أمريكا تواصل سحب قواتها من القواعد العسكرية في العراق
سلمت القوات الأميركية اليوم مواقعها إلى القوات العراقية في قاعدة الحبانية الجوية (غرب بغداد)، وجرت عملية التسليم بحضور مسؤولين من الجانبين العراقي والأميركي. وتأتي الخطوة استكمالا لإجراءات أميركية بإخلاء عدة قواعد عسكرية في العراق وتسليمها للجيش العراقي.
وفي وقت سابق اليوم، قال مصدر في قيادة العمليات المشتركة بالعراق إن قوات التحالف الدولي ستسلم قاعدة الحبانية.
وذكر -نقلا عن مسؤولين عراقيين- أن هذه الخطوة تأتي ضمن اتفاق مسبّق، بين الحكومة العراقية والتحالف الدولي للانسحاب الكامل من هذه المعسكرات، بعد أن أصبحت القوات العراقية جاهزة لمواجهة أي خطر جديد لتنظيم الدولة الإسلامية.
وكانت قوات التحالف الدولي قد سلّمت خلال الأيام الماضية معسكرات في محافظات كركوك ونينوى (شمالي البلاد) والأنبار (غربي البلاد)، في خطوة قال التحالف إنها تهدف إلى إعادة تمركز قواته في العراق.
وتضم قاعدة الحبانية الواقعة في محافظة الأنبار وتبعد ثمانين كيلومترا غرب بغداد مطارا وقاعدة وعدة منشآت ومرافق عسكرية.
وأعلنت قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في 26 مارس/آذار الماضي سحب جنودها من قاعدة القيارة الجوية جنوبي الموصل (في محافظة نينوى) وتسليمها إلى القوات العراقية.
وقبل ذلك بنحو أسبوع، غادرت القوات الأجنبية قاعدة القائم (في محافظة الأنبار) على الحدود مع سوريا، بما في ذلك الفرنسيون والأميركيون.
ويؤكد التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة إنه يعيد تمركز قواته في عدد قليل من القواعد الصغيرة".
ويقوم التحالف الدولي أيضا بسحب مئات من مدربيه مؤقتا، ووقف كل التدريبات مع القوات العراقية منذ بداية مارس/آذار الماضي، لتجنب مخاطر تفشي وباء كورونا المستجد بين قواته.
- مخاوف أميركية
وفي سياق ذي صلة، كتبت صحيفة فايننشيال تايمز أن المسؤولين الأميركيين يشعرون بقلق متزايد من أن إيران و"وكلاءها" (في إشارة للفصائل العراقية المسلحة الموالية لإيران) يخططان لشن هجمات واسعة النطاق ضد القوات الأميركية في العراق.
وقالت الصحيفة إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ألمح إلى مخاوف بلاده في الأيام الأخيرة، عبر تحذير طهران من أنها ستدفع ثمنا باهظا، إذا استهدفت المصالح الأميركية.
ونقلت الصحيفة عن محلل إيراني كبير مقرب من المؤسسة السياسية في طهران، أن إيران والمليشيات في العراق ليست خائفة، ومستعدة لاستهداف القوات الأميركية بصواريخ كاتيوشا، مضيفا أن القوات الأميركية ضعيفة للغاية في العراق، وليست آمنة حتى داخل قاعدة عين الأسد (في محافظة الأنبار).
وقالت الصحيفة -نقلا عن خبراء- إن إيران مستعدة لتكبد خسائر ناتجة عن أي رد فعل أميركي قوي، طالما أن إيذاء القوات الأميركية بشكل متكرر، يثني واشنطن عن الاحتفاظ بقوات في العراق.