إصابة العشرات منهم والملك سلمان يعزل نفسه بجزيرة.. كورونا يصل حكام السعودية وأميركا تسجل ألفي وفاة لليوم الثاني
[ الملك سلمان عزل نفسه في قصر بجزيرة عند البحر الأحمر وفقا لصحيفة "نيوريورك تايمز" (رويترز) ]
كشف تقرير في صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن وصول وباء كورونا إلى العائلة الحاكمة بالسعودية وإصابة العشرات من أفرادها بالفيروس، في حين سجلت الولايات المتحدة لليوم الثاني على التوالي نحو ألفي وفاة.
وأشار تقرير الصحيفة إلى أن 150 من أفراد العائلة الحاكمة في السعودية أصيبوا بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وأن أمير الرياض فيصل بن بندر بن عبد العزيز آل سعود أحد المصابين، وأنه موجود حاليا في العناية المركزة.
كما أشار إلى أن الأطباء في مستشفى الملك فيصل التخصصي الذي يُعالج فيه أفراد الأسرة الحاكمة وُضعوا في حالة تأهب، وطُلب منهم الاستعداد لاستقبال كبار الشخصيات.
ووفقا لرسالة بعثتها إدارة المستشفى للأطباء، قالت "نيوريورك تايمز" إنها اطلعت عليها، يجري تجهيز نحو 500 سرير في المستشفى، وطُلب أيضا من العاملين فيه إجلاء المرضى الحاليين في أسرع وقت ممكن لإفساح المجال أمام معالجة أفراد الأسرة الحاكمة.
وكشفت الصحيفة أن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز عزل نفسه في قصر بجزيرة عند البحر الأحمر قرب جدة بعد تفشي الوباء، وأن ولي عهده الأمير محمد بن سلمان وبعض الوزراء عزلوا أنفسهم أيضا في منطقة نائية قرب البحر الأحمر.
وفيات جديدة بأميركا
من جهة أخرى أعلنت جامعة جونز هوبكنز أن الولايات المتحدة سجلت لليوم الثاني على التوالي نحو ألفي وفاة بفيروس كورونا. وأضافت أن عدد وفيات الفيروس في البلاد بلغ نحو 14.700 وفاة.
كما أعلنت الجامعة تسجيل 24.634 إصابة جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية، ليصل الإجمالي إلى أكثر من 429 ألفا.
وبهذه الحصيلة الجديدة أصبحت الولايات المتحدة في المرتبة الثانية عالميا من حيث عدد الوفيات الناجمة عن الفيروس، إذ تخطت إسبانيا (14.555 وفاة)، لكنها لا تزال خلف إيطاليا التي سجّلت لغاية اليوم 17.669 وفاة.
وفي السياق نفسه، سجلت بريطانيا أكثر من 930 وفاة جديدة، وهو أعلى عدد وفيات يومي تسجله البلاد، ليرتفع الإجمالي إلى أكثر من 7000 وفاة.
وقال مكتب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أمس الأربعاء إن حالته الصحية تتحسن على نحو مطرد، بينما يخضع للعلاج في وحدة العناية المركزة بسبب إصابته بفيروس كورونا.
وكان جونسون قد أدخل مستشفى "سانت توماس" مساء الأحد متأثرا بارتفاع مستمر في درجة الحرارة مع سعال، مما استدعى نقله إلى وحدة العناية المركزة يوم الاثنين.
وفي السويد قال مراسل الجزيرة إنه تم تسجيل 96 وفاة جديدة خلال الساعات الـ24 الأخيرة، إضافة إلى 726 إصابة جديدة.
وفي النرويج سجلت 147 إصابة جديدة بفيروس كورونا لتصل الإصابات إلى 6010.
حصيلة عالمية
وأودت جائحة فيروس كورونا المستجد حتى الآن بحياة نحو 83 ألف شخص في جميع أنحاء العالم، بالتوازي مع بدء عودة الحياة إلى طبيعتها في مدينة ووهان الصينية مهد الوباء.
وتم حتى يوم أمس الأربعاء تشخيص إصابة نحو 1.5 مليون شخص بشكل رسمي في 192 دولة ومنطقة منذ بداية الوباء. ومن بين هذه الحالات تعافى ما لا يقل عن 275.5 ألف شخص من هذا المرض.
ومع ذلك، فإن هذا العدد لا يعكس سوى جزء صغير من عدد المصابين فعليا بالعدوى، إذ يلجأ عدد كبير من البلدان الآن فقط إلى فحص الحالات التي تتطلب رعاية في المستشفى.
ووهان تستعيد بهجتها
وفي ووهان البؤرة التي انطلق منها الفيروس إلى بقية أنحاء العالم، خرج الآلاف إلى الشوارع الأربعاء بعدما رفعت السلطات الإغلاق التام الذي فرض منذ أشهر على المدينة، مما يمنح العالم بعض الأمل رغم أعداد الوفيات القياسية المسجلة في أوروبا والولايات المتحدة.
وتعرضت الصين لانتقادات واسعة لطريقة معالجتها أزمة فيروس كورونا المستجد الذي بدأ تفشيه من ووهان أواخر العام الماضي، ثم انتشر بشكل متسارع فوصل إلى معظم دول العالم تقريبا، وأودى بحياة قرابة 83 ألف شخص، في حين شكّل ضربة للاقتصاد العالمي وزجّ بنحو نصف البشرية في شكل من أشكال العزل.
ومع رفع الإغلاق عن ووهان، بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها حيث اكتظت محطات القطارات والحافلات بالركاب الساعين للخروج من المدينة، وارتدى البعض البزّات الواقية.
كورونا عربيا
وفي خريطة الانتشار العربية لفيروس كورونا، أعلنت وزارة الصحة السعودية تسجيل 272 إصابة جديدة ليرتفع إجمالي الإصابات إلى 2800، وارتفاع الوفيات إلى 41.
وفي سلطنة عمان، أعلنت وزارة الصحة تسجيل 48 إصابة جديدة بكورونا ليرتفع العدد الإجمالي إلى 419 حالة.
وفي الكويت ارتفع إجمالي الإصابات إلى أكثر من 355 بعد تسجيل أكثر من 100 إصابة.
أما في قطر فأُعلن عن تسجيل 153 إصابة جديدة ليرتفع الإجمالي إلى أكثر من 2200 إصابة، وتسجيل 28 حالة شفاء من المرض رفعت عدد المتعافين في الدولة إلى 178 شخصا.
كما أعلنت وزارة الصحة الإماراتية تسجيل 300 إصابة جديدة، ليتجاوز العدد الإجمالي 2659، في حين وصل عدد المتعافين إلى نحو 240.
وفي المغرب ارتفع العدد الإجمالي إلى 1242 إصابة.
وفي الجزائر أعلنت وزارة الصحة تسجيل 12 وفاة و104 إصابات جديدة.
وفي لبنان قالت وزارة الصحة إنه تمّ تسجيل 27 إصابة جديدة بفيروس كورونا ليرتفع العددُ الإجمالي إلى 575.
وقال مراسل الجزيرة في الأردن إن السلطات فرضت حظر تجول شامل يومي الجمعة والسبت ضمن إجراءات لمواجهة فيروس كورونا.
وأعلنت وزارة الصحة العراقية تسجيل 80 إصابة جديدة بالفيروس، ليصل الإجمالي إلى 1202. كما سجلت 4 وفيات جديدة، ليصل الإجمالي إلى 69.
في اليمن، أغلقت السلطات منفذ "الوديعة" البري الحدودي مع السعودية بشكل كلي حتى إشعار آخر، في إجراء احترازي لمواجهة فيروس كورونا.
وكانت لجنة الطوارئ أصدرت أمرا مماثلا بغلق المنفذ بشكل جزئي منتصف مارس/آذار الماضي، واستثنت حينها سيارات الشحن والذين رحلتهم السلطات السعودية.
إجراءات بمصر
قال رئيس الوزراء مصطفى مدبولي اليوم الخميس إنه تقرر تمديد العمل بحظر التجول الليلي 15 يوما حتى 23 أبريل/نيسان لمواجهة انتشار فيروس كورونا.
وأضاف مدبولي أنه تقرر أيضا تخفيف حظر التجول ساعة بحيث يبدأ من الثامنة مساء حتى السادسة صباحا.
وقال -في مؤتمر صحفي بثه التلفزيون- إن الحكومة مددت تعليق الرحلات الجوية أسبوعين آخرين. كما تقرر اقتطاع 20% من رواتب أعضاء الحكومة لمدة ثلاثة أشهر لدعم العمالة غير المنتظمة.
كما فرضت السلطات حجرا صحيا على قرية "المعتمدية" التابعة لمركز كرداسة في محافظة الجيزة.
وأغلقت قوات الأمن جميع الطرق المؤدية إلى القرية، ومنعت الدخول إليها أو الخروج منها. وتأتي هذه الإجراءات بعد تسجيل وفاتين وتسع إصابات على الأقل بفيروس كورونا بين سكان القرية، في حين تتحدث تقارير إعلامية عن عزل نحو 200 شخص كانوا من المخالطين لضحايا الوباء.
أسابيع حاسمة في روسيا
قال الرئيس فلاديمير بوتين إن الأسبوعين أو الثلاثة القادمة ستكون حاسمة في مواجهة تفشي فيروس كورونا.
وأضاف أن بلاده تدرس بعناية تجارب جميع الدول في التصدي للفيروس، وأن لدى روسيا كل الإمكانيات لتجاوز مختلف السيناريوهات المرتبطة بانتشار الوباء لامتلاكها خبرة في تخطي الأزمات، وفق تعبيره.
كما دعا بوتين الحكومة والبنك المركزي إلى العمل بشكل عاجل على برنامج دعم إضافي للقطاعات الاقتصادية والاجتماعية المتضررة من تبعات تفشي كورونا، مشددا على أن الأولوية القصوى الآن تكمن في ضمان استعداد المؤسسات الطبية في جميع أقاليم البلاد.