السبت 2024/05/04 الساعة 01:52 PM

في حوار مع "الإيكونوميست".. وزير خارجية عمان يدعو إلى مؤتمر سلام طارئ من أجل فلسطين

الإثنين, 26 فبراير, 2024 - 05:48 مساءً
في حوار مع "الإيكونوميست".. وزير خارجية عمان يدعو إلى مؤتمر سلام طارئ من أجل فلسطين
المهرة خبور -  متابعات

 


دعا وزير الخارجية العماني، بدر البوسعيدي، إلى مؤتمر سلام طارئ، في حوار مع مجلة الإيكونوميست البريطانية، المتخصصة بالشأن الدولي؛ نشرته الأربعاء 21 فبراير الجاري، وترجمه "المهرية نت".

 

وقال البوسعيدي، إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وحزب الله، والحوثيين متجذرون بعمق في مجتمعاتهم ولا يمكن استبعادهم.

 

وأشار الوزير العماني إلى مبادرة السلطنة تماثل مبادرة الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب، عندما دعا إلى مؤتمر مدريد للسلام عام 1991، واستضافت مدريد سلسلة من المفاوضات المتعددة الأطراف التي هدفت إلى إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، وقد أحرزت تقدماً كبيراً لكنها توقفت بعد ذلك بشكل مأساوي، يجب أن نحاول من جديد يقول الوزير.

 

ونوّه البوسعيدي إلى تبعات الأزمة المتفاقمة في قطاع غزة على سلطنة عمان والمنطقة، مع إمكانية حدوث تصعيد آخر يشكل تهديداً لعموم المنطقة، لذلك فإن وقف إطلاق النار ضرورة إنسانية واستراتيجية أيضاً. كما أن التحرك من أجل تبني قرار لوقف إطلاق النار بعقد مؤتمر طارئ يجب أن يتم بشكل سريع وحاسم.

 

وتابع: بدون الاعتراف بدولة فلسطينية، سيحتم على المنطقة بأسرها الدخول بدوامة عنف لا نهاية لها، وسوف يستمر الفلسطينيون في العيش تحت ظل تهديد الإبادة.

 

وأكّد الوزير العماني أنه لا يمكن القضاء على حركة حماس، لأن حركات التحرر الوطنية كحماس متأصلة بعمق في مجتمعاتها، وستقدم الغالي والنفيس للحفاظ على قضيتها مهما بلغت التضحيات، لذلك، يتعين على صانعي السلام إيجاد طريقة للتحدث معهم والاستماع إليهم.

 

وتابع: هناك افتراض بأن شعوب الشرق الأوسط مقيدة بالفكر الطائفي لدرجة أنها غير قادرة على إصدار نوعية الأحكام المعقدة التي اعتادت عليها شعوب الغرب الليبرالي والديمقراطي، وهذا بحد ذاته يمثل تعالياً من قبلهم، كما أنه خاطئ وبعيد عن الواقع.

وقال: "إن التعددية ليست امتيازًا للنخبة الغربية، بل هي جزء حيوي من تاريخ وواقع العالم العربي، كما أن أبناء المنطقة لديهم فكرهم الفريد، وأحكامهم السياسية الخاصة بدلاً من مجرد الانصياع للاملاءات الطائفية.

 

وردّ الوزير على تساؤل المجلة البريطانية على كون حزب الله عبارة عن حزب شيعي ويعمل كوكيل لإيران، فقال: "هذا التفسير لايصل بنا إلى الحقائق الفعلية، ففي الواقع يتمتع حزب الله بدعم شعبي وسياسي كبير داخل لبنان من مختلف الطوائف الدينية، ولا يقتصر على المسلمين الشيعة فقط بل يشمل أيضًا المسلمين السنة والمسيحيين، هذا الدعم يأتي نتيجة اختيار سياسي، وليس نابعاً عن ولاء طائفي".

 

وتابع: "أنا لا أقول بأن الشخصيات التي تصورهم وسائل الإعلام الغربية كأشرار هم في الحقيقة جيدون؛ هذا مجرد تبديل لوجهات النظر. ما أقوله هو أن تصنيف الجيد والسيئ ليس معياراً حاسماً عند محاولة فهم موقف معقد وديناميكي، والتصرف فيه بمسؤولية".

 

وأشار إلى أن أهمية الحديث مع جميع المعنيين ذوي الاهتمامات ووجهات النظر المتباينة من مختلف المشارب، والاستماع إليهم والعمل معهم في نهاية المطاف، يجب أن يكون هذا حجر الأساس الذي نعتمد عليه لوقف المأساة في فلسطين.

 

وأكّد البوسعيدي أن العالم ماطل طويلاً في مسألة الدولة الفلسطينية، كما أن العديد ممن يؤيدون فكرة حل الدولتين، يرونها هدفاً يجب تحقيقه في المستقبل البعيد - كما لو أن الحقائق الأساسية في ذلك المستقبل ستتغير بوصفة سحرية، لجعل ما هو مستحيل الآن ممكنًا بطريقة أو بأخرى.

 

وقال: "علينا التعامل مع الواقع الذي نعيشه الآن. ولا مزيد من التأجيل، وهذا الواقع يشمل "حركة حماس".

 

وأوضح الوزير العماني أن السلطنة تعمل على تهيئة أرضية مناسبة لعقد المفاوضات، وقال: "لسنا وسطاء، لأن البعض يستنتج أن الوسطاء يشاركون بإصدار الأحكام. وهذه ليست الطريقة العمانية".

 

 

وعاد الوزير إلى التأكيد على ضرورة أن يضم المؤتمر الذي تدعو إليه عمان الجميع. لأن الجميع لديه مصلحة في التوصل إلى الاتفاق.

 

وقال: ستحتاج إيران إلى تقديم تنازلات صعبة لتكون جزءًا من هذه العملية لكنني على ثقة بعد أن تعاملت مع المسؤولين الإيرانيين لأكثر من ثلاثين عاماً، أن قادة البلاد قادرون على تقديم مثل هذه التنازلات.

 

وتابع: يجب علينا أن نؤمن أيضًا بوجود قيادة إسرائيلية يمكن إقناعها بالانخراط بحسن نية، شعب إسرائيل يستحق ما هو أفضل من العيش في عالم تشكّلت معالمه عقب اغتيال رئيس الوزراء إسحاق رابين في عام 1995 - وهي جريمة اغتيال ارتكبها شاب إسرائيلي متطرف، والتي ساهمت في إخراج عملية السلام عن مسارها.

 

وأضاف: سيتعين علينا جميعًا التعامل مع الجهات الفاعلة غير الحكومية، وهذا لا يشمل حماس وحزب الله فقط، ولكن يشمل جماعة أنصار الله أيضاً، والشيعة الزيود الآخرين، الذين كانوا مؤثرين في السياسة اليمنية لعدة قرون، وهم كبقية اليمنيين جيران لسلطنة عمان، واليوم بطبيعة الحال يحكمون معظم اليمن وهذا يجعلهم حكومة في الأمر الواقع.

 

وتابع: إذا جاز لي أن أعرض جانباً عن البحر الأحمر، فأنا متيقن أن الهدوء سيسود هناك بمجرد الاتفاق على وقف الحرب في قطاع غزة، ففي نهاية المطاف، ينفي الغرب وجود أي رابط، إلا أن وقف العدوان على غزة من شأنه أن يمنح جماعة "أنصار الله" فرصة لإثبات وجود ذلك الرابط.

 

واقترح وزير الخارجية العماني أن يعقد مؤتمر السلام حيث تشعر جميع الأطراف بالراحة. يمكن أن يكون في سويسرا أو النرويج على سبيل المثال، ويمكن أن يعقد بأسرع وقت ممكن؛ بهدف التوصل إلى اتفاق على خطة لقبول عضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة، والاعتراف بها، وممن الممكن أن يكون هذا بمثابة منصة للمفاوضات العاجلة حول حل الدولتين الشامل وكل ماهو مطلوب لضمانه.

 


اقراء ايضاً