مدرعات وبلطجية وتفتيش هواتف.. خطة أمنية لمواجهة دعوات إحياء ذكرى ثورة يناير
بدأت السلطات المصرية مبكرا اتخاذ إجراءات سنوية معتادة استعدادا لمواجهة أي محاولات لإحياء ذكرى ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، كما رفعت وزارة الداخلية حالة الطوارئ في جميع قطاعاتها، ومنعت الإجازات بين الضباط والمجندين حتى 31 يناير/كانون الثاني الجاري.
والأسبوع الماضي، دعا المقاول والممثل المصري محمد علي المصريين إلى النزول في كافة الميادين احتفالا بذكرى ثورة 25 يناير، والمطالبة برحيل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وحسب شهود عيان، قامت الشرطة خلال اليومين الماضيين بشن حملة على مقاهي وسط القاهرة القريبة من ميدان التحرير، استهدفت إغلاقها والتثبت من هويات روادها، وهو إجراء اعتادت السلطات القيام به قبيل كل توتر سياسي في الشارع، وآخرها كان استباقا لمظاهرات سبتمبر/أيلول الماضي استجابة لدعوة المقاول والفنان نفسه.
كما عادت ظاهرة توقيف المواطنين في الشوارع المحيطة بميدان التحرير وتفتيش هواتفهم المحمولة وإجبارهم على فتح تطبيقات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر وواتساب.
وتنتشر في محطات مترو الأنفاق -خاصة القريبة من الجامعات- شرطة بلباس مدني وأخرى بزي رسمي، تجبر المواطنين -خاصة الركاب- على عدم انتظار قطارات الأنفاق أكثر من مرة، إذ يضطر ازدحام العربات ركابا لانتظار قطارات أقل ازدحاما فيمكثون في المحطات وقتا أطول.
وتذيع الإذاعة الداخلية لإدارة المترو بيانات تناشد الركاب عدم المكوث بالمحطات لأكثر من قطار، وإلا تعرضوا للغرامات.
وكشف مصدر أمني مسؤول بوزارة الداخلية المصرية للجزيرة عن تفاصيل خطة الوزارة للتعامل مع المظاهرات التي يمكن أن تخرج في ذكرى ثورة 25 يناير.
وقال المصدر الأمني -الذي رفض نشر اسمه- إن "القيادة السياسية طلبت من وزارة الداخلية عمل خطوة استباقية وإجهاض أي محاولة للمظاهرات قبل أن تنطلق، وبث الخوف في نفوس المواطنين ومن يفكر في النزول".
وأضاف أن وزارة الداخلية أصدرت تعليمات لشرطة المرافق والأمن المركزي بإغلاق جميع المقاهي القريبة من الميادين الرئيسية بجميع أنحاء الجمهورية، وفي محيطها قبل 25 يناير.
وأردف قائلا "سيتم بدء تنفيذ هذه الخطة بداية من صباح السبت 18 يناير/كانون الثاني الجاري، حيث سيتم إطلاق حملات على تلك المقاهي، وإغلاق المخالف أو من لا يحمل ترخيصا في جميع ميادين المحافظات الرئيسية"، مشددًا على أن هناك حملات أمنية مكثفة على مقاهي منطقة وسط البلد بمحيط ميدان التحرير.
كما كشف المصدر عن أن وزارة الداخلية بصدد تحريك عدد من المرشدين والبلطجية بجوار الميادين الكبيرة، خاصة ميدان التحرير والشوارع المحيطة به، والإبقاء عليهم تحسبًا للاحتياج إليهم.
وتابع "سيتم إطلاقهم على المتظاهرين حال تجمعهم بأعداد كبيرة، وستتدخل الشرطة بحجة تفريق المشاجرة وتقوم بالقبض على المتظاهرين، بشكل عشوائي".
ووفقًا للمصدر الأمني، سيتم نشر عناصر أمن من المباحث ومكافحة الشغب بلباس مدني في محيط مناطق التظاهر، والقبض على من يُشتبه في نيته التظاهر، كما سيتم نشر سيارات شرطة وناقلات جند ومدرعات فض الشغب في الميادين الرئيسية بالمحافظات، وفي مقدمتها ميدان التحرير (وسط القاهرة).