اغتيال سليماني.. طهران تتوعد وواشنطن تتأهب وتحذر رعاياها في الخليج
شدد قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي على أن قتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني سيتبعه ما سماه انتقاما إستراتيجيا يُنهي الوجود الأميركي في المنطقة، بينما تتأهب واشنطن للرد الإيراني.
وأوضح سلامي أن انتقام إيران سيشمل امتدادا جغرافيا واسعا وسيترك تأثيرات مصيرية، مضيفا أن قتل سليماني سيجرّ انتقاما قاسيا مناسبا لشكل وطبيعة الوجود الأميركي في المنطقة.
من جهته، أكد مساعد سلامي أن انتقام إيران من أميركا حتمي، وأن على واشنطن أن تتوقف عن إرسال ما دعاها الرسائل الفارغة، موضحا أن الثأر لدم سليماني قادم وأن جزءا منه سيكون خارج السيطرة وبيد قادة ثوريين في العالم الإسلامي، حسب قوله.
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قال في وقت سابق إن بلاده لن تنسى الجريمة التي ارتكبتها الولايات المتحدة باغتيالها سليماني. وأضاف خلال زيارته عائلة سليماني لتقديم العزاء، أن واشنطن ستدرك خطأها خلال السنوات المقبلة.
- واشنطن تتأهب
في الجانب الأميركي، نقلت شبكة "سي.أن.أن" عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الاستخبارات الأميركية والبنتاغون مقتنعان بأن إيران سترد على مقتل سليماني خلال أسابيع، وسيبحثان مكان ذلك الرد وزمانه.
ونقلت الشبكة عن مسؤولين في البيت الأبيض قولهم إن مجلس الأمن القومي الأميركي أخطر قادة الكونغرس رسميا بالتقرير المتعلق بعملية قتل سليماني فجر الجمعة خلال عملية عسكرية في محيط مطار بغداد.
كما دعت واشنطن رعاياها في كل من السعودية والإمارات وقطر والبحرين والكويت إلى الحيطة والحذر بسبب التوتر في المنطقة.
وفي تصريحه للشبكة، قال مصدر أميركي مطلع إن إيران قد تنتقم بضرب حلفاء لأميركا في العراق والشرق الأوسط، مضيفا أن أهدافا محتملة أخرى للرد الإيراني مثل القاعدة الأميركية في قطر ومصالح أميركية بالكويت.
وأضافت الشبكة استنادا إلى المصدر، إنه تم رصد تحرك مركبات تحمل صواريخ غراد، وقطع عسكرية، باتجاه قاعدة عين الأسد في العراق.
وحذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب قائلا "إذا هاجمت إيران أميركيين أو مواقع أميركية فسنضرب أهدافا في إيران بسرعة وقوة كبيرتين، وليكن ذلك إنذارا".
وأضاف ترامب "حددنا 52 موقعا إيرانيا سيضربها الجيش الأميركي إذا استهدفت إيران أي أميركيين أو أصول أميركية".
- جهود التهدئة
في هذه الأثناء، نشطت الاتصالات الدولية بين عواصم الدول الكبرى لتطويق تداعيات قتل سليماني، إذ أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الصيني وانغ يي اعتزام بلديهما اتخاذ خطوات مشتركة لتسوية الوضع بطريقة سلمية، وأنهما أبلغا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بذلك.
كما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن على الجميع منع تحويل العراق إلى ساحة صراع بين الأطراف المتنازعة في الأزمات الدولية.
وأجرى مسؤول الأمن والسياسات الخارجية بالاتحاد الأوروبي خوسيه بوريل اتصالا هاتفيا مع ظريف تناول التطورات الأخيرة، مؤكدا الحاجة إلى إزالة التوتر وضبط النفس وتجنب مزيد من التصعيد.