اكتشاف جين نادر يجعل حامليه يكتفون بـ6 ساعات من النوم
لطالما قوبل الأشخاص الذين يزعمون أنهم يحتاجون فقط إلى أقل من خمس ساعات من النوم يوميا بالسخرية، لكن دراسة جديدة تشير إلى أن هناك جينا يوقظهم.
بينما يحتاج معظم الناس إلى حوالي ثماني ساعات من النوم كل ليلة، ويشعرون بالنعاس وعدم الراحة إذا لم يحصلوا عليها، إلا أن الأشخاص الذين "ينامون لوقت قصير" يمكنهم الشعور بالراحة بعد ست ساعات فقط، وفقا لما أفادت به صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
باحثون من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو اكتشفوا أكثر من 50 عائلة تحتاج إلى أقل من ست ساعات ونصف من النوم. وقاموا بدراسة إحدى العائلات، وعزلوا الطفرة الجينية التي يعتقدون أنها مسؤولة عن الأمر.
ومن المحتمل أن يكون الجين المسؤول الذي يدعى ADRB1 مسؤول عن زيادة نشاط خلايا المخ التي تعزز من اليقظة، ما يسمح لهم بالبقاء مستيقظين لفترة أطول.
وفي عائلة "الذين ينامون لفترة قصيرة"، كان الجميع يتشاركون في الطفرة الجينية، في حين لم يكن لدى أقاربهم الذين ينامون لفترة أطول ذلك. علاوة على ذلك عندما قام العلماء بتعديل الجين ذاته في الفئران ناموا لمدة 55 دقيقة أقل من الفئران العادية.
وقال الدكتور لويس بتاك، الأستاذ المشارك في قسم أمراض الأعصاب: "من الرائع أن نعرف القليل عن النوم، خاصة أن الشخص العادي يقضي ثلث حياته في النوم، يعد هذا البحث بمثابة واجهة جديدة مثيرة تسمح لنا بتشريح مدى تعقيد الدوائر في الدماغ وأنواع الخلايا العصبية المختلفة التي تسهم في النوم واليقظة".
ويعرف العلماء الكثير عن جينات إيقاعات الساعة البيولوجية وساعات أجسادنا الطبيعية، إلا أنه لم يكن معروفا عن الجينات التي تنظم مقدار النوم الذي يحتاجه الناس حتى اكتشفت الأسرة الأولى من الذين ينامون لفترة قصيرة قبل عقد من الزمن.
إن حقيقة أن جميع أقارب الدم يشاركون الميل ذاته إلى النوم لمدة تقل عن ست ساعات ونصف الساعة تشير إلى أن لديهم جينا مشتركا، ثم جاءت المزيد من العائلات، مع عودة النوم القصير لجيلين أو ثلاثة أجيال، وبدأ البحث في تسلسل جينات إحدى هذه العائلات.
وأظهرت النتائج التي نشرت في مجلة نيورون أن الجين ADRB1 كان مختلفا في أفراد الأسرة التي أبلغت عن نومها لفترة قصيرة.
وقالت الصحيفة إن اكتشاف جين مهم للحفاظ على الناس مستيقظين قد يؤدي إلى عقاقير جديدة تساعد الناس على النوم، لكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث للعثور على أسباب وراثية أخرى للنوم القصير.
وبالنسبة إلى الأبحاث المستقبلية، يخطط الفريق لمعرفة كيفية عمل بروتين ADRB1 في أجزاء أخرى من الدماغ.