ليبيا.. قوات "الوفاق": انسحبنا من سرت حماية للمدنيين بعد هجوم متعدد الجنسيات
أعلنت قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية أنها انسحبت جزئيا من مدينة سرت (شرق) لحماية المدنيين وبانتظار التعزيزات، بعدما هاجمت قوات متعددة الجنسيات المدينة أمس، ودعا الممثل الأممي الخاص غسان سلامة الدول الأجنبية إلى الخروج من ليبيا.
وقال طه حديد الناطق باسم قوة حماية وتأمين سرت التابعة لحكومة الوفاق اليوم الثلاثاء إن قواتهم انسحبت من مدينة سرت تجنبا لتعرض المدنيين للخطر، مؤكدا أن الانسحاب جرى دون خسائر في الأفراد أو الآليات، وأن المعركة لم تنته بعد.
وأوضح حديد أن خلايا نائمة من قوات متعددة الجنسيات داخل سرت هاجمت قوات الحكومة أمس، فوجدت الأخيرة نفسها أمام خيار تحول المواجهات إلى داخل الأحياء وبالأسلحة الثقيلة، مما يعرض 120 ألف مواطن للقتل والنزوح.
وتابع "كان بإمكان قواتنا الصمود لأسبوعين وفق إمكانياتها الحالية ودون أي دعم يصل إليها لكن العواقب ستكون وخيمة على المدنيين".
وتتمركز قوات حكومة الوفاق في غرب سرت، في انتظار وصول تعزيزات من مدينة مصراتة، بعد خوضها اشتباكات مع قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
وكان مراسل الجزيرة في طرابلس قد نقل عن مصادر ميدانية أن قوات حفتر سيطرت على أجزاء واسعة من مدينة سرت، كما سيطرت على قاعدة القرضابية الجوية، وعدد من المواقع العسكرية جنوب سرت.
وفي السياق ذاته، أكد رئيس مجموعة الاتصال الروسية المعني بالتسوية الليبية ليف دينغوف في تصريحات صحفية أن حكومة الوفاق تسيطر بالكامل على مدينة سرت، وأنها أسرت عشرات الجنود، واستولت على 20 وحدة من المعدات العسكرية، وقتلت 50 فردا من قوات حفتر.
وكانت قوات حفتر زعمت أمس أنها سيطرت على سرت، وذلك بعد يومين من هجوم صاروخي شنته على مقر الكلية العسكرية في طرابلس، مما أسفر عن مقتل 30 طالبا وإصابة 33 آخرين.
وأعلنت الحكومة الأحد أن الهجوم كان بطائرة مسيرة صينية الصنع زودت بها الإمارات قوات حفتر، لكن الإمارات تنفي دعمها العسكري لحفتر.
من جهة أخرى، قال سلامة إن ليبيا "تعاني كثيرا من التدخل الأجنبي ومن الأسلحة التي تباع لليبيين ومن عمليات عسكرية أجنبية مباشرة في ليبيا ومن الذين يبحثون عن القواعد الدائمة في ليبيا ومن جميع أنواع التدخل المباشر. وكل ذلك يجعل الأمور صعبة للغاية".
وأضاف أنه تطرق للموضوع في مجلس الأمن، وطلب من تلك الدول الخروج من ليبيا وعدم إرسال المزيد من الأسلحة والمرتزقة، لافتا إلى وصول المئات أو الآلاف من المرتزقة إلى البلاد مؤخرا.
ونددت الرئاسة الجزائرية بالقصف الذي تعرضت له الكلية الحربية بطرابلس، وقالت إنها تعتبر العاصمة الليبية خطا أحمر، وذلك عقب لقاء جمع الرئيس عبد المجيد تبون في الجزائر ورئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السراج.
وفي تركيا، عقد حزب العدالة والتنمية الحاكم اجتماعا للهيئة المركزية، وقال على لسان الناطق باسم الحزب عمر جليك إن الجيش التركي دخل ليبيا بدعوة من الحكومة الشرعية هناك، وبسبب التاريخ والمصالح المشتركة في البحر الأبيض المتوسط، وهو ليس قوة احتلال.
وأضاف جليك "من يقف خلف حفتر هم الإمارات والسعودية ومصر وروسيا من خلال شركة فاغنر، بالإضافة إلى فرنسا التي تقدم الدعم بشكل سري، ولكن لن نشتبك نحن أبدا مع أي من هذه الدول".