فلسطين : التنديد يتواصل.. إسرائيل تعتقل فلسطينيين وتتأهب للتصعيد بعد ليلة دامية في المسجد الأقصى
القوات الإسرائيلية اعتقلت 14 فلسطينيا بالقدس على خلفية المواجهات في الأقصى بعد أن جرح أكثر من 200 (الأناضول)
نقل مراسل الجزيرة أن 208 فلسطينيين أصيبوا عقب اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي -بقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع- باحات المسجد الأقصى مساء أمس الجمعة، بينما تتأهب الشرطة للتعامل مع جموع غفيرة من المصلين يتوقع أن يحيوا ليلة القدر، في حين تواصلت ردود الفعل العربية والإقليمية والدولية المنددة بالاقتحامات الإسرائيلية.
فقد نقل مدير مكتب الجزيرة وليد العمري عن الهلال الأحمر الفلسطيني أن 208 فلسطينيين أصيبوا في مواجهات الأمس، في حين نقل 88 مصابا إلى المستشفيات، ونُقل 60 آخرون إلى مستشفى ميداني، بينما مَنعت قوات الاحتلال طواقم الهلال الأحمر من الوصول إلى مدينة القدس.
وقال العمري نقلا عن الشرطة الإسرائيلية إن 17 من عناصرها أصيبوا بينهم ضابط أصيب في رأسه.
كما أشار إلى الهدوء الحالي الذي يسود القدس ومحيط المسجد الأقصى ومداخل البلدة القديمة، مع وجود انتشار مكثف لقوات الاحتلال وتعزيزات واسعة جدا داخل البلدة القديمة وعلى المداخل.
وأفاد مراسل الجزيرة أن القوات الإسرائيلية اعتقلت 14 فلسطينيا في القدس على خلفية المواجهات بالمسجد الأقصى، وقال المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي -في تغريدة له على تويتر- إن رئيس الأركان أوعز بالاستعداد للتصعيد بعد لقائه مسؤولين عسكريين وأمنيين.
ونقلت وكالة الأناضول عن وسائل إعلام إسرائيلية أن شرطة الاحتلال أعلنت رفع حالة التأهب بمحيط المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة، تحسبا لإحياء الفلسطينيين ليلة القدر.
وقالت قناة كان الرسمية إنه من المتوقع أن يصل عدد قياسي من المصلين إلى المسجد الأقصى في ليلة القدر التي توافق السبت ليلا. ومن المتوقع وصول وفود من فلسطيني الداخل إلى المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح بالقدس الشرقية، استجابة لدعوة أطلقتها لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية (أعلى هيئة تمثيلية للفلسطينيين في مناطق 48)، بحسب المصدر ذاته.
وتأتي هذه الأحداث وسط غضب متزايد إزاء احتمال طرد عائلات فلسطينية من منطقة حي الشيخ جراح في القدس الشرقية، التي يدعي مستوطنون يهود ملكيتهم لها.
وتشهد المحكمة العليا الإسرائيلية جلسة بشأن قضية حي الشيخ جراح يوم الاثنين، وذلك في اليوم نفسه الذي يوافق يوم القدس في إسرائيل، وهو احتفال إسرائيلي سنوي بالسيطرة على القدس الشرقية في حرب عام 1967.
وقد قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال مداخلة هاتفية مع تلفزيون فلسطين الرسمي، إنه وجه السفير الفلسطيني بالأمم المتحدة لطلب عقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن.
من جهته، قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس إسماعيل هنية إنه أجرى اتصالات بزعماء دول عربية وإسلامية، وطالب هنية في كلمة له عبر قناة الأقصى الفضائية، الدول التي طبّعت مع إسرائيل بإنهاء اتفاقيات التطبيع وإغلاق سفاراتها لدى تل أبيب، مضيفا أن ما يجري حاليا في القدس هو انتفاضة يجب أن تتواصل ولن تتوقف.
وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إن ما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي من اعتداءات على سكان حي الشيخ جراح في القدس يرقى إلى مستوى جريمة ضد الإنسانية.
وأضاف المالكي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي في أنقرة، أن السلطة الفلسطينية طلبت من محكمة الجنايات الدولية أن تأخذ موقفا واضحا من هذه الاعتداءات
من جانبه، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إنه اتفق مع نظيره الفلسطيني على نقل قضية القدس إلى منظمة التعاون الإسلامي.
ووصف وزير شؤون القدس الفلسطيني فادي الهدمي ما تقوم به إسرائيل من اعتداءات على المقدسيين بأنه نذير خطير جدا، وأكد الهدمي في مقابلة سابقة على الجزيرة أن الحكومة الفلسطينية طالبت بتدخل دولي عاجل لحماية القدس والمقدسيين.
وقال نائب المدير العام للأوقاف الإسلامية في القدس ناجح بكيرات إن أهالي القدس يرسلون رسالة إلى الاحتلال الإسرائيلي مفادها أن القدس عاصمة للفلسطينيين، وأضاف بكيرات في مقابلة سابقة على الجزيرة أن هذه الرسالة تؤكد أنه لا شيء يقف في وجه إرادة الفلسطينيين رغم ما يقوم به الاحتلال من حصار وتفتيت لوطنهم.
كما قال خطيب المسجد الأقصى عكرمة صبري إن الأعمال الاستفزازية للاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين العزل هي ما فجر هذه الانتفاضة، وأكد صبري في مقابلة سابقة على الجزيرة أن الفلسطينيين لن يقبلوا بهذا الاحتلال.
وفي ردود الفعل الدولية والعربية، قالت الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة قلقة للغاية من التوترات المتصاعدة في القدس، بما في ذلك منطقة الحرم الشريف وحي الشيخ جراح.
وأضافت الخارجية أنها تشعر بقلق بالغ إزاء احتمال إجلاء عائلات فلسطينية في حي الشيخ جراح وحي سلوان..