السبت 2024/05/04 الساعة 01:45 AM

الصدر يدعو الحكومة العراقية للاستقالة وسط احتجاجات وسقوط 65 قتيلا

السبت, 05 أكتوبر, 2019 - 09:58 صباحاً
الصدر يدعو الحكومة العراقية للاستقالة وسط احتجاجات وسقوط 65 قتيلا
المهرة خبور -  رويترز

دعا أحد أقوى رجال الدين في العراق يوم الجمعة الحكومة للاستقالة بعدما ارتفع عدد قتلى الاحتجاجات المستمرة منذ ثلاثة أيام على فساد الحكومة إلى 65 شخصا.


وطالب مقتدى الصدر بإجراء انتخابات مبكرة. والصدر زعيم سياسي شعبوي يناصره كثيرون في الشارع العراقي.


وقال بيان من مكتب الصدر ”احقنوا الدم العراقي الشريف باستقالة الحكومة (شلع قلع) وإجراء انتخابات مبكرة بإشراف أممي“.


ودعا رئيس الوزراء عادل عبد المهدي إلى الهدوء في حين أصيب ما يربو على 190 شخصا في العاصمة يوم الجمعة، لكن المحتجين انتقدوا وعوده بالإصلاح السياسي.


ويبدو أن تدخل الصدر سيشجع على الأرجح المتظاهرين على مواصلة انتفاضتهم حتى إسقاط الحكومة.


وفي شوارع بغداد، بدت الشرطة تستهدف المحتجين. وشاهد مراسلو رويترز محتجا يسقط على الأرض بعد إصابته بالرصاص في الرأس. وأعلنت وفاته في المستشفى.


وفي منطقة أخرى شاهد طاقم تلفزيون رويترز رجلا مصابا برصاصة في الرقبة بعد أن فتح قناصة على أسطح المباني النار على الحشد. وأمكن سماع دوي إطلاق نار متقطع في بغداد بحلول الليل.


وقالت الشرطة ومسعفون إن الشرطة قتلت ثلاثة بالرصاص بعدما حاولوا اقتحام مقر مجلس محافظة الديوانية بجنوب البلاد.


وأعمال العنف هي الأسوأ منذ هزيمة العراق لتنظيم الدولة الإسلامية قبل عامين. وتفجرت الاحتجاجات في الجنوب معقل الأغلبية الشيعية لكنها سرعان ما امتدت دون قيادة رسمية من أي فصيل سياسي منظم أو حركة دينية.


وقالت مصادر أمنية وطبية يوم الجمعة إن عدد القتلى خلال ثلاثة أيام من الاضطرابات بلغ 65 لكن الأغلبية العظمى سقطت في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة مع تصاعد وتيرة العنف.


وفي رسالة تلاها أحمد الصافي ممثل المرجع الأعلى في صلاة الجمعة بمدينة كربلاء، قال آية الله العظمى علي السيستاني إن الاحتجاجات ”خلفت عشرات الضحايا وأعدادا كبيرة من الجرحى“.


وأضاف ”اليوم تؤكد المرجعية مرة أخرى على ما طالبت به من قبل، وتدعو السلطات الثلاث الى اتخاذ خطوات عملية واضحة في طريق الإصلاح الحقيقي، وتشدد على أن مجلس النواب بما له من صلاحيات تشريعية ورقابية يتحمل المسؤولية الأكبر في هذا المجال، فما لم تغير كتله الكبيرة، التي انبثقت منها الحكومة، من منهجها ولم تستجب لمتطلبات الإصلاح ومستلزماته بصورة حقيقية فلن يتحقق منه شيء على أرض الواقع“.


وأمر الصدر الذي يقود أكبر كتلة معارضة بالبرلمان نواب كتلته بتعليق مشاركتهم في البرلمان إلى أن تطرح الحكومة برنامجا يخدم كل العراقيين.


ووصف رئيس البرلمان العراقي الاحتجاجات بأنها ”ثورة“ على الفساد لكنه دعا للهدوء واقترح إصلاحات مثل تحسين دعم الحكومة لإسكان الفقراء وضمان إدراج الخريجين العراقيين في المشاريع الأجنبية المربحة لتطوير قطاع الطاقة.


وهناك اتهامات على نطاق واسع لكثير من المسؤولين الحكوميين والنواب بنهب الأموال العامة ومنح عقود غير عادلة في مؤسسات الدولة وغيرها من أشكال الفساد.


* ”نتجول بينكم“


يمثل العنف اختبارا لم يسبق له مثيل لعادل عبد المهدي وهو سياسي مخضرم هادئ الطباع تولى المنصب العام الماضي بوصفه مرشحا توافقيا دعمته جماعات شيعية قوية تهيمن على العراق منذ سقوط صدام حسين في 2003.


وتعهد رئيس الوزراء في خطاب بثه التلفزيون أثناء الليل بإجراء إصلاحات لكنه أضاف أنه لا يوجد ”حل سحري“ لمشاكل العراق. وأكد أن الساسة على علم بمعاناة الجماهير وقال ”لا نسكن في بروج عاجية نتجول بينكم في شوارع بغداد وبقية مناطق العراق ببساطة“.


وانتقد شاب ضمن مجموعة صغيرة فرت من طلقات القناصة في ميدان رئيسي بوسط بغداد في الساعات الأولى من صباح الجمعة رئيس الوزراء وقال إن ”وعود عادل عبد المهدي تهدف لخداع الشعب واليوم يطلقون علينا الرصاص الحي. احتجاج اليوم كان سلميا. أقاموا هذه الحواجز والقناص جالس هناك منذ الليلة الماضية“.


وقالت الشرطة ومصادر طبية لرويترز إن من بين القتلى 18 سقطوا في الناصرية بجنوب البلاد و16 في بغداد وأربعة بالعمارة في الجنوب وأربعة في بعقوبة فيما امتد العنف إلى شمال العاصمة. وأفادت تقارير بسقوط قتلى في مدينتي الحلة والنجف الجنوبيتين.


وتم فرض حظر التجول في عدد من المدن. وأغلقت السلطات الطرق المؤدية من الشمال والشمال الشرقي إلى العاصمة وأرسلت تعزيزات إلى شرق بغداد ذي الكثافة السكانية العالية. وأرسلت قوافل عسكرية إلى الناصرية.


وقال عبد المهدي في وقت متأخر يوم الجمعة إن حظر التجول في بغداد سيُرفع من الخامسة صباحا بالتوقيت المحلي يوم السبت.


* ”ثورة على الجوع“


تأتي الاحتجاجات قبيل أربعينية الإمام الحسين إذ من المتوقع أن يقطع نحو 20 مليون شيعي رحلة لعدة أيام سيرا على الأقدام إلى مدينة كربلاء في جنوب العراق لحضور المراسم التي تقام سنويا.


وخرج الزوار إلى الشوارع يوم الجمعة ولكن بأعداد أصغر من الأعوام السابقة. وأغلقت إيران معبرا حدوديا يستخدمه ملايين الزوار. وحذرت قطر مواطنيها من السفر للعراق.


وحمل رجل دين إيراني كبير الولايات المتحدة وإسرائيل المسؤولية عن الاضطرابات وقال إن الهدف هو إحباط إحياء ذكرى أربعينية الحسين.


وقد يتسع نطاق الاحتجاجات إذا تلقت دعما رسميا من الصدر الذي لطالما ندد بالفساد والنخبة الحاكمة. وكان من المقرر أن يعقد البرلمان جلسة للتوصل إلى حل لكن فصيل الصدر لن يشارك.


ولم يدع الصدر أتباعه للانضمام إلى الاحتجاجات لكن فصيله عبر عن تعاطفه مع أهداف المحتجين. ووصف عواد العوادي السياسي المنتمي للتيار الصدري الاحتجاجات خلال حديثه إلى رويترز بأنها ”ثورة على الجوع“.


اقراء ايضاً