الاربعاء 2024/10/02 الساعة 09:14 PM

في يوم اللغة "المهرية".. مثقفون وسياسيون يسلطون الضوء على أهميتها التاريخية والإنسانية

الاربعاء, 02 أكتوبر, 2024 - 06:10 مساءً
في يوم اللغة "المهرية".. مثقفون وسياسيون يسلطون الضوء على أهميتها التاريخية والإنسانية
المهرة خبور -  المهرية نت

 

احتفى مثقفون وسياسيون وإعلاميون، على مواقع التواصل الاجتماعي، بيوم "اللغة المهرية"، باعتبارها جزء لا يتجزأ من تاريخ وتراث اليمن، ولغة رئيسية لأبناء محافظة المهرة، في واحدة من أقدم اللغات السامية الجنوبية الحديثة.

 

وتحت وسم "يوم_اللغه_المهريه، سلط عدد كبير من النشطاء والأدباء والمثقفين، الضوء على أهميتها التاريخية والإنسانية، نظراً لما تمتلكه اللغة المهرية من إرث ثقافي وأدبي يعكس حضارة وقدم هذه اللغة، والتوعية بضرورة الاهتمام بها كواحدة من أقدم اللغات في شبه الجزيرة العربية والعالم.

 

وقال رئيس جامعة المهرة، أنور كلشات المهرين إنه "في الثاني من أكتوبر من كل عام يحتفل أبناء المهرة في الداخل والخارج بلغتهم المهرية العريقة التي تعتبر هوية لهم وخصوصية ثقافية واجتماعية وإرث ثقافي ولغوي وطني يعكس التنوع الثقافي والحضاري في الوطن.

وأضاف "ليحتفل الجميع بهذه المناسبة كل عام لأنها تمثل الإعتزاز بالموروث والتاريخ و العراقة التي تختزلها هذه اللغة العربية الأصيلة".

 

من جانبه، قال محافظ محافظة المهرة، محمد علي ياسر،  غنه "في يوم اللغة المهرية الثاني من أكتوبر من كل عام، يحتفي أبناء المهرة بإرث لغوي عريق يمتد عبر الزمن ويعكس هويتنا الثقافية".

وأضاف "لغتنا المهرية جزء كبير من تاريخنا الغني، وواجبنا الحفاظ عليها ونقلها للأجيال القادمة كونها تمثل أغلى ما نملك وأكثر ما يميزنا".

 

بدوره، قال وزير الإعلام في الحكومة اليمينة، معمر الإرياني، إنه" بكل فخر واعتزاز نحتفي اليوم باللغة المهرية، التي تمثل جزءًا أساسيًا من هويتنا وتاريخنا العريق".

وأضاف "في يوم اللغة المهرية، نتذكر أهمية الحفاظ على هذا الإرث الثقافي الذي تناقلته الأجيال، وهي ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل تاريخ وأصالة وجذور متأصلة في أعماق اليمن".

 

وتابع: "اللغة المهرية ليست فقط كلمات تُقال، بل هي رمز لتراثنا  اليمني المتنوع الغني وصمودنا أمام التحديات التي مرت بها الاجيال.. كل كلمة وكل حرف فيها يحمل بين طياته حكايات أسلافنا، قصصاً عن المهرة وأهلها الكرام  الذين حافظوا على هذه اللغة من الاندثار".

 

بدوره، قال بن عنوش المهري: اللغة المهرية لغةٌ محكية في جنوب الجزيرة العربية، ترجِع بعض الدراسات عمرها إلى 3000 سنة، ومنهم من يرى أن عمرها تجاوز 5000 سنة، منطلقين من مبادئ علم الإنسان والانثربولوجيا. وهي لسان أهل المهرة المنتمين نسبًا إلى: مهرة بن حيدان بن عمرو بن لحاف بن قضاعة.

وقال هزاع السليمي المهري: "المهرية لغة متجذرة وضاربة في عمق التاريخ وقد أشار إلى تواجدها العديد من اللغويين والمؤرخين قديمًا كالهمداني وغيره، فإذا ما أشير إلى قبيلة مهرة أشير إلى لسانهم المستعجم".

أما عبدالله بن غفيلة كلشات فقال: "يعتزّ أهل المهرة بلغتهم، وهم يتناقلونها شفاهةً أبًا عن جد، وهي تحظى اليوم باهتمام كبير على الصعيدين الشعبي والرسمي".

 

الصحفي أحمد الصباحي علق هو الآخر بالقول: "تستعمل المهرية الكاف علامة للمتكلم والمخاطب مثل: سيرك بمعنى سرتُ، واستعمال ( الميم ) علامة لجمع الفعل مثل: سيورم بمعنى ساروا، والوقوف على التاء المربوطة بالتاء بدل الهاء نحو: ساعت بمعنى ساعة، وتنسب المصادر هذا الوقوف إلى لغة حمير.".

الإعلامية سحر درعان كتبت هي الأخرى: "اللغة المهرية إرث ثقافي فريد وهي لغة من أقدم اللغات، والشعر المهري القديم أحد أهم المراجع في اللغة المهرية ويشتهر بوفرة المفردات وفصاحتها والذي ساعد على الحفاظ على اللغة وأصالتها".

والمهرية، واحدةٌ من ست لغاتٍ عربيةٍ جنوبيةٍ متبقية، وهي مشتقة أساساً من اللغة الحميرية الأم، وهي منتشرة بشكل رئيس في محافظتي المهرة وسقطرى شرقي اليمن حيث الوجود العسكري السعودي واحدٌ من التهديدات التي يعيق صمود هذه اللغة.

 

وفي محافظة المهرة موطنها الرئيس، تحاول بعض العائلات جاهدةً الحفاظ على هذه اللغة القديمة، من خلال التحدث بها بشكلٍ دائمٍ وتعليمها إلى الجيل الجديد، غير أنها تفتقر إلى الاهتمام والدعم الرسمي من الحكومة، فضلاً عن المعوقات الأخرى التي فرضتها الحرب والتواجد العسكري في المحافظة.

 

تشير التقديرات إلى أن هناك ما بين 100 ألف و200 ألف يتحدثون اللغة المهرية، أغلبهم في المناطق الشرقية لليمن تحديداً في محافظة المهرة، وأجزاء من محافظة ظفار غرب عمان، وبأعدادٍ أقل جنوبي السعودية ودول الخليج الأخرى.

 

وبالرغم من غناها الثقافي والأدبي، تصنف اليونسكو "المهرية" على أنها "بالتأكيد لغة مهددة بالإنقراض"، مما يعني أنه لم يعد يتعلّمها الأطفال كلغةٍ أم في المدارس أو الجامعات، وإنما بات تدريسها يقتصر على اهتام بعض العائلات بها وتمسكهم بهذا الإرث التاريخي العظيم.

 

وفي الثاني من شهر أكتوبر من كل عام، اعتمدت السلطات المحلية في محافظة المهرة اليمنية، هذا اليوم ليكون يوما للاحتفال باللغۃ المهريۃ وذلك تزامنا مع إشهار مركز اللغۃ المهريۃ للدراسات والبحوث في الثاني من أكتوبر 2017


اقراء ايضاً