الخميس 2024/03/28 الساعة 11:05 PM

ماذا أراد حفتر من مهاجمة ميناء طرابلس؟

الخميس, 20 فبراير, 2020 - 12:53 صباحاً
ماذا أراد حفتر من مهاجمة ميناء طرابلس؟
المهرة خبور -  صحف

نشر موقع إخباري إيطالي تقريرا يلقي الضوء على القصف الذي نفذته قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر الثلاثاء على ميناء العاصمة الليبية طرابلس، والأهداف المحتملة لهذا الهجوم الذي جاء في توقيت حرج.


وانطلق تقرير موقع "فورميكي" من رواية قوات حفتر التي تسمي نفسها "الجيش الوطني الليبي"، والتي قال متحدث باسمها إنها قصفت ميناء العاصمة وأغرقت سفينة تركية محمّلة بالأسلحة والذخائر لصالح حكومة الوفاق الليبية.


لكن الموقع قال إن شهود العيان أكدوا أنه لم تغرق أي سفينة في الميناء رغم سقوط إحدى القذائف قرب سفينة شحن محمّلة بغاز الميثان كانت ترسو في تلك اللحظات بالميناء.


واستنتج التقرير أن من بين أهداف إعلان قوات حفتر استهداف سفينة تركية، ممارسة الدعاية والرفع من معنويات القوات التي تهاجم منذ 4 أبريل/نيسان 2019 العاصمة الليبية للسيطرة عليها لكن دون جدوى، على الرغم من أن إعلام حفتر كان يؤكد إمكانية السيطرة على طرابلس في غضون أيام فقط.


- السياق الدولي


ودعا الكاتب إلى تحليل قصف الميناء أيضا في سياق سياسي دولي، مشيرا إلى ارتباطه مع القرار الذي اتخذه الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين الماضي بشأن تكوين مهمة عسكرية أوروبية جديدة لتنفيذ الحظر الأممي على توريد السلاح إلى ليبيا.


ففي الوقت الذي تساعد فيه تركيا عن طريق البحر إقليم طرابلس وخصوصا مصراتة (التي تعتبر مركز الدفاع السياسي والعسكري المناهض لحفتر)، فإن إقليم برقة (شرقي ليبيا) الذي يسيطر عليه حفتر يتلقى الإمدادات العسكرية عن طريق الجو والبر من الإمارات ومصر.


وذكر التقرير أن قرار حفتر قصف ميناء طرابلس في هذا الوقت تحديدا نابع من شعوره بأنه في مأمن من عمليات الرقابة التي ستقوم بها المهمة العسكرية الأوروبية الجديدة، على اعتبار أن السفن الحربية الأوروبية التي ستبحر في شرق المتوسط ستتعرض للسفن المنطلقة من تركيا باتجاه السواحل الغربية الليبية، وبهذا يستغل حفتر الإطار الدولي الجديد الصادر عن أوروبا لقصف ميناء طرابلس زاعما إغراق سفينة تركية تحمل أسلحة إلى حكومة الوفاق، للبحث عن مساحة سياسية جديدة.


وأضاف أن هذه الاعتبارات الافتراضية لها خلفية واقعية، موضحا أن نشر أوروبا سفنا عسكرية وطائرات استطلاعية ومسيّرة قبالة شرقي ليبيا سيسهل بالتأكيد قطع الإمدادات العسكرية المتجهة إلى طرابلس، إلا أنه في الوقت نفسه سيكون من الصعب أن يفضي ذلك إلى إيقاف الدعم العسكري السخي الذي يصل إلى حفتر من الإمارات عبر الجو، ومن مصر عبر البرّ، لا سيما أن المهمة الأوروبية الجديدة لم تتكفل برصد ومكافحة توريد السلاح من هذه الطرق إلا عبر الحديث عن رقابة بالأقمار الصناعية.


ليس هذا فحسب، بل إن الهجوم الذي نفذه حفتر على ميناء طرابلس يعد -وفقا للموقع- انتهاكا إضافيا واضحا لوقف إطلاق النار الذي كان يُفترض أن تجتمع اللجنة العسكرية "5+5" (المكونة من عشرة ضباط يمثلون طرفي الصراع) برعاية من الأمم المتحدة صباح اليوم الأربعاء في جنيف للتفاوض بشأن تحويله إلى وقف دائم لإطلاق النار في ليبيا.

 
- قصف واجتماع


وأضاف التقرير "إذا لم يكن هذا كافيا للدلالة على نوايا اللواء المتقاعد العدوانية التي لا ترى سبيلا لحل الأزمة الليبية سوى الحرب، تجدر الإشارة أيضا إلى أنه في اللحظة التي كان يتعرض فيها ميناء طرابلس للقصف بصواريخ حفتر، كان زعيم مليشيات برقة يلتقي في مقر القيادة بالرجمة السفير الأميركي في ليبيا لمناقشة إمكانية تحويل الهدنة إلى وقف دائم لإطلاق النار".


وأشار إلى أن حفتر كان قد فعل شيئا مشابها لذلك في الأيام الماضية، حينما قصفت قواته مطار معيتيقة المدني في طرابلس -وهو المطار الوحيد في العاصمة الذي يوفر خدمات السفر جوا لنحو ثلاثة ملايين شخص- بالتزامن مع المحادثات التي كان يجريها في ذلك الحين مع وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، أحد أهم المروجين لمهمة الاتحاد الأوروبي الجديدة.


- استهداف النفط والمرافق


ولفت الموقع إلى أن هجوم حفتر على ميناء طرابلس يعني استهداف أحد أهم المرافق في غربي البلاد المخصص جزء مهم منه لتلبية احتياجات المواطنين الليبيين من الوقود، فضلا عن استمرار إغلاق حفتر لحقول النفط الليبية، حيث انخفض الإنتاج الليبي إلى نحو 130 ألف برميل يوميا بعدما كان يتجاوز 1.2 مليون برميل قبيل إصدار حفتر تعليماته بوقف الإنتاج عشية انعقاد المؤتمر الدولي بشأن ليبيا الذي التأم الشهر الماضي في برلين.


وحسب المؤسسة الوطنية الليبية للنفط فإن الخسائر الناجمة عن توقف إنتاج النفط تجاوزت 1.5 مليار دولار، وأصبحت الآن مصدر قلق للأسواق العالمية.


وخلص الموقع الإيطالي إلى القول إن حفتر يستخدم إيقاف إنتاج ليبيا من النفط والهجمات التي يشنها على أهم البنيات التحتية الليبية، من أجل عزل طرابلس وخنقها.


اقراء ايضاً