إليهم بإزدراء وتهكم ولا مبالاة، وذلك ما اثار حفيظة قادة وأفراد اللجان المنظمة لمغادرة الملعب وترك مواقعهم، وهذا ما ادى الى ارتباك في صفوف الحاضرين واختلال اماكنهم ، واشتعال الفوضى في مكان الفعالية.

 

وبحسب المصادر فإن الفشل بدأ واضح من خلال غياب برنامج واضح للفعالية حيث كانت الصوتيات رديئة جدا ولم يكن يسمع الحاضرون ما يقال على المنصة، وأشار عدد من الحاضرين أن مستلم الصوتيات مبتدئ، فأحيانا يزيد الصدى ، واحيانا يطفئ السماعات الجانبية ، واحيانا يطفئ الميكرفون، وفجأة يأخذ الميكرفون مستلم الصوت ويصيح "يا أصحاب الكهرباء الصوتيات ضعيفة الرجاء اعملوا حل، الغلط من عند الكهرباء مش من عندي" ثم يأخذ الميكرفون شخص يصيح "يا ناس اتعلموا النظام واجلسوا في اماكنكم" ويقطعه صوت طفل من ميكرفون ثان يصيح بصوت عالي: "اللجان التنظيمية امسكوا اماكنكم، يا خبره كل واحد يجلس مكانه" وفجأة طفل ثالث يصيح بميكرفون "صلوا على النبي يا خبره" ويبدأ بكلام لا يعرف هل هو شعر أم نثر أو عربي او انجليزي،، وبجواره غاغة كبيرة، ليصعد شخص جديد يصيح : ( يا امنيات امنعوا الناس من الصعود الى المدرجات وخلوهم بالمربعات،  يا ناس لأجل رسول الله لو سمحتم) وكل واحد بوادي ، وفجأة شخص آخر يأخذ الميكرفون ويصيح "من حصل تلفون عليه يرجعه للمنصة"  وواحد آخر يصيح ( اللي ضيع مفاتيح سيارة عليه التوجه للمنصة)،  وصاحب الصوتيات يأخذ الميكرفون ويصيح (يا جماعة اهربوا  لا تدعسوا الوايرات عا تفصلوا السماعات" في مشاهد تؤكد غوغائية الفعالية وفشلها الذريع.

 

وبعد مشاهد صاخبة وضاجة بالفشل والتسابق على ميكرفون المنصة حتى شبت إشتباكات بالأيدي "مضرابة" بين عناصر حوثية وقيادات من مليشيا الإنقلاب ترافق معها سحب آمان آليات عناصر مسلحة "خروطة آليات" وتمترس المسلحين ووجهوا البنادق إلى بعضهم لتحدث حالة من الهرج والمرج في مكان الفعالية ككل.

 

وفي ذات الوقت الذي كانت تجري المشادة الكلامية كانت تحلق طائرة حوثية لتصوير الحضور وسقطت بشكل مفاجيء الأمر الذي تسبب بحالة من الذعر في أوساط الجماهير التي سمعت إطلاق الرصاص ورأت سقوط طائرة تصوير فحدثت حالات اندفاع كالموج تطائر معها الجموع فوق بعض.

 

وقال شهود عيان إن الحضور بعد سماع إطلاق النار ومشاهدة تمترس مسلحين اندفعوا هاربين ليتطاير الجمع وتتزاحم هاربة دون أن تعرف بعضها أسباب الهروب غير أنهم رأوا أناس هاربة فهربوا ظنا منهم أن انفجار حدث فيما كان بعضهم يقول بوجود عبوة ناسفة وآخر حزام ناسف وبعضهم يتحدث عن وجود ألغام، مما تسبب بسقوط عدد من الجرحى جراء عملية التدافع الكبيرة.

 

وأفادت المصادر عن وقوع سرقات عدة أثناء عملية التدافع وضياع ممتلكات شخصية بلغت عشرات الجنابي الثمينة والتي تزيد عن 150 جنبية، فضلا عن مسدسات شخصية تصل لأكثر من 30 مسدس وآليات كانت محملة على أكتاف بعض الحضور الذين فروا هاربين.

 

وأكدت المصادر أن عدد من القيادات الحوثية ومسؤولين كبار فروا هاربين في ذات الموقف، متناسين ما كانوا يقولونه للحاضرين قبيل يوم من الفعالية "اذهبوا لأجل محمد واثبتوا لأجل رسول الله" لكنهم كانوا أول الهاربين، في الوقت الذي حسروا فيها هواتفهم وممتلكات شخصية.

 

وبحسب المصادر فإن رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام بمحافظة إب عقيل فاضل فقد مسدسه الشخصي في الحادثة.

 

واستمرت عملية البحث عن المفقودات بعد الجلبة التي شهدها الميدان مما تسبب بفقدان ممتلكات شخصية وأخرى ثمينة خصوصا "الجنابي" المعروفة بقيمتها الثمينة، رافق ذلك فقدان أطفال في الحادثة تم التعرف عليهم في وقت لاحق.


اقراء ايضاً