هجمات أرامكو.. الحوثيون يؤكدون مسؤوليتهم وترجيحات أن مصدرها إيران أو العراق
أكدت جماعة الحوثي اليوم مسؤوليتها عن الهجوم على منشأتي شركة أرامكو السعودية شرقي المملكة، قائلة إنها نُفذت بطائرات مسيرة تعمل بمحركات عادية ونفاثة، وأضاف الحوثيون أنهم قد يستهدفون منشآت الشركة مرة أخرى.
وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع -في تغريدات على حسابه في تويتر- إن "معامل معالجة النفط التابعة لشركة أرامكو السعودية لا تزال في مرماها (جماعة الحوثي)، وقد يتم استهدافها في أي لحظة".
وحذر العميد سريع الشركات والأجانب من البقاء في معامل عملاق النفط السعودي، مؤكدا قدرة جماعته على ضرب أي مكان في المملكة.
وكان الحوثيون قالوا إن سلاح الجو المسير التابع لهم شن عملية هجومية واسعة السبت الماضي بعشر طائرات مسيرة استهدفت مصفاتي بقيق وخريص في المنطقة الشرقية بالسعودية.
مسؤول أميركي
ويأتي تأكيد الحوثيين بعدما نقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن مسؤول أميركي رفيع قوله إنه من المحتمل أن يكون العراق أو إيران مصدر الهجمات على السعودية.
في حين قال مسؤول مخابرات عراقي رفيع لموقع "ميدل إيست آي" البريطاني إن هجمات السبت الماضي تمت بواسطة طائرات مسيرة إيرانية أطلقت من جنوبي العراق.
ونفى المتحدث باسم الحكومة الإيرانية الاتهامات الأميركية الموجهة لها بالمسؤولية عن الهجمات على منشآت أرامكو.
وقال مكتب رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي أمس إن بغداد تنفي ما تم تداوله في بعض وسائل الإعلام عن استخدام الأراضي العراقية لمهاجمة منشآت نفطية سعودية بطائرات مسيرة.
وأشار المسؤول الأميركي الرفيع لقناة "سي إن إن" إلى أن الجانب العراقي كان واضحا بأن الهجوم على منشأتي شركة أرامكو السعودية لم يكن مصدره المجال الجوي العراقي، ملمحا إلى أن إيران قد تكون على الأرجح مصدر الهجوم.
وقال المصدر نفسه -استنادا إلى صور خاصة بالأقمار الاصطناعية اطلعت عليها شبكة "سي إن إن"- إنه من غير المحتمل أن تكون الهجمات قد تمت من اليمن.
وأضاف المسؤول أن الهجمات استهدفت 19 موقعا، وهو ما لا يمكن أن يحدث بواسطة عشر طائرات مسيرة كما يدعي الحوثيون، حسب قوله.
وأشار المسؤول الأميركي إلى تقارير بشأن رصد الكويت طائرة مسيرة في مجالها الجوي قبل الهجوم على السعودية، مضيفا أن المعلومات الاستخباراتية السعودية أشارت إلى هجوم محتمل بصاروخ كروز، وأن الولايات المتحدة لم تتأكد بعد من هذه المعلومات.
وأضافت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن مسؤولين غربيين في المنطقة يتساءلون إن كان من سموهم المتشددين العسكريين في إيران يحاولون إخراج دبلوماسية واشنطن-طهران عن مسارها في حال كانت إيران هي من تقف وراء الهجمات.
معسكرات الحشد
وفي سياق متصل، صرح مسؤول مخابرات عراقي رفيع لموقع "ميدل إيست آي" بأن الضربات التي شلت صناعة النفط السعودية في وقت مبكر أمس الأول السبت تمت بواسطة طائرات مسيرة إيرانية أطلقت من معسكرات للحشد الشعبي في الجنوب العراقي.
وقال المسؤول العراقي إن الهجمات على منطقتي بقيق والخريص كانت ردا على الغارات الإسرائيلية بطائرات مسيرة على معسكرات للحشد ومواكبه في أغسطس/آب الماضي، التي تم تنسيقها وتمويلها من قبل السعوديين.
وأشار المصدر نفسه إلى أن ثمة سببين وراء شن هجمات السبت: الأول رسالة من إيران إلى أميركا وحلفائها بأنه ما دامت الضغوط والعقوبات مستمرة على طهران فلا أحد سينعم بالاستقرار في المنطقة.
وأما السبب الثاني المباشر – حسب المسؤول المخابراتي العراقي- فهو توجيه إيران ردا قويا على الغارات الإسرائيلية الأخيرة التي انطلقت من مناطق تسيطر على وحدات حماية الشعب الكردية (شمال شرقي سوريا) على مواقع للحشد الموالي لطهران.
وذكر موقع "ميدل إيست" أن المخابرات العراقية تعتقد أن الغارات الإسرائيلية خُطط لها عندما زار وزير الدولة السعودية لشؤون الخليج تامر السبهان مواقع وحدات حماية الشعب في يونيو/حزيران الماضي.
أميركا مستعدة
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في سلسلة تغريدات نشرها قبل ساعات إن بلاده على أهبة الاستعداد للرد على الهجوم الذي استهدف البنية التحتية النفطية السعودية.
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو حمّل إيران المسؤولية عن الهجمات على أرامكو، التي تسببت في تعطيل نصف إنتاج السعودية النفطي المقدر بعشرة ملايين برميل يوميا.
وقال ترامب "هناك سبب يدفعنا إلى الاعتقاد بأننا نعرف المرتكب، ونحن على أهبة الاستعداد للرد على أساس عملية التحقق، لكننا ننتظر من المملكة أن تخبرنا من تعتقد أنه سبب هذا الهجوم، وبأي أشكال سنمضي قدما".
وفي سياق متصل، قال وزير خارجية بريطانيا دومينيك راب اليوم إن الهجوم على منشآت النفط السعودية "خطير وشائن وانتهاك سافر للقانون الدولي"، لكنه أضاف أن ثمة حاجة للوقوف على جميع الحقائق بشأن المسؤول عن الهجوم قبل الرد عليه.
في المقابل، صرحت وزارة الخارجية الصينية بأنه من غير المسؤول إلقاء اللوم على طرف ما في الهجمات على منشآت أرامكو دون تقديم حقائق تثبت ذلك.
تجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين أميركا وإيران تدهورت في الفترة الأخيرة عقب تشديد واشنطن عقوباتها على طهران للدفع لإبرام اتفاق نووي جديد بدل الاتفاق المبرم بين إيران والقوى العالمية عام 2015، ووقعت في الأشهر الأخيرة عدة هجمات على منشآت نفطية سعودية وناقلات نفط في مياه الخليج.