تقرير للقدس العربي يسلط الضوء على احتجاجات سقطرى تنديدًا بتسليم إدارة المطار لشركة إماراتية

سلطت صحيفة القدس العربي الضوء على احتجاجات سقطرى تنديدًا بتسليم إدارة المطار لشركة إماراتية.
وأفادت الصحيفة، الجمعة، بأن مطار مطار سقطرى الدولي شهد في محافظة أرخبيل سقطرى أقصى جنوب اليمن، أمس الخميس، وقفة احتجاجية رفضًا وتنديدًا بتسليم إدارة المطار لشركة إماراتية بموافقة من وزير النقل في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، عبد السلام حُميد، ومحافظ سقطرى، رأفت الثقلي، المحسوبين على المجلس الانتقالي الجنوبي (الانفصالي) المشارك في الحكومة، والمدعوم من أبوظبي.
وأشار الموظفون إلى بيانات مذكرات وزارة النقل، ورئيس الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد، والسلطة المحلية، وشركة المثلث الشرقي القابضة، التي تشير إلى إنشاء مركز سقطرى لخدمات الطيران في مطار سقطرى الدولي، والذي يتولى عملية الإشراف الكاملة على المطار وخدماته من خلال شركة المثلث الشرقي القابضة.
واستطرد المحتجون في بيان : «قام جميع موظفي مطار سقطرى الدولي والجهات العاملة بالمطار بوقفة احتجاجية، تعبيرًا عن رفضنا واستنكارنا لقرار إنشاء مركز سقطرى لخدمات الطيران تحت مظلة شركة المثلث الشرقي داخل المطار دون أن يكون هناك تبيين واضح أو اتفاقية وفق لوائح وأنظمة الهيئة العامة للطيران، والتي تضمن حقوق الموظفين وسيادة المطار».
وأكدَّ البيان أن جميع الموظفين مستمرون في الاحتجاجات ضد هذه القرارات، التي تمس بحقوق الموظفين وسيادة المطار، إلى حين إيجاد حلول كفيلة من وزارة النقل والهيئة العامة للطيران.
وفي تصريح لـ«القدس العربي»، قال خاتم الصدقهاوي، رئيس قسم التفتيش والتدقيق بمطار سقطرى: «تفاجأنا بقرارات وزير النقل ورئيس هيئة الطيران المدني ومحافظ المحافظة بتسليم مطار سقطرى إلى شركة المثلث الشرقي، التي يرأسها سعيد الكعبي إماراتي الجنسية، وتعبيرًا عن رفضنا لهذا الأمر قمنا بتنظيم وقفة احتجاجية كموظفي المطار، ورفعنا لافتات عبرنا من خلالها عن استنكارنا لهذا الفعل، ومنعنا موظفي الشركة الإماراتية من دخول المطار، وطالبنا بعدم تكرار ما حصل في قطاعات خدمية أخرى داخل جزيرة سقطرى».
وأضاف موضحًا: «يريدون أن يحصل في المطار نفس ما سبق وحصل في قطاعات خدمية أخرى، كقطاع الكهرباء، حيث تم الاستحواذ على مؤسسة كهرباء سقطرى، وشردوا الموظفين، وكذلك الحال سيطروا على سوق المشتقات النفطية من خلال شركة أدنوك الإماراتية، وسيطروا على الميناء، وأتوا بموظفين من خارج الجزيرة، هنود وأردنيين ومصريين».
واستطرد الصدقهاوي: «في لافتات الوقفة الاحتجاجية عبرنا عن رسالتنا، وهي أن المطار خط أحمر، وسنظل متمسكين به، ولن نسمح لهم أبدًا بدخوله، وسنواصل التصعيد، ولن نتوقف إلا بتحقيق مطالبنا».
وأردف: «سنمنع موظفي الشركة الإماراتية من دخول المطار باستثناء يوم وصول رحلة طيران العربية من أبوظبي الأسبوعية، لكن بقية الأيام لن نسمح لهم بدخول المطار لأن المطار رمز لسيادة بلدنا، ولن نتهاون في الدفاع عنه، وسنظل صامدين حتى تنفيذ كل المطالب؛ ما لم فسنظل في حال استنفار ورفض وتصعيد. نحن لا نريد الشركة الإماراتية في الجزيرة، ولن نسمح لموظفيها بدخول المطار أبدًا، ولن نسمح بدخول المعدات الخاصة بالشركة للمطار مهما كان».
وأكمل: «سيطروا على الكهرباء، وعلى سوق المشتقات النفطية، وعلى الأمن العام، حيث تم تدريب قوات لكي تحميهم؛ ممثلًا في قوات الحزام الأمني، وكذلك إدارة المرور سيطروا عليها؛ باختصار الملف الأمني سيطروا عليه بشكل كامل».
وزاد: «نقول لهم بالفم الملآن إن سقطرى خط أحمر، ولا يمكن لهم أن يحققوا ما يسعون إلى تحقيقه، وسنبقى حجر عثرة أمام مشاريعهم، وسنواجههم بكل ما أوتينا من قوة».
ورفع الموظفون والعاملون في المطار في الوقفة الاحتجاجية شعارات ولافتات معبّرة عن رفضهم لتسليم المطار لشركة المثلث الشرقي، مؤكدين أن المطار منشأة سيادية لا يمكن التصرف بها إلا من خلال الحكومة اليمنية باعتبارها صاحبة السيادة.
وطبقاً لتقارير إعلامية محلية، فقد واجه مسلحو الانتقالي الوقفة الاحتجاجية وعملوا على تفريق المحتجين.
وتسلمت شركة المثلث الشرقي القابضة إدارة مطار محافظة أرخبيل سقطرى، بعد أن كانت قد تسلمت إدارة الميناء البحري، ما يجعلها حاليًا تسيطر على كافة منافذ الجزيرة الجوية والبحرية في الأرخبيل الذي تسيطر عليه الإمارات من خلال مسلحي المجلس الانتقالي الجنوبي، بالإضافة إلى تواجد قوات تابعة لأبوظبي في جزيرة عبد الكوري الواقعة ضمن الأرخبيل، حيث تنشئ أبوظبي قاعدة عسكرية هناك.
ووفق تقارير إضافية، فإن الشركة التي تسلمت إدارة المطار تتولى أيضًا أعمالًا إنشائية في مناطق داخل الجزيرة في سياق تعزيز نفوذ الإمارات هناك من خلال السيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي، بينما لم يصدر عن الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا أي موقف.
ويحتل أرخبيل سقطرى موقعًا استراتيجيًا عند نقطة التقاء المحيط الهندي والبحر العربي، ويمثل المحافظة اليمنية رقم22، ويتكون من ست جزر، أكبرها جزيرة سقطرى، التي تعد أكبر جزيرة في الوطن العربي، وأدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) على قائمة روائع التراث الطبيعي العالمي عام 2008.
وكان مؤتمر سقطرى الوطني قد أدان، مستهل الأسبوع، استحواذ شركة أدنوك الإماراتية على سوق المشتقات النفطية في جزيرة سقطرى مركز الأرخبيل، وفرض أسعار خيالية على صفائح البنزين والديزل وأسطوانات الغاز وصلت إلى 44 ألف ريال لصفيحة البنزين عبوة 20 لترًا و27 ألف ريال لأسطوانة الغاز المنزلي.