ناشطون يسخرون من ميثاق الانتقالي المزعوم ويحملون التحالف مسؤولية العبث الحاصل في البلاد
أنهى المجلس الانتقالي الجنوبي، اليوم الإثنين، حواره الجنوبي، الذي قاطعه العديد من المكونات الجنوبية، بالتوقيع على "ميثاق وطني" يمهد للانفصال عن شمال البلاد.
وآثار الإعلان الكثير من ردود الأفعال الغاضبة والساخرة من الإعلان الذي تقف خلفه الإمارات بهدف تمزيق وحدة اليمن وتحويلها إلى دويلات متناحرة.
ويرى مراقبون أنه طوال السنوات الماضية، لم يتمكن المجلس الانتقالي من تجسيد خطوات عملية تكشف عن أهليته لقيادة النضال نحو الدولة الجنوبية المزعومة، مؤكدين في الوقت ذاته أن كل ما أنجزوه بيانات تتبع بيانات، وشغل نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي ليسوا مناضلين أو زعامات جديرة بقيادة دولة.
وعلق مستشار وزير الإعلام اليمني مختار الرحبي على الوثيقة المزعومة قائلا: لا يرهبكم الانتقالي، ببياناته المكررة وقراراته.
وأضاف: كل فترة يخرج علينا مراهقي الانتقالي، بحدث جديد؛ كأنهم على وشك إقامة الدولة المنتظرة، مشيرا إلى أنهم هذه المرة خرجوا ببيان ميثاق جنوبي وقرارات.
وبين أن هذا النوع من النشاطات النظرية المتكررة، تعكس عجزهم العملي عن إنجاز أحلامهم الوهمية والفارغة. تلك هي الخلاصة.
يتابع الرحبي تغريدات قائل: كلما تأملت حديثا جديدا للزبيدي، أزداد يقينا أن شخصية بهذه المؤهلات المتواضعة، لا يمكنه أن ينجز للناس دولة ولو وقفت معه كل قوى الأرض والسماء.
وأضاف أن إقامة الدول ليس حدث اعتباطي يقوى على تنفيذه رجال هم أقرب لصفة الدراويش منهم لمواصفات المهمات التاريخية ورجالات الدولة...
من جانبه يرى الباحث السياسي عادل دشيلة أن كل القوى السياسية عليها أن تتحمل مسؤوليتها الوطنية وأن ترفض تفكيك البلد.
وأوضح أن سيناريو تفكيك بلدنا وتحويله إلى كانتونات متناحرة قد تم اتخاذه قبل سنوات، بالأمس، تم تسليم صنعاء للحوثي وعدن للانتقالي، والآن يجري تثبيت الأمر الواقع، إذا لم يتم تدارك الموقف من الجميع، فسوف نصحى على بلد مقسم طائفي.
ويفيد دشيلة أن التحالف العربي يقف خلف تفكيك اليمن وتمزيق نسيجه الاجتماعي وتمكين الجماعات المسلحة وإدخاله في صراعات مذهبية ومناطقية مستقبلية. لا مبرر لبقاء مجلس القيادة، فهذا المجلس عبارة عن أداة لتفكيك اليمن.
وأكد على أهمية أن تصحى النخب السياسية وأن تقول لا لعبث التحالف قبل أن يغرق الجميع في دوامة الفوضى!
وفي سياق متصل يقول الكاتب والباحث السياسي ياسين التميمي إن المجلس الانتقالي الجنوبي اختتم اليوم في عدن لقاء تشاوريا لمكونات جنوبية خفيفة الوزن ولا أثر ميداني لها، استمر أربعة أيام، الملتقى انتهى بالإعلان عما أسماه # الميثاق_الوطني_الجنوبي، ضمن وثائق عديدة تمس الكيان القانوني للدولة اليمنية.
ويعتبر التميمي: هذه الوثائق تمثل الأساس النظري للمشروع الانفصالي وإعادة إنتاج دولة شبه فيدرالية، تستلهم التجربة الشمولية لأسوأ الأنظمة القمعية كنظام أبو ظبي الراعي الإقليمي لهذا العبث بالدولة اليمنية، حيث يطغى على الوثائق الحديث عن الدين والإرهاب، في توجه لإنتاج دولة قمعية جديدة جنوب الجزيرة.
ويضيف: هذا النمط من النضال المريح والذي يجري تمويله من مالية الدولة اليمنية وعبر الاستغلال الوقح للمناصب السيادية والتنفيذية التي يشغلها المتورطون في المشروع الانفصالي، بلغ به الكسل حد سرقة التجربة السياسية للجمهورية اليمنية ووثائقها ومنها مخرجات الحوار الوطني الشامل، ومسودة الدستور.
يتابع: ليس هذا فحسب، بل إن هذه الوثائق لا تكتفي بشرعنة الانفصال والمس الإجرامي بكيان الدولة اليمنية، بل إنها تفترض أن الكيان الانفصالي الجديد سيقيم علاقات طيبة مع الجمهورية العربية اليمنية، وهذه مهمة شاقة إذ يلتزم الانفصاليون هناك بإنتاج دولتين وفرضهما على الشعب اليمني.
ويغرد الناشط صالح المهري على الإعلان قائلا: إعادة تشكيل رئاسة المجلس الانتقالي وإضافة نائبين لعيدروس الزبيدي وهما فرج البحسني ممثلا لحضرموت وأبوزرعة المحرمي ممثلا عن لحج ويافع والصبيحة واعتبار ممثلي الانتقالي فيما يسمى بالمجلس الرئاسي 3 أعضاء تأكيد بأن الانتقالي يسعى لمصادرة أصوات أبناء الجنوب لصالح مشروعه.
وبين أن اجتماع الانتقالي في عدن لم يكن ليحدث لولا موافقة سعودية إماراتية أمريكية بريطانية، هذه الدول التي تعمل لتنفيذ أجندات ومخططات تستهدف وحدة البلاد وإصدار ما يسمى بالميثاق الوطني الجنوبي يهدف في كل الأحوال لمصادرة أصوات أبناء المحافظات الشرقية والجنوبية.