شباب تونس يتشاركون الحلم والأمل بعد فوز قيس سعيد بالانتخابات
عندما تجمعت الحشود خارج المسرح المزين بالزخارف الذي يعود إلى الحقبة الاستعمارية في شارع بورقيبة بتونس العاصمة، بعد أن أظهرت استطلاعات الرأي تحقيق قيس سعيد فوزا ساحقا بالانتخابات الرئاسية في ساعة متأخرة من مساء الأحد، حسمت أمل البحريني أمرها على أنها ينبغي أن تكون هناك.
وقالت أمل (22 عاما) إنها ذهبت مساء الأحد للاحتفال موضحة أن الأجواء كانت تشبه أجواء ”الثورة“ وأن الفرحة كانت هائلة.
وأظهرت استطلاعات آراء الناخبين عقب خروجهم من مراكز الاقتراع، أن حوالي 90 في المئة من الناخبين الشباب يؤيدون سعيد، الذي فجّر فوزه موجة من الإثارة شبهتها أمل البحريني وكثير من الطلاب الآخرين خارج جامعة المنار يوم الاثنين بانتفاضة 2011 التي كانت مصدر إلهام لثورات الربيع العربي.
وكان كثير من الشباب، الذين صوتوا لصالح سعيد يوم الأحد، أطفالا عندما خرج آباؤهم وإخوتهم الأكبر سنا إلى الشوارع للمطالبة بالحقوق السياسية.
والآن، بعد سنوات من المصاعب الاقتصادية والحكومات الائتلافية التي تضم كثيرين من الساسة القدامى البارزين في عهد بن علي، ساعد الشباب في انتخاب رجل كان يسير مع المحتجين في ليالي الثورة وأيامها عام 2011.
وتقول أمل، التي كان عمرها 13 عاما وقت الانتفاضة، إنها كانت تشاهد أحداث الثورة على شاشات التلفزيون.
وأوضحت أمل أن الفارق هو أن يوم الأحد كانت سعادة بالغة بينما كانت السعادة ممزوجة بالخوف وقت ”الثورة“ لأنه كانت هناك أحداث عنف.
* ”يخاطب عقولنا وليس بطوننا“
يحظى سعيد بدعم كل من الإسلاميين واليساريين في البلاد على حد سواء. وله آراء اجتماعية محافظة ويركز برنامجه على إعادة تشكيل السياسة بدعم الديمقراطية المباشرة.
وعلى النقيض من سعيد، كان لدى منافسه نبيل القروي منصة دعائية كبيرة، إذ يمتلك محطة تلفزيونية خاصة، وله علاقات بحكومة بن علي القديمة ويواجه محاكمة بتهم فساد ينفيها.
وأطلق تونسيون على القروي لقب ”المعكرونة“ بسبب توزيع حملته الانتخابية مساعدات غذائية، كانت قناة نسمة التلفزيونية المملوكة له تبث لقطات مصورة منها باستمرار.
وتمثل قضايا الاقتصاد والفقر والبطالة موضوعات ساخنة ومُلحة وخصوصا بالنسبة للشباب، الذين يزيد معدل البطالة بينهم عن المعدل على مستوى البلاد.
وبالنسبة لعشرات الطلاب الذين تحدثت إليهم رويترز في الجامعة يوم الاثنين، فإنهم لم يتأثروا بأي شيء قاله سعيد عن الاقتصاد لكن الذي أثار إعجابهم هو سمعته الطيبة وطهارة يده.
وقالت أمل البحريني ”هو نظيف ويمثلنا. نحن نعرف جيدا انه ليس لديه عصا سحرية ولا يمكنه تغيير الوضع الاقتصادي ولكنه يقف مع الحق وإذا يشوف حاجة مش كويسة هكا ولا هكا يوقفها“.
وكانت الفتاة تتحدث أمام كلية العلوم في حرم فرحات حشاد بجامعة المنار القابعة فوق تل يطل على العاصمة التونسية.
وكان ملصق صغير لسعيد ظاهرا خلفها على جدار سور، وكان جميع الطلاب الذين قابلتهم رويترز من مؤيديه.
وقال فتى طويل يرتدي قميصا رياضيا ويدعى ضياء الحق ”كان يخاطب عقولنا وليس بطوننا“.
وأمام كلية الحقوق، حيث كان مقر عمل سعيد لسنوات عديدة حتى تقاعده بعد وقت قصير من الثورة، قالت طالبة حقوق تدعى سندة طوالي (19 عاما) إنها واثقة من سمعته.
وأضافت ”فكرني بأجواء الثورة من غير الغشم والقهرة والعنف في قلبنا، بالعكس هدي طريقة أخري، بالعكس عملت نوع من التضامن بين التوانسة وفرحة مشتركة ما بينهم.