تداعيات الاتفاقية الليبية مع تركيا.. اليونان تهدد وحكومة الوفاق تدرس الرد
قال مصدر مسؤول في وزارة خارجية حكومة الوفاق الوطني الليبية إن ليبيا تدرس خيارات الرد على أي تصعيد من الجانب اليوناني يتعلق بتوقيع ليبيا وتركيا مذكرات التعاون العسكري والبحري بينهما.
وأكد وزير الخارجية في حكومة الوفاق محمد سيالة في اتصال مع سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا أن المذكرة الموقعة مع تركيا تأتي في إطار تعاون ليبيا مع جميع الدول من أجل المصالح المشتركة وفق ما يكفله القانون الدولي، حسب تعبيره.
وتأتي هذه التطورات بعد يوم واحد من استدعاء الخارجية اليونانية سفير حكومة الوفاق لديها، وإمهاله حتى السادس من ديسمبر/كانون الأول الجاري لإبلاغها بتفاصيل الاتفاق الموقع مع تركيا، وهددت بطرده.
في غضون ذلك، أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيره اليوناني نيكوس دندياس محادثات في القاهرة تناولت قضايا إقليمية ودولية، أبرزها مذكرات التعاون الليبي التركي.
وقالت الخارجية المصرية في بيان إن الوزيرين بحثا سبل التعامل مع الأوضاع في المنطقة، ومنها التطورات المتعاقبة على الساحة الليبية، وآخرها توقيع مذكرتي تفاهم بين تركيا ورئيس مجلس الوزراء الليبي فائز السراج.
وأشار البيان إلى توافق الجانبين على ما سمياه عدم شرعية توقيع السراج مذكرات مع دول أخرى خارج إطار الصلاحيات المقررة في اتفاق الصخيرات، وما وصفاه بالتدخل التركي السلبي في الشأن الليبي، بما يتعارض مع مجمل جهود التسوية السياسية في ليبيا، وفق بيان الخارجية المصرية.
وكانت وزارة الخارجية المصرية قد وصفت المذكرة التركية الليبية بأنها معدومة الأثر القانوني، وقالت إن الاتفاق لا يلزم أي طرف ولا يؤثر على منظومة تعيين الحدود البحرية في المتوسط لأنه غير شرعي.
وفي تركيا، قال فؤاد أوقطاي نائب الرئيس التركي اليوم الأحد إن الاتفاقية التي أبرمتها بلاده مع الحكومة الشرعية الليبية فتحت طريقا أمام تركيا.
وأشار أوقطاي إلى أن تركيا أبرمت الاتفاقية مع ليبيا في ظل محاولة قوى دولية حشر تركيا في الزاوية فيما يتعلق بشرقي البحر المتوسط، وقال إن بلاده أبرمت مع ليبيا اتفاقية المنطقة الاقتصادية الخالصة.
وأضاف أن "الاتفاقية التي أبرمناها مع الحكومة الليبية الشرعية فتحت الطريق أمام تركيا في المنطقة الممتدة من تركيا إلى ليبيا، وسنكون شاهدين على نتائج ذلك معا".
والأربعاء الماضي، استقبل الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج في إسطنبول، حيث وقع البلدان مذكرتي تفاهم بشأن التعاون الأمني والعسكري، وأخرى حول السيادة على المناطق البحرية.
وأمس السبت، شدد طيب أردوغان على أن بلاده لن تسحب سفن التنقيب من شرق البحر الأبيض المتوسط، مؤكدا أن الاتفاقية التي أبرمت مع ليبيا ستطبق بجميع بنودها.
وقال إن جميع بنود الاتفاقية بين تركيا وليبيا ستدخل حيز التنفيذ أيضا، وأعمال التنقيب التي نقوم بها سينبثق عنها السلام والازدهار وليس الصراع والدماء.