السبت 2024/05/18 الساعة 01:13 PM

لوفيغارو: أين الجثة؟.. نقاط غامضة في تفاصيل اغتيال خاشقجي

الاربعاء, 02 أكتوبر, 2019 - 05:10 مساءً
لوفيغارو: أين الجثة؟.. نقاط غامضة في تفاصيل اغتيال خاشقجي
المهرة خبور -  الجزيرة نت، لوفيغارو

قالت صحيفة لوفيغارو الفرنسية إن إعادة بناء أحجية اختفاء المراسل السعودي جمال خاشقجي الشريرة أظهرت بعد عام من مقتله ما هو جدير بأن يكون فيلم رعب من خلال التسجيلات السرية لما جرى داخل القنصلية السعودية التي شكلت أفضل دليل على هذه الجريمة البشعة، دون أن تقدم جميع التفاصيل.


وقالت مراسلة الصحيفة في إسطنبول دلفين مينوي إن أطروحة الاغتيال فرضت نفسها كمسلمة منذ البداية، حتى قبل أن تؤكدها العناصر الأولى للتحقيق، مشيرة إلى أن مقتطفات من التسجيلات الصوتية التي أتيحت للعديد من البعثات الدبلوماسية الغربية ونشرت في تقرير للأمم المتحدة تقشعر لها الأبدان، وتظهر دون لبس أن الجريمة كانت مخططا لها مسبقا.


واستعادت المراسلة أجزاء من حديث لها مع خديجة جنكيز خطيبة جمال خاشقجي السابقة التي تقول إنها لم تعد تشعر بمرور الزمن، وإنها رغم مرور عام على اغتيال خطيبها تشعر بأن الأمر حدث في الأسبوع الماضي، مضيفة أن السعادة بالنسبة لها توقفت يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018 عند الساعة 1:14 مساء عندما دخل خاشقجي القنصلية السعودية.


وتضيف المراسلة أن خديجة تتذكر كل شيء عن تلك اللحظة، من الانتظار إلى القلق المتزايد مع مرور الوقت، إلى الخوف، ثم الصمت المطبق خلف جدران القنصلية السعودي، قبل أن تدرك أنها لن تراه أبدا "ومن هنا اهتزت حياتي".


وتعود الصحيفة إلى بعض تفاصيل قضية اغتيال خاشقجي بدءا بإرسال فريق  الاغتيال من الرياض فجر يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول على متن طائرة خاصة، وبالحوار الذي دار قبيل دخول خاشقجي بين ماهر المطرب وصلاح الطبيقي بشأن كيفية تقطيع جسده.


"هل يمكننا وضع الجذع في كيس؟" يسأل المطرب، فيحيب الطبيقي "لا، ثقيل للغاية"، ليضيف بعد حين "سنقطع المفاصل فإنه ليس مشكلة، الجسم ثقيل، أولا، أقطع على الأرض، سنأخذ أكياسا بلاستيكية، سنحزم كل القطع وينتهي الأمر". 


- كبش الأضحية

وتضيف المراسلة أن الأمر الذي لا يمكن تصوره في الوقت الحالي بالنسبة لخديجة فهو مرعب أيضا، أن المطرب يسأل في نهاية الحوار: هل وصل "كبش الأضحية"؟ قبل أن يعلن صوت آخر عن وصول وشيك لخاشقجي الذي يتم نقله إلى الطابق الثاني من القنصلية، إلى ما بعد ذلك من تفاصيل تختصرها المراسلة.


وفي مقابلة أجرتها معها مؤخرا هيئة الإذاعة البريطانية، أكدت المحامية البريطانية هيلينا كينيدي تأثرها البالغ عند الاستماع لهذه المقتطفات "الرعب من الاستماع إلى صوت شخص ما، والخوف في صوت شخص ما، وكونك تستمع إلى شيء مباشر، إنه أمر تقشعر له الأبدان".


ووفقا للمقررة الخاصة للأمم المتحدة أنييس كالامار، فإن العناصر المختلفة الواردة في تقرير الأمم المتحدة تشكل "دليلا موثوقا به" يبرر فتح تحقيق في صلات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بهذه الجريمة.


لكن المراسلة تسأل -كما فعل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مقاله بواشنطن بوست- "أين هي جثة خاشقجي؟ من وقع قرار عقوبة الإعدام على الصحفي السعودي؟ من الذي أرسل القتلة الـ15 على متن طائرتين إلى إسطنبول؟".


وهنا تقول المراسلة إن القضاء السعودي حتى الآن برأ ولي العهد واتهم 11 شخصا، وطالب بتنفيذ عقوبة الإعدام في خمسة منهم، إلا أن أردوغان يقول إنه مصمم على مواصلة "جهوده لإلقاء الضوء على عملية القتل".


وتختم المراسلة بأن هذه الأسئلة هي نفسها التي تطرحها خديجة جنكيز، وتريد التذكير بها اليوم أثناء فعالية رمزية لإحياء ذكرى خاشقجي أمام القنصلية السعودية في إسطنبول، قائلة "ما لم تتم استعادة جسده فإن جمال ليس لديه قبر، ولكن لقاء أصدقائه يشبه زيارة لقبره".


اقراء ايضاً