إيران من تصدير الثورة إلى استيرادها..
حرق وتدمير تماثيل وصور للخميني وخامنئي ومهاجمة مقار حكومية في تظاهرات واسعة
يبدو أن الإيرانيين استلهموا ما يحدث من ثورات في الدول العربية وخصوصاً في العراق ولبنان، وشرعوا في ثورتهم، وبدلاً من تصدير الثورة إلى البلدان العربية، صارت إيران تستورد الثورة منها. وتشابهت أعمال وأساليب المتظاهرين في إيران مع نظرائهم في العراق حيث قاموا بتدمير وإحراق تماثيل وصور الخميني وخامنئي وبقية رموز نظام الحكم، كما قاموا بمهاجمة مقار حكومية وأخرى تابعة للحرس الثوري وأحرقوا بنوك وعدة بلديات.
وتصاعدت الاحتجاجات بشكل كبير في مدن ايران بسبب لجوء الحكومة لرفع اسعار الوقود، حتى إن طهران طلبات من جارتها العراق اغلاق الحدود بين البلدين بسبب تزايد وتيرة المظاهرات.
ورغم أن الاحتجاجات اندلعت بسبب رفع أسعار الوقود إلا أن المتظاهرين رددوا شعارات تندد بتدخلات إيران في العراق ولبنان واليمن، وإنفاق الأموال على دول الجوار فيما يعانون من أزمات اقتصادية.
وأعلن العراق، السبت، 16 نوفمبر/تشرين الثاني إغلاق منفذين حدوديين جنوب وجنوب شرقي البلاد أمام حركة المسافرين، والإبقاء على حركة التبادل التجاري، جراء الاحتجاجات في إيران.
وقالت هيئة المنافذ الحدودية العراقية في بيانين منفصلين إن منفذي الشيب (في ميسان) والشلامجة (في البصرة) الحدوديين يعملان بصورة طبيعية أمام حركة التبادل التجاري فقط، أما فيما يخص حركة المسافرين فقد تم توقف حركتهم من العراق باتجاه إيران.
وأضافت: «جاء ذلك بناء على طلب طهران، بسبب الاحتجاجات في الجانب الإيراني، وجميع المسافرين الذين يرومون للدخول إلى العراق من العراقيين يدخلون بصورة طبيعية وبدون أي تأخير».
وقام بعض المتظاهرين السبت بحرق صورة المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي في مدينة إسلام شهر وهي المدينة القريبة من العاصمة الإيرانية طهران، كما نشرت صور تظهر تدمير وحرق صور الخميني الذي رمزا مقدساً لدى نظام طهران.
وأشعلت القرارات التي اتخذها مجلس اقتصادي رفيع المستوى الغضب في مختلف أنحاء إيران. ويواجه الإيرانيون ضغوطاً اقتصادية منذ قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العام الماضي الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني وإعادة فرض العقوبات الأمريكية على طهران.
وتحدثت وسائل إعلامية إيرانية عن مقتل وإصابة العشرات، ونقلت وكالة أنباء الطلبة عن مسؤول محلي يُدعى محمد محمود أبادي قوله «قُتل شخص في سيرجان ولكننا.. نحقق لمعرفة إن كان قد لقي حتفه على يد قوات الأمن التي كانت تحاول إعادة الهدوء للمدينة».
وتسببت سياسة فرض «الحد الأقصى من الضغط» التي تنتهجها واشنطن ضد إيران في آثار شديدة على عائدات النفط الإيرانية كما تسببت في ركود الاقتصاد وتخفيض قيمة العملة.
وأظهرت مقاطع فيديو نشرها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي الشرطة وهي تطلق قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين في عدة مدن في أنحاء مختلفة من البلاد التي يرى سكانها أن الوقود الرخيص حق لهم.
وفي الغالب يتنقل الإيرانيون في المدن والبلدات بسيارات خاصة أو سيارات أجرة. ونقلت تقارير إعلامية عن الحكومة القول إن تعريفات سيارات الأجرة ووسائل النقل العام لن يطرأ عليها تعديل.
وكان وزير النفط بيجن زنغنه قد قال للتلفزيون الرسمي الجمعة إن الهدف من زيادات الأسعار والتقنين هو «كبح جماح الاستهلاك المتصاعد وتصدير البنزين ومساعدة الأسر الفقيرة».
وقالت الحكومة إن من المتوقع أن تبلغ حصيلة ارتفاع الأسعار نحو 2.55 مليار دولار سنوياً ستضاف إلى مبالغ الدعم الذي تستفيد منه 18 مليون أسرة محدودة الدخل أو 60 مليون مواطن.
ويشعر كثير من الإيرانيين بخيبة الأمل إزاء التخفيض الحاد في قيمة الريال وزيادة أسعار الخبز والأرز وسلع أخرى منذ إعادة فرض العقوبات الأمريكية على البلاد.