الخارجية الكندية تثير قضية الجبري مع السعوديين وواشنطن ترفض اضطهاد عائلته
قال وزير الخارجية الكندية إنه سيثير قضية محاولة اغتيال ولي العهد السعودي لضابط الاستخبارات السعودي السابق سعد الجبري في كندا مع نظيره السعودي، في حين انتقدت الخارجية الأميركية التنكيل بعائلة الجبري.
جاء ذلك بعد يوم من الكشف عن الدعوى القضائية التي رفعها الجبري أمام القضاء الأميركي، التي يتهم فيها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بمحاولة اغتياله في كندا وأميركا.
وقال وزير الشؤون الخارجية الكندي فرنسوا فيليب شامباني إنه "سيثير قضية سعد الجبري مع نظيره السعودي في أقرب فرصة ممكنة".
وأضاف شامباني -في مقابلة مع صحيفة "غلوب وميل" الكندية- أنه سيطلب من المؤسسات الكندية المختصة إطلاعه على تفاصيل قضية الجبري قبل لقائه القادم مع نظيره السعودي.
وأكد الوزير الكندي أنه لم يكن يعلم بقضية الجبري عندما أعلن قبل 4 أشهر الموافقة على استئناف الصادرات العسكرية للسعودية، التي تم تعليقها بعد اغتيال خاشقجي، ومنها صفقة عربات مدرعة بلغت قيمتها 14 مليار دولار.
وأنذر الوزير الكندي بأنه عندما تتدخل أي دولة في الشأن الداخلي الكندي فسيكون رد الفعل قويا، مشددا على أن التدخل في شؤون بلاده أمر غير مقبول، ولا يمكن التسامح معه.
- شريك موثق
وكانت الخارجية الأميركية ثمنت في وقت سابق جهود الجبري، ووصفته بأنه كان شريكا موثوقا فيه للإدارة الأميركية في قضايا مكافحة الإرهاب.
وجاءت رسالة الخارجية الأميركية ردا على رسالة أخرى كان أرسلها أعضاء في الكونغرس الشهر الماضي، طالبوا فيها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالعمل على الإفراج عن أبناء سعد الجبري.
وجاء في الرسالة -الموقعة من رايان كالدهال مساعد وزير الخارجية بالوكالة- أن سعد الجبري يعد شريكا تثمنه الحكومة الأميركية وعمل معها عن قرب لضمان أمن وسلامة الأميركيين والسعوديين.
وأضافت الخارجية أنه لسنوات كان الجبري شريكا للسفارة الأميركية في الرياض في جهود مكافحة الإرهاب، والحكومة الأميركية تقدر مساهماته للحفاظ على أمن مواطنيها.
وأوضحت الخارجية الأميركية أنها قلقة مما يقال عن أنشطة أدت إلى فرار الجبري إلى كندا.
وأكدت أن أي اتهامات بإساءة التصرف ضد الجبري يجب التعامل معها من خلال القنوات القضائية وبشفافية، وأن أي اضطهاد لأفراد عائلة الجبري أمر غير مقبول، مشيرة إلى أنها طالبت مرات عدة السلطات بتوضيحات بشأن اعتقال أبناء الجبري.
- دعوى الجبري
وكان الجبري رفع أمس دعوى قضائية في واشنطن ضد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، يتهمه فيها بأنه أرسل فريقا لاغتياله في أميركا وكندا سعيا وراء تسجيلات مهمة.
وتتهم الدعوى ولي العهد السعودي -الذي تشير إليه بمحمد بن سلمان- بتشكيل فريق لترتيب قتل الجبري من 3 أشخاص، هم: بدر العساكر وسعود القحطاني وأحمد العسيري، وكلهم من كبار مساعديه.
وتؤكد الدعوة أن محمد بن سلمان أرسل فريقا لاغتياله خلال إقامته في مدينة بوسطن الأميركية عام 2017، وأنه حاول على مدى أشهر نشر عملاء سريين في الولايات المتحدة في محاولة لتعقب مكان الضابط السابق.
وبعد فشل تلك المحاولات، أرسل ولي العهد السعودي فريقا آخر لاغتيال الجبري في كندا، وذلك بعد أسبوعين من اغتيال الصحفي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018.
وتضمنت الدعوى القضائية نص رسالة من ولي العهد السعودي يطلب فيها من الجبري العودة خلال 24 ساعة وإلا سيقتل.
وتشير أوراق الدعوى -التي اطلعت عليها الجزيرة نت تفصيلا- إلى أن سعد الجبري يتهم محمد بن سلمان بالسعي لقتله لمنعه من تقويض علاقاته الخاصة مع الولايات المتحدة وإدارة الرئيس ترامب.
وتقول الدعوى إن استهداف المدعى عليه محمد بن سلمان للجبري يؤثر بصورة مباشرة على المصالح الأميركية، لأن ولي العهد السعودي يرى أن علاقات الجبري الوثيقة مع مجتمع الاستخبارات الأميركي تقف في طريقه لتعزيز النفوذ والسلطة بين المسؤولين في الحكومة الأميركية.
وأضافت أن سعد الجبري شكل تلك العلاقات الوثيقة مع الولايات المتحدة بعد أن جعل السعودية أحد أهم شركاء واشنطن في مكافحة الإرهاب على الصعيد العالمي وداخل المنطقة.
وأشارت إلى أن هذه الروابط أسهمت في إنقاذ حياة مئات -وربما آلاف- الأميركيين بسبب إحباط الجبري ومساعديه خطة لتنظيم القاعدة لتفجير طائرتي شحن متجهتين إلى الولايات المتحدة.