ما علاقة الإمارات وقادة "الانتقالي" باغتيال محافظ عدن الأسبق و90 شخصية في عدن؟ تقرير الخبراء يجيب
[ اغتالت الأمراء وحلفاؤها عددا كبيرا من المسؤولين والمواطنين في جنوب البلاد ]
قدمت تحقيقات لصحف أجنبية بارزة خلال الفترة الماضية معلومات وحقائق تشير إلي تورط الإمارات وأذرعها المحلية في عدن في تنفيذ وإدارة موجة الإغتيالات التي شهدتها مدينة عدن (جنوب اليمن) منذ تحريرها من سيطرة مليشيات الحوثين في النصف الثاني من 2015.
لم يتوقف الأمر عند ذلك بل إن متهمين بالمشاركة في تنفيذ عمليات اغتيالات تم القبض عليهم أدلوا في النيابة باعترافات تؤكد تورط القيادي في الإنتقالي هاني بن بريك ومن وراءه الإمارات بعمليات اغتيال طالت شخصيات دينية وسياسية وعسكرية في عدن.
مؤخراً ذهب تقرير الخبراء إلى تأكيد تورط الإمارات ومنظومة شخصيات وتشكيلات مسلحة محلية في تنفيذ عمليات اغتيال وتوقف التقرير طويلاً عند حادثة اغتيال اللواء جعفر محمد سعد محافظ عدن الأسبق والتي كانت هي فاتحة سلسلة الإغتيالات التي شهدتها المدينة خلال ثلاثة أعوام تالية.
قال تقرير الخبراء البارزين، إنه حقق في حالات قتل واغتيال 90 شخصاً من قيادات المقاومة الجنوبية والموظفين الحكوميين البارزين ورجال الدين والعلماء في مدينة عدن جنوبي اليمن في الفترة بين تشرين الاول/ أكتوبر 2015 وأيار/مايو 2019.
وأضاف التقرير المنظور في مجلس حقوق الإنسان في دورته الحالية، أن جميع الحالات التي خضعت للتحقيق كان المستهدفون فيها ينتقدون الإمارات العربية المتحدة والتيار الإنفصالي الجنوبي المدعوم منها ويدعمون بشكل علني الحكومة الشرعية.
وأوضح التقرير أن أول عملية اغتيال وتصفية في عدن، حدثت في ديسمبر 2015 بعد وقت قصير من تحرير المدينة من مليشيات الحوثيين حيث اغتيل محافظ عدن اللواء جعفر محمد سعد.
وأشار تقرير الخبراء إلى أن تنظيم "الدولة الإسلامية" أعلن مسؤوليته عن اغتيال سعد لكن التقرير قال إن القتلة الحقيقيين لم يتم معرفتهم حتى الآن.
ولفت التقرير إلى أن اغتيال جعفر سعد جاء بعد اختيار عيدروس الزبيدي لمنصب محافظ عدن في توافق بين الرئيس والإمارات، مضيفاً "استعيض عن جعفر سعد بالمحافظ عيدروس الزبيدي، الذي تم اختياره بالفعل لهذا المنصب قبل مقتل جعفر".
وأكد التقرير أن فريق الخبراء أجروا "48 مقابلة، 33 منها مع ضحايا وشهود، كما تحقق من 8 مصادر ثانوية وقابل 3 شهود كانوا أعضاء سابقين في الحزام الأمني أو المقاومة والذين حاولت الإمارات العربية المتحدة الضغط عليهم للقيام بعمليات اغتيال لصالحها، كما أجرى فريق الخبراء مقابلات مع 5 ضحايا تم تهديدهم بالقتل من الأطراف المعنية.
تحقق فريق الخبراء من 78 دليلًا منفصلًا تضمنت الموقع وأدلة فوتوغرافية ووثائق بالإضافة إلى مواد مفتوحة المصدر وتقارير وفيديوهات وتسجيلات وكتابات وأيضًا تسجيلات الفيديو للبيانات العامة ذات الصلة والبيانات العامة الأخرى المكتوبة التي أدلى بها المجلس الانتقالي الجنوبي وقيادة الحزام الأمني. كما تلقى الفريق أدلة على عدد من محاولات الاغتيالات والتهديدات".
ونوه بتورط قيادات الانتقالي الجنوبي وقادة اماراتيين في عمليات الاغتيال لتسعين 90 شخصية بارزة في عدن، كانت عملية اغتيال جعفر سعد بداية لسلسلة من الاغتيالات التي فتحت الطريق لإحكام الإمارات والانفصاليين سيطرتهم على عدن والمناطق الأخرى المجاورة وفق التقرير.
الجدير بالذكر أن عيدروس الزبيدي، أعلن بعد إقالته من منصبه كمحافظ لعدن، تشكيل المجلس الانتقالي مع هاني بن بريك، وترأس الأول المجلس الذي جاهر بمعارضة الحكومة وقاد عدة انقلابات ضدها في عدن، تمكن في أخر انقلاب في اغسطس الماضي، من احكام السيطرة على كامل عدن، بدعم وتخطيط وتنفيذ من قوات الإمارات العربية المتحدة، وفق اتهام الحكومة اليمنية للأخيرة.