الجمعة 2024/09/20 الساعة 06:47 PM

مركز دراسات: اتفاق الرياض خطة إماراتية للبقاء في اليمن

الثلاثاء, 12 نوفمبر, 2019 - 05:08 مساءً
مركز دراسات: اتفاق الرياض خطة إماراتية للبقاء في اليمن

[ يرى مراقبون أن اتفاق الرياض خطة إماراتية لتفخيخ الشرعية اليمنية وترسيخ النفوذ الإماراتي ]

المهرة خبور -  متابعة خاصة

أكد تقرير أعده مركز الجزيرة للدراسات أن اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية وما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي جاء نتيجة خطة إماراتية للبقاء بشكل غير مباشر في اليمن.


واعتبر التقرير أن خطة أبو ظبي لم تسر على الوجه الأكمل كما أرادت، لكن ومع ذلك من المبكر الحديث عن فشل الخطة أو الاتفاق، لأن الدور الإماراتي لم ينته في اليمن بعد.


• ما القصة؟

وقعت الحكومة اليمنية وثيقة مع المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يطالب بانفصال جنوب اليمن، سميت باتفاق الرياض، الذي أبرم في العاصمة السعودية، الرياض، في 5 نوفمبر 2019.


وقال تقرير مركز الجزيرة إن الوثيقة تهدف -بحسب رعاتها وهم: الحكومة السعودية والإماراتية- إلى إنهاء النزاع السياسي/العسكري في جنوب اليمن.


كما يهدف الاتفاق إلى إعادة تشكيل الحكومة الشرعية، وتنظيم عمل القوات العسكرية جنوب وغرب اليمن، على أن تدمج تلك القوات ضمن المؤسسات الرسمية للحكومة، ويتم تفعيل مؤسسات الدولة في عدن، العاصمة المؤقتة لليمن.


وتساءل التقرير عن فرص نجاح هذه الوثيقة في إحلال الأمن والاستقرار، وقدرتها على مواجهة التحديات والمخاطر.


• السياق السياسي والعسكري

ويقول التقرير: على مدى أكثر من شهرين تم ترتيب هذا الاتفاق بسرية شديدة من قبل الحكومة السعودية، وكان الأمر أشبه بوثيقة غير نهائية، وكان تعديل الوثيقة، يتم بالتشاور مع طرفيها، اللذان لم يلتقيا وجهًا لوجه خلالها، قبل فرض نسختها النهائية بالشكل الذي أخرجت فيه.


وأتى الاتفاق كنتيجة مباشرة للاشتباكات التي حدثت في عدن وانتقلت إلى محافظتي أبين وشبوة الجنوبيتين، في أغسطس الماضي، وجرت تلك الاشتباكات بين قوات المجلس الانتقالي وقوات تابعة للرئيس عبد ربه منصور هادي.


وجرت التطورات العسكرية نتيجة تراكمات تمتد لفترات زمنية طويلة، تداخلت فيها مصالح أطراف عديدة داخلية وخارجية. ومن خلال الوقائع على الأرض، يبدو أن الإمارات لم تكن تريد أن تنهي دورها وطموحاتها في اليمن، وإنما التكيُّف مع الضغوطات التي تتعرض لها.


ولفت التقرير إلى أن أبو ظبي أرادت تحويل الوجود العسكري المباشر إلى وجود سياسي غير مباشر، عبر القوى المحلية التابعة لها، والقوات العسكرية التي تنوي إبقاءها.


ووفق التقرير، فإنه يمكن استشفاف ملامح الخطة الإمارتية في النقاط التالية:

- الإيعاز إلى قوات المجلس الانتقالي والنخبة الشبوانية بالسيطرة على أكبر قدر ممكن من مناطق الجنوب، وبالذات محافظة عدن.


- فرض أمر واقع يتم بمقتضاه الاعتراف بسيطرة هذه القوات (المجلس الانتقالي، والنخبة الشبوانية) على مناطق الجنوب.


- الذهاب إلى المفاوضات لترسيخ هذا الوجود بشكل شرعي، وإجبار الرئيس هادي على تعيين مسؤولين لهذه المناطق تابعين للمجلس الانفصالي.


- إعادة تشكيل السلطة الشرعية من خلال تعيين أنصار الإمارات من الانفصاليين الجنوبيين وأعضاء المؤتمر الشعبي الموالين لها في الحكومة الشرعية.


• فرص النجاح وعوامل الإخفاق


وأكد تقرير مركز الجزيرة للدراسات أنه يمكن للاتفاق تحقيق أهداف صغيرة وجزئية، كتجميد الصراع العنيف في المناطق الجنوبية، ومحاصرة بؤر النزاع المتوقع حدوثها.


وأفاد بأن هذا الهدف سيتحقق في حال كان الوجود العسكري والسياسي والإداري السعودي كثيفًا وفاعلًا بما يكفي.


أما الأهداف الكبيرة، ومنها إنهاء النزاع السياسي/العسكري بين الأطراف الجنوبية المتصارعة، فإنه أمر في غاية الصعوبة، كون الصراع معقَّد، وله جذور تاريخية.


ويشير التقرير إلى أنه من الصعوبة تنفيذ بنود الاتفاق المتعلقة بإعادة تشكيل القوات العسكرية والأمنية وضمِّها لوزارتي الداخلية والدفاع.


ولفت تقرير مركز الجزيرة للدرلسات إلى أن ما سيحدث هو تشكيل قوات الوزارتين من القوى المتصارعة، ومن الصعب دمج القوى المتصارعة داخل مؤسسات الدولة وتحويلها إلى قوات محترفة.


وأشار إلى أن الحوثيين سيستفيدون من هذا الوضع عبر الظهور بمظهر المدافع عن سيادة ووحدة اليمن، وأن حالات كهذه ستؤدي إلى إضعاف المؤسسات الرسمية وتفكيكها، وخلق الانقسام داخلها عبر تعدد الولاءات.


وتوقع التقرير ألا ينجح الاتفاق في تفعيل عمل مؤسسات الدولة في عدن كما نص على ذلك، لأنَّ عملاً من هذا القبيل يتطلَّب فترة زمنية طويلة من الاستقرار والهدوء.


ومع وجود المشروع الانفصالي، والذي لا يُتوقع أن تدخل السعودية في صراع علني ضد أنصاره -كما ورد في التقرير- فإنه يصعب تحويل مدينة عدن إلى عاصمة مؤقتة للدولة.


وعليه، فإنَّ من غير المتوقع أن يمارس مجلس النواب دوره، أو أن يستقر رئيس الدولة وجميع الوزراء في عدن، على الأقل خلال الفترة المقبلة.


كما توقع تقرير مركز الجزيرة أن يسهم الاتفاق في تجميد الصراع في المناطق الجنوبية، لكنَّه لن يحلها ولن يقوي مؤسسات الدولة بالشكل الذي يجعلها تقوم بدورها كسلطة شرعية.


ولفت إلى أن إشراك القوى الانفصالية في مؤسسات الدولة، التي لا يعترفون بها ويسعون إلى تفكيكها، يُعدُّ عملًا متناقضًا مع فكرة قيام سلطة شرعية للجمهورية اليمنية.


ووصف كل ذلك بأنه يصب في صالح الحوثيين، الذين سيستفيدون من هذا الوضع بحشد القوى اليمنية المعارضة للانفصال وراءهم، والظهور بمظهر المدافع عن سيادة ووحدة اليمن.


اقراء ايضاً