الرئيس هادي يلتقي وكيل الخارجية الأمريكي ويؤكد تطلع اليمن لسلام دائم وليس إلى ترحيل الأزمات
[ هادي خلال لقائه وكيل الخارجية الأمريكي ]
أعلن الرئيس عبد ربه منصور هادي، أمس، أن اليمن تتطلع إلى سلام دائم وليس ترحيل الأزمات، وأن حكومته تسعى جاهدة إلى تحقيق ذلك الهدف، بالتعاون مع دول الإقليم والمجتمع الدولي.
وقال أثناء استقباله وكيل وزارة الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية، ديفيد هييل، والوفد المرافق له: "كنا وما زلنا وسنظل دعاة سلام ووئام وفي سبيل ذلك قدمنا التضحيات الجسيمة لمصلحة وطننا وشعبنا وسنعمل على تحقيق ذلك الهدف والخيار الذي يتطلع إليه شعبنا في أن يرى سلاماً دائماً ومستداماً وليس ترحيل الأزمات".
وذكر هادي أنه وجّه تحذيرات مبكرة للولايات المتحدة والمجتمع الدولي من التدخلات الإيرانية في اليمن والمنطقة العربية بشكل عام و"سعيها للسيطرة على الملاحة في مضيق هرمز وباب المندب".
وأشاد بمواقف الولايات المتحدة الأمريكية في هذا الصدد ودعمها للحكومة اليمنية وشرعيتها الدستورية في مختلف المراحل والتأكيد على وحدة اليمن واستقراره وثوابته الوطنية. وذكرت وكالة "سبأ" الحكومية أن لقاء هادي مع ديفيد هييل تناول جملة من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك ومنها ما يتصل بأوضاع اليمن وآفاق السلام الممكنة والمتاحة، دون أن تتطرق لتفاصيل أكثر عن فحوى اللقاء والقضايا التي نوقشت فيه.
وذكرت أن هادي حمّل هييل نقل تحياته للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ووزير الخارجية، مايك بومبيو، وأشار إلى "عمق العلاقات المميزة بين البلدين الصديقين ومجالات التعاون والشراكة في مختلف الملفات، فضلاً عن التعاون الإستراتيجي في مواجهة التطرف والإرهاب والتدخلات الإيرانية في اليمن والمنطقة وتهديدها للأمن والسلام العالمي بصورة عامة".
وأوضحت أن هادي استعرض واقع اليمن الراهن والتطورات التي تشهدها الساحة اليمنية، وشدد على ضرورة "تحقيق السلام المبني على المرجعيات الأساسية الثلاث المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن رقم 2216 للعام 2015".
ونسبت إلى وكيل وزارة الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية تأكيداته لدعم الولايات المتحدة الأمريكية لليمن ووحدته وثوابته وأمنه واستقراره. وقالت إنه "ثمن التعاون الإيجابي بين الولايات المتحدة واليمن في مواجهة التحديات، ومنها مخاطر التطرف والإرهاب والتدخلات الإيرانية في اليمن والمنطقة، واستغلالها السيئ لظروف الحرب في اليمن"، مؤكداً مواصلة التعاون والتنسيق بين البلدين الصديقين لتحقيق كافة التطلعات وتحقيق الأهداف المشتركة.
إلى ذلك، قالت صحيفة "القدس العربي" إنها علمت من مصدر حكومي يمني أنه يعتقد أن وكيل وزارة الخارجية الأمريكية حمل نسخة محدّثة من المبادرة الأمريكية التي كان مايك بومبيو قد طرحها مطلع العام الجاري، لحل مشكلة اليمن وأثارت جدلاً واسعاً في أروقة حكومة الرئيس هادي لما اعتبرته انتقاصاً من شرعيتها ودعماً للانقلابيين الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء.
وأوضح أن الإضافات الجديدة للمبادرة الأمريكية ربما شملت مستجدات الوضع في الجنوب اليمني، بعد سيطرة مليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي، ذي التوجه الانفصالي بدعم من الإمارات، على العاصمة المؤقتة عدن والعديد من المحافظات المجاورة لها، والتي استعادت القوات السعودية السيطرة على محافظة عدن هذا الأسبوع بعد تفاهمات مع دولة الإمارات بشأنها.
في غضون ذلك، تواصل الحكومة اليمنية مباحثات مع المجلس الانتقالي الجنوبي، في مدينة جدة، برعاية سعودية، ولم تتضح بعد النتائج التي وصلت إليها هذه المباحثات اليمنية إثر التعتيم الكبير عليها، إلا من بعض التسريبات التي تأكد أنها غير دقيقة وتجافي الحقيقة، كما ذكر ذلك الناطق الرسمي باسم الحكومة اليمنية، راجح بادي.
ونفى صحة الأنباء التي تحدثت عن تحديد موعد لتوقيع اتفاق بين الحكومة اليمنية مع المجلس الانتقالي، وكشف راجح بادي عن "عدم تحديد أي موعد لتوقيع الاتفاق، وأن ما يتم تداوله بهذا الشأن عار عن الصحة جملة وتفصيلاً".
ونفى الناطق الحكومي اليمني بشدة ما تم تداوله في بعض وسائل الإعلام اليمنية والعربية بشأن بنود مسودة الاتفاق المتوقع بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي، مؤكداً "عدم صحة كل ما يتم تداوله بهذا الشأن"، وصفها بـ"التسريبات المشبوهة".
وشدد على أن الحكومة الشرعية اليمنية لن تتنازل عن موقفها المبدئي "الواضح والثابت من كل الثوابت الوطنية"، في إشارة إلى أنها لن تخضع للضغوط الإقليمية عليها وبالذات من الإمارات من أجل القبول بتوقيع اتفاق مع المجلس الانتقالي الجنوبي، ينتقص من الشرعية الحكومية ويشرعن للمجلس الانتقالي تمرده على السلطة الشرعية في البلاد.