"تونس واحد".. مرآة السباق في الانتخابات التشريعية التونسية
يتوجه أكثر من سبعة ملايين ناخب تونسي إلى صناديق الاقتراع يوم الأحد المقبل للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التشريعية لانتخاب 217 عضوا في البرلمان الجديد من بين 15 ألف مرشح موزعين على 27 دائرة انتخابية داخل تونس وست دوائر خارجها، وذلك ضمن 1503 قوائم.
ومن بين الدوائر الانتخابية الداخلية تحظى دائرة "تونس واحد" بأهمية خاصة، حيث تحتدم فيها المنافسة بين المرشحين، وينظر إلى تلك الدائرة على أنها الخزان الانتخابي لحركة النهضة.
وتضم تلك الدائرة العديد من أهم الأحياء الشعبية بالعاصمة من حيث الكثافة السكانية، مثل الزهروني، والكبارية، وسيدي حسين، والمدينة العتيقة، ولافيات، والعمران، وبالدائرة 365 ألف ناخب ممن يحق لهم التصويت ويمثلها تسعة نواب وتتنافس فيها 49 قائمة.
ويشارك في السباق على مقاعد الدائرة العديد من الشخصيات السياسية البارزة، مثل رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، وبسمة بلعيد أرملة شكري بلعيد، التي ترشحت على رأس قائمة "الاتحاد الديمقراطي الاجتماعي"، وكلثوم كنو (60 عاما) رئيسة جمعية القضاة التونسيين على رأس قائمة الائتلاف المستقل "مواطنون''، التي تعد من أبرز الأسماء المرشحة من المستقلين.
كما ينافس مرشح "ائتلاف الجبهة الشعبية" الجيلاني الهمامي، رفيقه السابق في الجبهة أحمد الصديق مرشح "حزب الجبهة الشعبية "حاليا، كما تواجه سميرة الشواشي على رأس قائمة حزب "قلب تونس" رفاقها بالأمس القريب عز الدين التايب حزب "نداء تونس" ومصطفى بن أحمد مرشح "تحيا تونس".
ومن بين الوجوه البارزة الأخرى النائبة سامية عبو التي تترأس قائمة التيار الديمقراطي، فضلا عن مرشح "ائتلاف الكرامة" سيف الدين مخلوف الذي حصل على 4.37% من أصوات الناخبين في الانتخابات الرئاسية.
طبيعة السباق
ويعتبر المحلل السياسي محمد بوعود دائرة تونس واحد "نموذجا مصغرا للتنافس على المستوى الوطني، فقد ضمت 49 قائمة، ودفعت كل الأحزاب بقياداتها من الصف الأول"، مؤكدا أن "التنافس داخلها لن يكون على مقعد برلماني بل على مقعد رئيس البرلمان، إضافة إلى أنها تشهد سباق الإخوة الأعداء".
وشدد بوعود على أهمية هذه الدائرة التي جعلت الغنوشي يطلق إنذارا من مقر حركة النهضة، ويقول صوّتوا للنهضة لضمان الحكم والاستقرار وإلا فإن حزب "قلب تونس" سيفوز.
وحول طبيعة المنافسة يرجح بوعود أن تكون المواجهة بين الغنوشي، وبقية الوجوه الليبرالية والعلمانية على أشدها، مضيفا أن "هذا الصراع سوف يؤشر على تراجع نسبة الاستقطاب الأيديولوجي في الساحة السياسية، التي تحولت إلى حلبة للمعارك من أجل تصفية حساباتها"، منبها إلى أن "تشتت أصوات الناخبين لن يخدم العائلات السياسية التي ترشحت بأكثر من قائمة".
أما النائبة بالبرلمان عن حركة النهضة يمينة الزغلامي، فقالت للجزيرة نت "إن التنافس السياسي هو تنافس بين البرامج السياسية"، مؤكدة أن حركة النهضة ستلتزم بتطبيق برنامجها ووعودها الانتخابية، مضيفة أن الحركة ستعمل على القضاء على الفساد والمحسوبية، ومقاومة الفقر والتهميش وتحقيق أهداف الثورة في العدالة الاجتماعية، وفق تعبيرها.
من جهته، يرى المحلل السياسي صلاح الدين الجورشي أن حركة النهضة "ستسعى إلى تفادي هزيمة مرشحها، وستبذل كل إمكانياتها من أجل الفوز حتى لا تتعرض لهزيمة ثانية، مثل التي عرفها مرشحها للانتخابات الرئاسية عبد الفتاح مورو، الذي حل ثالثا وغادر السباق من الدور الأول".
يذكر أن ترشح الغنوشي أثار جدلا واسعا داخل الأوساط السياسية في تونس بما فيها الحركة نفسها بخصوص دواعي القرار الذي اعتبره البعض تمهيدا للعبه دورا أكبر في الفترة المقبلة -رئيسا للوزراء أو رئيسا للبرلمان- في حال فوز النهضة بالانتخابات.
وتظهر نتائج استطلاعات الرأي التي أجرتها "سيغما كونساي" أن حزب النهضة وخصمه "قلب تونس" الذي أسسه قطب الإعلام نبيل القروي، يعدان الأوفر حظا للفوز في الانتخابات التشريعية.