من بينهم ممثلها بجدة.. حماس تخرج عن صمتها وتكشف حملة اعتقالات سعودية للفلسطينيين
[ أحد مهرجانات حركة حماس في مدينة غزة بمناسبة الذكرى 31 لتأسيس حماس ]
كشفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم عن اعتقال السلطات السعودية أحد قادتها وممثلها في السعودية محمد صالح الخضري (أبو هاني)، وذلك منذ شهور عدة، وسط حالة من التكتم على ظروفه وملابسات اعتقاله.
وقالت حماس إن اعتقال الخضري جاء في إطار حملة طالت العديد من أبناء الشعب الفلسطيني المقيمين في السعودية، وإنه لم يشفع لدى السعودية لا عمره الذي بلغ 81 عاما، ولا وضعه الصحي، حيث يعاني من "مرض عضال"، ولا مكانته العلمية، كونه أحد أبرز الأطباء الاستشاريين في تخصص الأنف والأذن والحنجرة، ولا مكانته النضالية، التي عرف فيها بخدماته الجليلة التي قدّمها للشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية، داخل فلسطين وخارجها.
وأضافت الحركة التزمنا الصمت على مدى خمسة شهور لإفساح المجال أمام الدبلوماسية ومساعي الوسطاء لكنها لم تسفر عن أي نتائج.
واستهجن البيان قيام جهاز مباحث أمن الدولة السعودي باعتقال الخضري المقيم في جدة منذ ثلاثة عقود، حيث إنه كان مسؤولا عن إدارة علاق حركة حماس مع المملكة العربية السعودية كما تقلد مواقع قيادية عليا في الحركة.
وأضافت أنه تم اعتقال نجله الأكبر من دون أي مبرر ضمن حملة شملت العديد من الفلسطينيين المقيمين في السعودية.
وطالبت حماس السلطات السعودية بإطلاق سراح الخضري ونجله وجميع المعتقلين الفلسطينيين في سجونها.
- عشرات المعتقلين
وكان المرصد الأورومتوسطي قد كشف عن اعتقال السلطات السعودية لعشرات الفلسطينيين، وقال إنه لا يستطيع تحديد رقم دقيق للمعتقلين الفلسطينيين؛ غير أن أنه أحصى 60 شخصا، وأشار إلى تقديرات تفيد أن الرقم يفوق ذلك بكثير.
وأضاف أنه استطاع توثيق شهادات من أحد عشر عائلة فلسطينية تعرض أبناؤها للاعتقال أو الإخفاء القسري خلال الأشهر الأخيرة أثناء إقامتهم أو زيارتهم للمملكة العربية السعودية وبينهم طلبة ومقيمون وأكاديميون ورجال أعمال، إذ تم عزلهم عن العالم الخارجي دون لوائح اتهام محددة أو عرض على جهة الاختصاص (النيابة العامة)، ولم يُسمح لهم بالاتصال مع ذويهم أو التواصل مع محاميهم.
وأشار المرصد -وهو هيئة حقوقية دولية مقرها جنيف- إلى أن عائلة المهندس A5 (رمز تعبيري) -ويقطن إحدى مدن الضفة الغربية المحتلة- واحدة من تلك العائلات التي فقدت الاتصال مع نجلها مطلع الشهر الماضي، خلال مراجعته دائرة الجوازات في العاصمة السعودية الرياض.
ووفق إفادة العائلة فإنه تم منعها وأصدقاء نجلها الذي يعمل في إحدى الشركات السعودية من السؤال أو الاستفسار عن مصيره أو مكان احتجازه.
وقالت زوجة A5: "إنّ أشد ما يؤلمني هو عدم معرفة أي شيء عن زوجي؛ أحي هو أم ميت، معافى أم يتعرض للتعذيب. هذا الأمر زاد أوجاع أطفالي وكذلك والديه وأشقائه وشقيقاته".
وذكر المرصد الأورومتوسطي أن عائلة الفلسطيني B7 ( رمز تعبيري) نموذج آخر لعمليات الإخفاء القسري في السعودية، إذ فقدت تلك العائلة الاتصال مع نجلها في يوليو/ تموز الماضي، ومنذ ذلك الوقت لا تعرف شيئا عنه رغم مناشداتها المتكررة للسطات بالكشف عن مصيره أو مكان احتجازه.
وبحسب إفادة العائلة فإن نجلها أسير سابق في السجون الإسرائيلية، ومُبعد بشكل قسري إلى الأردن حيث استكمل تعليمه الجامعي وتزوج هناك ومن ثم انتقل إلى العمل في إحدى الشركات في السعودية.
وبيّن الأورومتوسطي أن السلطات السعودية اعتقلت رجل أعمال فلسطيني مقيم في جدة منذ عقود ويبلغ من العمر (60 عامًا) في يوليو/تموز الماضي.
ونقل المرصد الحقوقي الدولي عن أحد أبنائه قوله إن السلطات صادرت أمواله وهددت أفراد العائلة بالصمت ومنعتهم من مغادرة الأراضي السعودية خشية فضح عملية اعتقال والدهم.
وأوضح المرصد الحقوقي الدولي أنه رصد أيضا عمليات احتجاز لحجاج من أصول فلسطينية ويحملون جنسيات عربية خلال أدائهم فريضة الحج هذا العام، لكن عائلاتهم لا تزال تتكتم على ظروف احتجازهم على أمل إنهاء كابوس إخفائهم القسري والعودة من جديد لحياتهم الطبيعية.
ودعا المرصد السلطات السعودية للكشف الفوري عن عشرات الفلسطينيين المعتقلين في السعودية، والذين تعرضوا لإخفاء قسري دون تهم أو مخالفات.